القيادي بحزب الأمة القومي وعضو الإدارة الأهلية العُمدة “الهادي بشير بلة” لـ(المجهر)
*الإدارة الأهلية ملزمة أخلاقياً بصيانة حقوق المواطن في جميع الظروف
فوضنا المجلس العسكري لتنفيذ برنامج واضح لتشكيل حكومة انتقالية ولم نقل أن يستمر المجلس العسكري في الحُكم
* لم نطالب بتعيين ممثلي الإدارة الأهلية في الحكومة ، وطالبنا بتشكيل حكومة كفاءات لإغلاق الباب أمام الثورة المضادة
*لولا تفاوضنا مع قيادات عليا ، والاستيثاق بأن الجيش سينحاز للحراك الشعبي لما كان الاعتصام أمام القيادة.
حوار: سيف جامع
حشد قيادات الإدارة الأهلية ،لتفويض المجلس العسكري بتشكيل الحكومة الانتقالية ،وجد نقداً كبيراً وقوبل بالرفض والاستهجان ،في ظل وجود أحزاب سياسية عريقة بالسودان ،و حراك شبابي نشط وفعال ثار ضد حكم الرئيس “البشير” ، وأن الإدارة الأهلية تحظى بالاحترام والتقدير بوصفها حاضنة اجتماعية مهمتها المحافظة على تماسك النسيج الاجتماعي ،ولا تتخندق خلف أية جهة سياسية في الحكومة أو المعارضة .
( المجهر) التقت بعمدة قبيلة (الحسنات) بالنيل الأبيض “الهادي بشير بله” الذي تحدث عن خطوة الإدارة الأهلية لمناصرة المجلس العسكري ، فإلى مضابط الحوار:
= بداية جاءت خطوة تأييدكم للمجلس العسكري وتفويضه لحكم البلاد منفرداً ..؟
تمت دعوتنا من المجلس العسكري باعتبارنا نمثل الحاضنة الاجتماعية للشعب ، الدعوة تمت لكل الإدارات الأهلية التي لها تاريخ طويل وأساساً قامت في العهد الإنجليزي وهذا يرجع إلى وجودنا الحقيقي وسط الناس ومحل احترام الجميع، ورأت الحكومات بأن الإدارة الأهلية لا تكلفهم شيئاً ، وكل الحكومات تستعين بالإدارة الأهلية سلباً أو إيجاباً في عهد الإنجليز أو العهد الوطني استفادوا من الإدارة الأهلية، لكن في عهد “النميري” تم ضرب الإدارة الأهلية وقاموا بحلها ووصفت بالحارس الأمين للرجعية والتبعية، ولاحقاً رجعوا لها .
ماذا وراء تأييدكم للمجلس العسكري ..؟
بعد نجاح الحراك الشعبي ، شعر الجميع بأن هناك صعوبة في التوصل إلى حل واتفاق وكل طرف متمسك برأيه، وشعروا أن الإدارة الأهلية تمثل جزءاً كبيراً من الشعب، والمجلس العسكري حاول إيجاد مبررات بأنه يمثل آخرين والحراك لا يمثل كل الناس ، صحيح أن الحراك يمثل قطاعاً عريضاً، لكن ليس كل الناس ، والإدارة الأهلية منها سياسيون و غير سياسيين وكان رأي الإدارة واضحاً لأنهم من يكتوون بالتفلتات الأمنية ، والناس نادوا بالديمقراطية ، والمعيار لها بأن كل حزب يأتي ويوضح ماذا يريد ، والثورة لم تتحرك بالصورة الراديكالية ، يعني الشرعية الثورية لم تطح بالنظام ، تحركت الثورة ومن ثم انحاز لها الجيش. لا ننكر دور الجيش ،ولا يعقل أن يقال له إن مكانك الرف، خاصة في العالم الثالث لجهة حال وضعه في الرف يأتيك من الثكنات ، فخلال الـ(60) سنة الماضية في ثقافة العسكر كان لهم دور فاعل في العالم الثالث، ويمكن سلبيات السياسة تؤدي إلى خراب في البلد والجيش عليه أن يحمي البلاد من الخراب وإذا أفضت الممارسة الديمقراطية إلى خراب ، فالجيش بمثابة الكابح ، لازم يكون للجيوش دور ، نحن مع الديمقراطية الكاملة لكن نحتاج للجيش ، لابد للجيش من دور لكبح أي خراب ، وأن نمضي في هذه المرحلة دون برامج تصفيات ، في الثلاثين سنة الماضية تم التمكين وأثبت فشله ويبقى تجربتهم المغامرة تتطلب مراجعات كثيرة ، لابد من مراجعات وهذا يتم في جو معافى ، لابد من محاسبة قانونية وقضاء عادل.
=هنالك خلاف بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري لماذا أتيتم وسط هذا الخلاف وفوضتم المجلس ولم تقفوا وسطاً ..؟
نحن لم نفوض المجلس العسكري على بياض وإنما لبرنامج واضح لتشكيل حكومة مدنية تحقق السلام والاقتصاد وتحقق هيكلة وتصفية المؤسسات وإجراء محاكمات ناجزة ، ولم نقل يستبدل ديكتاتور بآخر ، بل طالبنا بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وإعداد الأحزاب للانتخابات ولم نأت لتمكين إي ديكتاتورية عسكرية مطلقاً ولم نمنح تفويضاً مثل هذا.
= إذا أنتم ضد قوى الحرية والتغيير ..؟
نحن لسنا ضدهم لكن لنا رأي حولهم فكيف يطالبون بحكم وهم غير مهيئين لذلك ، نعم الشعب كان القاعدة، ووقف معهم في برنامج إسقاط النظام إلى أن زال النظام لكن البديل من .. إذا كانوا يقصدون أن المهنيين لهم دور نحن ضمن المهنيين، ونريد لهم دوراً فاعلاً، لكن نحن نختلف معهم في مسائل إجرائية مثل استفزاز الجيش السوداني، والجيش أحد مكونات الشعب السوداني وأي ناس في مهنتهم بطبيعة ما تقول لهم، والله أنا ما بثق فيكم وإذا قلت الكلمة دي هم أيضاً يقولون ليك نفس الكلام .
= هل ترى أن المجلس العسكري الانتقالي والفريق “حميدتي” يمثلون بالفعل الجيش ؟.
“حميدتي” تجربة وهو ليس أول تجربة إذا رجعنا إلى تركيبة قواته نجدها قامت في ظل صراع بالغرب، وهذا الصراع تم بين قوات مسلحة وانفصالية نحن ما مسؤولين عن تكوينه، لكن هو قام بدور وهنا وجدناه من ضمن مكوناته والناس يخالفون فيما يتعلق بوصفهم للناس ونحن لا نرى أن الدعم السريع كله سيئ أو كل ممارساته سيئة ، في ناس يقولون ذلك لكن نحن لا نقول ذلك لأننا لم نكتوِ منهم ، وكقراءة عابرة للتاريخ كان هنالك احتياطي مركزي شكله الخليفة “عبدالله التعايشي” مهمته حماية الفرقان من المتفلتين حينما يذهب الناس للحرب ، طبعاً قد لا يكون هنالك انضباط لكن هناك شيء مهم جداً هو تأمين المناطق، يقول الناس ديل منو؟ ويقول الناس (جونا هدية) والذين لا يريدونهم سموهم (الجهادية) ووصفوا بجميع الأوصاف، لكن هم من حمى الناس ومناطقهم سموهم (جونا هدية) والدعم السريع هو مكون موجود وهي قوات نبعت من قوات الشعب السوداني، وهو مكون موجود ولم نتأذَ منه نحن كقبائل وسط، لكن في النهاية هي مكون موجود.
= سبق أن منحت ذات الإدارة الأهلية تفويضاً ودعماً “للبشير” للاستمرار في الحكم قبل سقوطه.؟
نحن فوضنا المجلس العسكري لتشكيل حكومة انتقالية ولم نقل له استمر في الحكم ، وهو قال يريد فترة انتقالية وعاجلة ولم يقل يريد أن يحكم للأبد ، ولكن الشعب هو من يقول نريد ديكتاتورية مدنية لثلاث وأربع سنوات، وأربع سنوات هي ديكتاتورية مدنية وأسوأ تاريخ الديكتاتوريات هي المدنية.
= ماذا تسمي فترة الإنقاذ التي حكم فيها البلاد حزب واحد أليس بديكتاتورية ..؟
أنا أفهمك .. لو كان شاركت فيها كل الأحزاب ما ديكتاتورية نحن قلنا فقط المؤتمر الوطني يكون بعيداً، كل الأحزاب تكون موجودة فيها بنسب مختلفة ، هناك أحزاب عريقة ولأنك أساساً تريد أن تجمع الأمة لتحقيق إصلاح .
= هل تعني أن يأتي المجلس بالأحزاب التي سقطت مع الإنقاذ ..؟
أنا لم أتحدث عن أحزاب الفكة والركبوا مسيرة الإنقاذ خلال ثلاثين سنة كلهم بالنسبة لي واحد ، ونحن لا نتحدث عن المشاركة ، وإنما نريد كفاءات من التكنواقراط باعتبارهم مهنيين ، برنامج محدد يزيل تشوهات الاقتصاد ويحقق العدالة والشفافية والمضي للانتخابات وبعدها تهيئة المناخ والمحاسبة التي تُحدد لها أسس.
نحن في برنامجنا أن قوى التغيير ترشح كفاءات والآخرين أيضاً يرشحون كفاءات، ويهمنا أن هذه الكفاءات مبرأة من العيوب الكبيرة وما عندنا حولهم خلاف لأننا ما عندنا برلمان، هو برلمان الثورة لمدة عام، لكن يجب ألا يعين البعض ويختلف حولهم ، ونحن كإدارة أهلية لم نقل (اتوا بنا وإنما قلنا جيبوا لينا) أولادنا الأكفاء يقودون المسالة لأنها إذا ما استقرت ستكون هنالك معارضة أخرى، ممكن بكرة ناس المؤتمر الوطني يحشدون لينا، وهم عندهم إمكانيات وهم ممكن يحاولون استنساخ أدوار جديدة لهم، وحتى نغلق هذا الباب أمام الثورة المضادة.
= هنالك من يصفكم بالثورة المضادة ..؟
نحن الذي يصفنا لا يعرفنا ، ما أصلاً رجل الإدارة الأهلية لو لديه حزب ورأي سياسي ملزم أخلاقياً أن يتجاوب مع أي حكومة ونحن كإدارة أهلية ملزمين بصيانة حقوق مواطنينا في جميع الظروف لكن في حدود مصالح مواطنينا فقط و”نميري” وصفنا بالحارس الأمين للتخلف والتبعية ونحن عملاء لمواطنينا.
= الناس جربت اللجان الشعبية ووجدوا أن الجسم السليم لإدارة شؤون المواطن الإدارة الأهلية لأن تاريخها نظيف ومشرف.
= أين كنتم في الأيام الأولى للمظاهرات والقتل في عهد “البشير” ..؟
نحن خلال ثلاثين سنة وقفنا ضد هذا النظام ولم نشارك في مؤسساته وهنالك آخرون شاركوا ، نحن قوى حقيقية وفاعلة خرجت من رحمها كافة القوى السياسية بما فيها الحركات المسلحة والأحزاب، وغيابنا في المظاهرات قد يكون بعامل السن منعنا لكن هل يعقل في ظل هذا الحراك ألا يكون لنا دور ، بالطبع لنا دور في النصح ونصحنا حتى النظام بالتغيير ، وكنا نطالب ولم نسكت خلال الثلاثين عاماً ، الحكام ربما لم يستجيبوا لكن كان لنا تواصل مع مؤسسات القوات المسلحة، والإلهام الذي أتى بالزحف إلى القيادة وبعد أن كانوا لشهور ما قادرين يوصلوا مذكرتهم للقصر ، ثلاثة شهور كان الناس يصارعون النظام بمظاهرات، من أين أتت الفكرة بأن نزحف إلى الجيش والجيش ينحاز إلينا ، في مفاوضات تمت مع الجيش عن أوان التغيير، وفي ناس في الجيش كده وفي ناس كده ، الناس عندما أحسوا أنه الوقت المناسب إذا زحفوا نحوه سينحاز لهم، ولو أخذ الناس الضمان، ما كان في توجيه بالزحف نحو القيادة ، ونحن ألهمنا نساءنا بالزحف إلى الجيش ورأس الحية وتم الزحف وتمت حمايتهم لأن طرحهم كان مقبولاً ، يبقي نحن ما كنا غائبين والأولاد الصغار هم الذين لهم الأدوار فقط .
= كيف تريدون الفترة الانتقالية ..؟
عشان ما نؤخر بلدنا ونرجع للخلف نرى أن الفترة ما تكون طويلة ،وأتينا برأينا حولها لأننا نمثل كل أرياف السودان ولا تحكمنا الخرطوم فقط ، وأنا ذاتي عندي فيهم رأي ، نحن عمد لو يريدون كل زول ممكن أن يأتي بحشد ونضعه في الخرطوم ،دولة الأفندية ودولة الصفوة انتهت وممكن نحشد قبائلنا ونأتي إلى الخرطوم إذا هم يريدون، والخرطوم تريفت ليست مثل الخرطوم زمان، أصبح سكان الخرطوم تفتش عنهم ما تجدهم ونحن أتينا الخرطوم بقبائلنا.
=لكن هنالك سكان في السودان لا يعرفون ويحتكمون لشيوخ القبائل .؟
هؤلاء ليسوا أغلبية ولن يحكموننا ، ولا يهموننا.
= ألا تعتقد أن كلمة لا يهموننا إقصاء ..؟
أنت تتحدث عن الخرطوم لو عازين القبائل تأتي نأتي بها ونحشدها في الخرطوم
=هل تشكلون الحكومة من أبناء القبائل ..؟
القبائل مالها ، أبناء القبائل ديل ماعيوبهم ، أنت هسه ما ود قبيلة ، أنت ما مستنير ، يبقي نحن نمثل هذه القبائل ونريد الناس المتعلمين ديل يخدموننا ، ونحن نمثلهم ويأتوا لنا بناس يحكموننا، (25) وزيراً يخافوا الله فينا يأتوا بهم في الفترة الانتقالية بعد ذلك يعدون للانتخابات بقانون ومراقبة دولية.
=لماذا لم تدخلوا كوسطاء لأجل الوفاق بين المجلس وقوى التغيير ..؟
نحن مشينا في برنامج وتحركنا حتى مع الأحزاب وقوى التغيير وقلنا لهم الشعب لا يستحق كل هذا العنت ، ولم نشعر أن المجلس أصبح عقبة كؤود في طريق الإصلاح ، لكن قوى التغيير قبل ما تحكم أصبحت تتنازع وتتحدث عن وجود الجيش ، ونحن ما عندنا دبابات نساند بها فريق بل عندنا سلاح الرأي ، وبقوة الكلمة نقدر نمشي الرأي السليم.
=هم أنفسهم الذين حالياً يؤيدون المجلس ..؟
هؤلاء عمد الخرطوم ، والعمدة والشيخ الذي لا يمكث في بلده ليست له عنده سلطة عليهم ، وقلنا الواقع الذي نعيش فيه ليس هناك حكومة ممكن تشترينا أو تمنحنا شيئاً.
=هل شاورت حزب الأمة القومي في خطوة تأييدك للمجلس العسكري ..؟
أنا كرجل إدارة أهلية مسؤول عن رأيي وأنا برنامج الحزب لا يطلعونني عليه وإنما برسمو وما متوقع إنو يوم يحاسبوني وحزبنا قال كلام واضح بعدم استفزاز الجيش.
=هنالك اتهام لكم بأنكم استلمتم أموالاً من المجلس العسكري وسيارات ..؟
ولو نحن أصلاً في السوق يبقى ما في إدارة أهلية ، والإدارة الأهلية قيمتها لا يمكن أن يستطيع أحد دفعها وشراءها لأننا لسنا في السوق، ممكن ناس مننا ينفلتوا وينضموا إلى حزب لكن الإدارة الأهلية كل زول له قبيلته ولن يبيعها ، حتى في عهد النظام السابق مخصصاتنا فقط (200) جنيه، ووقت نأتي نستلمها، الشخص الذي في بوابة مكتب المعتمد يأخذها مننا.