*تحليل أسبوعي
*لن تكون الأطراف الخارجية أكثر حرصاً على السودان من قيادته!!
*كل طرف خارجي يحمل فاتورة قابلة للسداد.. ونحن قد نسقط في الفخ..
*الاتحاد الأوروبي يصدر تقاريره من أوراق وأجندة لأطراف معارضة!!
*لماذا تتوارى الأطراف الخارجية من النزاع الإيراني الأمريكي وتنأى بنفسها عن قضايا ساخنة أخرى؟!
*لماذا لم تحشر أنفها في ثورة الجزائر وحرب اليمن ولماذا تخشى أسد سوريا؟!
*قيادي إسلامي مصري تلقى قرار نفيه من وطنه في عهد الرئيس الأسبق السادات، وما إن وصل لباريس حتى تزاحمت حوله وسائل الإعلام وبدأ استدراجه ليهاجم نظام السادات، لكن الرجل يرفض ويقول: (أنا لن أهاجم رئيس مصر خارج مصر.).. والصحفي المصري “محمد حسنين هيكل” يقول وهو مطارد خارج مصر: (داخل مصر أجد المناخ الملائم لأكتب وأحصل على المعلومات وسأعود حتماً فأنا لن اختار مسكناً أو وظيفة أو قبراً خارج مصر).. “هيكل” لم يشأ أن يقول إنه غير قابل للبيع لأي طرف خارجي..
عملاء أمريكا من الأفغان والعراقيين الذين مهدوا لها الطريق لإنهاء نظامي “طالبان” و”صدام حسين”، كانت نهايتهم مزبلة التأريخ، وفي أحسن الأحوال قيادات (بالريموت كنترول الأمريكي).. وإسرائيل ظلت ترصد (المكافآت الرخيصة) للعملاء الفلسطينيين الذين يسهلون لها مهمات تصفية رموز الثورة الفلسطينية، فعقب كل مهمة قتل ينال العميل في أفضل الأحوال (شريحة) الهاتف الجوال ثم يرمى في قارعة الطريق في انتظار مصيره الأسود على يد أبناء شعبه العربي المسلم!!
*الذاكرة السودانية لن تنسى ذلك (الموقف الوطني) للشاعر الكبير الراحل “أبو آمنة حامد” الذي (خنق) بكلتي يديه الشاعر المصري “أمل دنقل” حينما وصف (الرئيس نميري بالدباح) وكان “أبو آمنة” وقتذاك تم فصله من الشرطة وتمت مضايقته حتى خرج مهاجراً لمصر..
*فصول السياسة السودانية الحديثة تسجل الكثير من (المخاذي) لأطراف سودانية احترفت المعارضة وتعاظم دورها في التعامل مع أجندة خارجية تستهدف وطنها خاصة خلال فترة الحُكم السابق، وحرب الجنوب كانت (المثال الأعظم) لهذه الأفعال الملونة بلون (العمالة للأجنبي)، وقد استخدمت قوى خارجية بعض السودانيين في مهام تأذى منها شعب السودان قبل النظام وحصلت منهم على معلومات عن بلدهم وأعطتهم المال والسلاح وأشعلت بهم الحروب في الجنوب ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ورتبت معهم الحصار الاقتصادي الظالم ووظفتهم في الدعاية الإعلامية المدمرة إلى غير ذلك من الأعمال التي لا تشبه أخلاقيات السياسة السودانية..
ومن زمن ليس ببعيد، اعترف مسؤول أمريكي بأن سودانيين معارضين للنظام السابق طلبوا منهم التدخل عسكرياً في السودان لإسقاط النظام، وقال إن هذا الطلب لم يتلقونه من معارضين آخرين جاءوا لأمريكا من دول أخرى!!
*ارتباط بعض المعارضين السودانيين بأجندة خارجية هو الذي يعبد الآن الطريق لمنظومات ومجموعات مثل الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية ومنظمات كنسية ومأسونية ودول مثل أمريكا وبريطانيا وغيرهما، لتنفتح (شهيتها) لإيجاد مرتع وموقع قدم في السودان لأجندتها الخاصة، وبالفعل فقد نشطت هذه الدوائر بعد التغيير وأصبحت تصدر التقارير والإملاءات للقيادة الجديدة مستبطنة الوعيد والتهديد ومعلنة عن مقاطعات مع المجلس العسكري وظن بعضها (إثما ورعونة) أن السودان بلد (خفيف الوزن) وسيحني رأسه لإملاءاتها وتهديداتها، وتحاول هذه الجهات تحريك مجلس الأمن الدولي ضد السودان!!
*الغريب أننا لم نرَ ولم نسمع عن (همة وحشر أنف) لهذه الأطراف في النزاع الأمريكي الإيراني لأنها تعلم ماذا تعني إيران، ولم نسمع لها عن تدخلات سافرة في سوريا لأنها تفهم أن نظام “الأسد” يُحظى بحليف دولي قوي هو (روسيا بوتن)، ولم تمد رقبتها تجاه ثورة الشعب الجزائري الذي أعلنها منذ البداية أنه لن يسمح بأي تدخلات أجنبية في بلده..
هذه الأطراف الاستعمارية لماذا وقفت عاجزة عن تطورات الأوضاع في ليبيا؟ لماذا فشلت في كبح جماح القتل والدمار هناك؟ بل لماذا بدأت حذرة لدرجة دفن الرؤوس تحت الصمت؟ وأين هي من حرب اليمن ولماذا عجزت عن وقف آلة القتل هناك؟
*واضح أن الاتحاد الأوروبي وجوقته الاستعمارية، يريدون أن يشبعوا نهمهم للغطرسة من خلال تطورات الأوضاع في السودان، أو هم يسعون لملء فراغهم هنا في الخرطوم التي يسترخصون شعبها..
مهما تعاظمت الضغوط والإملاءات والقرارات من قبل هؤلاء الاستعماريين
الجُدد ضد السودان، فإن (الحقيقة) تبقى، فشعب السودان لن يتنازل عن (إرادته) لصالح ضغوطات لا قيمة لها وسيقاوم كل محاولات التدخلات الخارجية التي لا تلد غير الخراب والدمار.. أما هؤلاء الذين هم من أبناء السودان ويمدون أياديهم لأجندة خارجية، فيجب أن يعلموا أنهم يعرضون أنفسهم (للخذي والعار) ولن ينالوا غير المهانة من قبل من يستخدمونهم اليوم، ثم غداً يرمون بهم لحواف النسيان كما فعلوها من قبل مع عملاء من دول أخرى!!