رأي

اذهب غير مأسوف عليك

مل ابو القاسم

1
سبحان مغيّر الأحوال من حال إلى حال فبالأمس كانت ذكرى مولد الإنقاذ التي تجذّرت وامتدت لثلاثين عاماً حسوماً تبدّلت خلالها الوجوه مراراً حتى كادت تلكم التي صنعت وشاركت في الانقلاب أن تتلاشى عن المشهد إن لم تتلاشَ فعلياً، فقط تبقّى القائد على تلّ العرش كلّ تلكم السنوات دون كلل أو ملل، بل كان يطمع في المزيد من البقاء والتطاول ولو صعد على أعناق الشهداء، ولكن هيهات.

الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة العربية (الحدث) تقطع تفاصيله بعدم عودة الرئيس السابق البتة إلى المشهد كما يعتقد الكثيرون أو كما يلمحون بأنه يدير المشهد الآن من محبسه إن صح التعبير إلى جانب بطانته وأن التغيير طال الوجوه فقط، بينما لا زال النظام باقياً رغم الأحاديث المتكررة للمجلس العسكري وإشاراتهم بعدم عودته ولا مكان لمنتميه في الحكومة القادمة وغيره من أقاويل وأقاويل مفندة.

قلت بعدم عودة الرئيس ذلك لأن صورته تتشوه يوماً بعد يوم في ذهنية المواطن السوداني عقب كل فضح للمستور، والتشبث الذي عكسه الفيلم الوثائقي للحظات الأخيرة وأنه كيف كان يلحّ في فض المعتصمين بأي من الصور، يسقطه من نظر أي شخص كونه رئيساً منوطاً به حماية رعيته وليس ترهيبهم وقتل الشباب من أجل أن يبقى هو بالكرسي وربما تجاوز السبعين من عمره.

أظهر الفيلم عدداً من المفاجآت من بينها تفويضه وفي لحظة يأس بعد أن شعر بانفضاض كل القوى الأمنية من حوله بعد رفضهم فض الاعتصام لصديقه الذي لا يرفض له طلباً “عبد الرحيم محمد حسين” مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني خلفاً لـ”قوش” الذي أمر باعتقاله كأول خطوة في الانقلاب على الرئيس عندما ذهب يبلغه بتفويضه. ألهذا الحد كانت رغبة الحكم عارمة لديه؟ إذن فاذهب غير مأسوف عليك

 

وقبيل تسيير موكب أو مليونية أسر الشهداء التي خرجت أمس في عدد من الأحياء والمدن ظل المجلس العسكري يكرر خشيته من تسلل مندسين وسط الحشود وتحميله قوى الحرية والتغيير مسؤولية أي فوضى تنتج عن ذلك، وقد اتهمت بأنها تستبطن شراً على خلفية تحذيرها، بيد أنه قد حدث فعلياً ما كانت تخشاه بإصابة ثلاثة من منتسبي الدعم السريع وثلاثة مواطنين. وعليه فطالما كانت تحذر ذلك، وبما أن لدينا جهاز مخابرات لا يعلى عليه لم لم تضاعف جهدها في محاولة كشفهم أو معرفة خطواتهم ومن ثم ارتدادها عليهم؟.

شكراً كثيراً السيد رئيس القضاء وأنت تهتم بأقوال الصحافة وتطلب مراجعة ملف قضية نظامي تحرّش بقاصر أنجبت منه وأطلق سراحه بالتسوية، والذي أوردته صحيفة (المجهر) وتناولته بالنقد عبر هذه الزاوية. ونحن على استعداد لتعديل رأينا إن كان في الأمر التباس، كما نجدد شكرنا لكم إن كان بالقضية والحكم خلل فعالجتموه، مع خالص تقديرنا لدوركم المتعاظم في تثبيت أركان العدالة وإرساء دعائم القانون.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية