عز الكلام

أم وضاح

حتى لا تضيع الفرصة!!

لم ولن يجد منا الإخوة في المجلس العسكري الانتقالي كإعلاميين، لن يجدوا منا إلا التقدير والاحترام لأسباب عديدة، أهمها على الإطلاق أنهم ينتمون لمؤسسة عملاقة وعظيمة ومقدسة، هي مؤسسة القوات المسلحة التي ظلت على طول تاريخنا مصدراً لفخرنا ومحلاً لثقتنا وضامناً لأمننا، وثاني الأسباب أننا نعترف لجنرالات المجلس العسكري بالدور العظيم والتاريخي الذي لعبوه في ثورة ديسمبر، بإعلانهم الانحياز للشارع السوداني، لتكتمل الثورة السودانية بدراً بعمر الأربعتاشر، لكن هذا الاحترام والتقدير والاعتراف لا يمنحهم الحق في أن يفترضوا فينا الغباء أو تعطيل مراكز التفكير في أدمغتنا والمؤتمر الصحفي الذي عقده الفريقان “كباشي” و”ياسر العطا” أمس الأول، جاء حافلاً بالمغالطات التي ما كنت أتمنى أن يقع فيها الناطق الرسمي للمجلس، والفريق “كباشي” قال إنهم لم يوافقوا على الوساطة الإثيوبية، لأنها جاءت أحادية وغير مزدوجة، وهو برأيي ليس سبباً كافياً لرفضها، والفريق قال بعضمة لسانه إن الوقت ينفد ويتسرب وكله خصم من مصلحة الشعب السوداني وقضاياه العاجلة، وبالتالي كان يمكن قبولها ابتداءً لتكون مدخلاً لاتفاق لاحق أو على الأقل ألا يقفل بابها بهذا الشكل العنيف، ثم قال الفريق “كباشي” إنهم أصلاً في اللجنة السياسية والمجلس العسكري لم ينظروا في الوثيقة الإثيوبية، لكنه قال في ذات الوقت إنهم لا يقبلون أي إملاءات أو شروط أجنبية!! طيب من وين حكم سعادة الفريق على الوثيقة واشتم منها رائحة الإملاء وهو أصلاً لم ينظر إليها، وبالتالي نسف الناطق الرسمي الطريق أمام الوساطة الإثيوبية تماماً لنعود للعبة القط والفأر التي يلعبها المجلس مع قوى الحرية والتغيير رغماً عن أنف معاناة الشعب السوداني، ورغماً عن أنف مصالحه المعطلة وأحلامه المؤجلة، رغم أن الأزمة السودانية في جوهرها أبسط ما تكون وليست فيها تعقيدات خطيرة، المسألة يمكن أن تحل بدون وسطاء وبسهولة، وواضح أن الصعوبة الحقيقية في المكونات السياسية السودانية نفسها، التي ظلت أكبر معضلة في إيجاد الحلول والمعالجات، والمشكلة الحقيقية والأزمة المزمنة في مصارعة النفس ومغالبة مشاعر الأنانية والإصرار على الانتصار للذات الذي تمارسه القوى السياسية وبعضهم أصبحت المسألة بالنسبة له شخصية أكثر منها وطنية.
الدايرة أقوله إننا لا نستطيع أن ننكر على المجلس العسكري موقفه التاريخي والبطولي في الحلقة الأخيرة والحاسمة من مسلسل الثورة، ولا نستطيع أن ننكر على قوى الحرية والتغيير الدور البطولي الذي لعبته في هذا المسلسل وهي تؤدي معظم الأدوار الرئيسية، وهذا أيضاً لا يلغي أدوار لعبتها مكونات أخرى بإجادة وحرفنة تستحق عليها التقدير، وبالتالي فإن الجائزة ليست حكراً لأحد وإقصاء لآخر، ولا هي مناصفة، بل قسمتها تحتاج لتقديرات مسؤولة وميزان عقل وعدالة لا يتحقق إلا بممارسة نضوج سياسي من كافة الأطراف تتطلبه المرحلة، وتنازل أخلاقي يفرضه الظرف التاريخي الذي نعيشه ليصبح الأجدى والأجدر والأصلح أن يكون الحل سودانياً صرفاً بلا تدخلات ولا أطراف ثالثة إذا كان الهدف هو بالفعل إنسان السودان الذي ظل يتحمل وزر الأخطاء وتكلفة العبث واللعب بالنار على طول الحقب السابقة.
} كلمة عزيزة
لا بد لقوى الحرية والتغيير أن تعترف بأن أسلوب الإقصاء والتنمر الذي مارسته على المكونات السياسية الأخرى، ومحاولات مصادرة الثورة وختمها بختم (قحت)، هو الذي ضيع علينا تكوين حكومة مدنية كان يمكن أن تبدأ في معالجات عاجلة للحالة السودانية وانطبق عليهم مثل (أبوها مملحة يفتشوا عليها قروض).
} كلمة أعز
يا جماعة وسطاء شنو الذين نبحث عنهم من الخارج ولدينا رجال يسدوا عين الشمس حكمة وركوز رأي ووطنية مثل الفريق شرطة الطيّب عبد الرحمن” وهو رجل متجرد ووطني عركته التجارب والخبرات هو وتلاتة بنفس صفاته، لو أنهم قعدوا قعدة عرب مع المجلس و(قحت) ح يحلوا العقدة في تلاتة دقائق وكدي جربوا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية