ربع مقال

إيران على فوهة المواجهة!!

د.خالد حسن لقمان

عكس الكثيرين، فإن لي قناعة ما.. وإحساساً قوياً بقرب تعرض إيران لهجوم أمريكي وشيك بمؤازرة دول المواجهة العربية المناوئة لها وبعض حلفاء الأمريكان من الأوربيين.. أقول هذا وقد قطعت إدارة هذا الرجل المغامر “دونالد ترمب” شوطاً بعيداً في التعزيزات العسكرية عبر إعادة نشرها لقواتها في الخليج.. وهي القوات التي كانت قد سحبتها سابقاً.. بل ومضت خلال اليومين السابقين في إنزال أكثر من ألف جندي إضافي في نقاط مواجهة في الخليج.. هذا بالطبع مع التعزيزات العسكرية الكبيرة التي تمت خلال الشهرين الماضيين.. والتي شملت إدخال حاملات الصواريخ المدافعة والطائرات القاذفة.. بجانب المنصات الصاروخية المهاجمة.. وهذا في مجمله يعتبر عتاد حرب حقيقية لا زالت إدارة “ترمب” تسعى جاهدة لزيادته وتعزيزه في الوقت الذي تُمارس فيه خداعاً مكشوفاً عبر خطاب مهادن أعلنت فيه مراراً عدم رغبتها في شن هجوم مباشر على إيران.. بما يعني اندلاع حرب حقيقية.. وهذا أيضاً في الوقت الذي ذهبت فيه (واشنطن – ترمب) لخنق الموقف الإيراني عبر دفعها أو (التدبير لها) لتبدو مهاجمة لحركة الملاحة البحرية في مضيق هرمز الذي أعلنت طهران أنها المسؤولة عن أمنه.. وعبر ما حدث لناقلتي النفط في بحر عمان.. وما حدث أمس الأول بإسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة استطلاع أمريكية.. تكون واشنطن قد وضعت طهران في مربع الجانب الخطر على حرية الملاحة في هذا المضيق ذي الأهمية الكبرى في نقل بترول الخليج ومشتقاته.. كما جنحت إدارة “ترمب” هذه المرة لاستغلال حادثة إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية بواسطة الإيرانيين.. أبلغ استغلال لتزيد تطويقها الدولي على طهران.. متهمة إياها بالتدبير للأمر.. مشيرة إلى أن ما تم قد حدث في المياه الدولية وبعيداً جداً حتى عن المياه الإقليمية لإيران.. ولم يكتفِ “ترمب” وإدارته بذلك.. بل استطاع أخيراً أن يؤثر مباشرة على قناعات من وقفوا ضد أفكاره تجاه إيران من القوى الأمريكية النيابية النافذة.. وبإسقاط كل هذا على قضية صفقة القرن التي تتسابق الجهود الأمريكية مع إسرائيل وحلفائها العرب لتمريرها.. فإننا نجد أن إيران وحدها التي تمثل الآن حجر العثرة الوحيد أمام هذه الصفقة.. لأنها الدولة الأقرب للمنظمات الفلسطينية الناشطة والرافضة لمخطط صفقة القرن التي لن تجد حظها من التأييد والنفاذ إلا عبر رضا فلسطيني كامل مع تأييد عربي غالب وتأييد دولي كاسح.. وهذا المشهد برمته يقول إن الضرورة الآن تقتضي كسر شوكة إيران وإخراجها من اللعبة لتمرير صفقة القرن وإنجاح أهدافها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية