رأي

مليونية الزحف نحو الخرطوم

أمل أب القاسم

بحسب الأخبار فإن ثمة خلافاً بين قوى إعلان الحرية والتغيير وتجمع المهنيين على خلفية قبول الأول الجلوس والتفاوض مجدداً مع المجلس العسكري الانتقالي واستجابته للوساطة الأفريقية التي يرفضها المكون الثاني واستنكاره لسفر وفد من (قحت) إلى أديس أبابا ولقائهم رئيس المفوضية الأفريقية.
وعليه لا أدري إن كانت الدعوة التي تنادى بها البعض والمسماة بمليونية الزحف نحو العاصمة الخرطوم لإسقاط النظام تتبع للفصيل المخالف تجمع المهنيين؟ ، أم هي صادرة من (قحت)؟ بالرغم من أنها_ أي (قحت)_ من المفترض إنها وبموجب الوساطة الأفريقية ستجلس أمس إلى المجلس العسكري للدخول في مفاوضات جديدة بعض بنودها قديمة مضافاً إليها مقترح الوساطة التي قبلته دون علمي حتى كتابة هذا المقال عن مدى قبول أو رفض المجلس لها رغم دعوته المتكررة للحوار.
ما يهمني في ذلك هو تلكم الدعوة التي وردتني على رسالة نصية تدعو عموم الشعب السوداني للزحف نحو الخرطوم لإسقاط المجلس العسكري وحددت لها الثلاثين من يونيو، لم أستوعب الرسالة لأنه وبحسب ما أسلفت أن ثمة تفاوضاً قيد الإجراء. وهذا يشيء بعدة احتمالات منها أن هذه القوة ليست على قلب رجل واحد، أو أن الموالين لها يغرّدون خارج السرب.
لكني أخشى ما أخشى احتمالية أن تكون هنالك جهة أخرى لم تصل بعد لمراميها ولم تزكم أنفها رائحة دم الشباب اليافع فرأت أن تلقي بالمزيد منهم حطباً لوقود أجندتها، فدفعت بمجموعة أخرى لاستنفار الشعب لتلكم المليونية المزعومة لإسقاط المجلس العسكري، المجلس الذي لم يتمكن اعتصام القيادة لشهرين من فضه رغم أن ذات الحشود وردته في قوافل من كل فج عميق.
من هؤلاء الذين يريدون لبلادنا وشبابنا موارد الهلاك فإن كانت المخاطبات والمظاهرات الليلية لم تنجح بفعل القوات الأمنية التي تسبقها وتفضها قبيل انعقادها، حدثوني كيف سيسمح بالدخول مجدداً للعاصمة التي عادت لها الطمأنينة بعد سيول من الدماء، قالت الدعوة (حتى لا نخون دماء الشهداء) من قال إن في هكذا مليونية قابلة لزيادة المزيد من إزهاق الأرواح حفظ للأمانة.. حاشا وكلا فدماء الشهداء قطعاً لم ولن تراق سدى، لكن ليس بهكذا تورد الإبل.
موعد الحشد المليوني الزاحف على الخرطوم يوافق أول يوم لفتح المدارس، وفي الأساس وقبل الإعلان عن هذا الحدث فإن القلق والجزع على الأبناء يتملك الأسر ويخشون إرسال أبنائهم في أجواء ما زالت غائمة ومشحونة بالحذر والترقب، فكيف لهم وأن حدثاً لا يعلم أحد تداعياته آت في أول أيام الدراسة. وقلناها من قبل إن لم تتهيأ الأجواء تماماً للدراسة وضمان النواحي الأمنية وهو الأهم فالأجدى تأجيلها حتى تتهيأ الظروف كافة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية