عز الكلام

ليس حلاً ذرّ الرماد في العيون !!

أم وضاح

إذا كان المجلس العسكري يعتقد أنه بحشده لقيادات الإدارة الأهلية يخلق حالة من التوازن في المشهد السياسي، فليسمح لي السادة الجنرالات أن أقول لهم إنه قد جانبهم الصواب في ذلك وهذه القيادات للأسف الشديد وطوال الثلاثين عاماً الماضية ظل أكثرها لا يمثل إلا نفسه ومصالحه، وظل مطيعاً ومؤيدًا لحكومة الإنقاذ حتى الرمق الأخير، ولم نسمع لهم أي مشاركة أو مشاطرة أو دعم مشهود للحراك الثوري السوداني. وهذه الإدارات لا تملك تأثيراً حقيقياً في الشارع السوداني، وليس لها تأثير على الشباب الذي صنع الثورة ودفع دماءه الطاهرة ثمناً لها. وخلوني أقول إن الذين تمت دعوتهم وحشدهم بقاعة الصداقة ليخاطبهم الفريق “حميدتي” لم يكونوا غرباء على القاعة التي يجلسون بداخلها ولو أن الكراسي تملك لساناً لذكّرتهم كيف أنهم في ذات القاعة هتفوا لـ”البشير” لمن قال بس وأنهم لولا حراك الشباب الحر لكرروا الفعل مرة واتنين حتى لو ظل “البشير” حاكماً حتى ٥٠٥٠، لذلك لا بد من القول إن كان المجلس العسكري جاداً في إيجاد حل ومخرج للأزمة السودانية فإنه لن يكون بذات أسلوب المؤتمر الوطني عن طريق الحشود المصنوعة والهتافات التي لا تعبر عن نبض الشارع الذي صنع التغيير وحول مجرى السياسة السودانية في لحظة حاسمة إلى مصب الثورة التي نتنسّم عبيرها رغم ما علق بها من شوائب غيرت من طعمها ولونها ورائحتها.
الدايرة أقوله إن المجلس العسكري في طريقه لارتكاب ذات الخطأ الذي وقعت فيه قوى الحرية والتغيير وهي تمنح نفسها التفويض الكامل وكيلاً أو كفيلاً لإرادة شعب السودان، وشرعت في إقصاء بقية مكونات الشارع السوداني بعنجهية وصلف، وعلى فكرة لا زلت عند رأيي ومستعدة أغالط (لحدي) بكرة أن الغالبية العظمى التي أنتجت ثورة ديسمبر لا تجلس تحت لافتة حزبية معينة، وهذا ربما السبب الذي جعل بعض زعماء الأحزاب يستهينون بها حداً جعلهم يطلقون عليها النعوت والأوصاف الساخرة من شاكلة دخان المرقة وما إلى ذلك حتى أكد الشباب أن فعلهم ليس دخاناً برائحة الطلح والشاف، لكنه حريق برائحة الدم انتصر لإرادة شعب السودان، وبالتالي أرجو ألا يعتبر المجلس العسكري هتافات الذين قابلهم الفريق “حميدتي” أمس ضوءاً أخضر لتشكيل حكومة تحت أي مسمّى، بعيداً عن القوى الأخرى لأن كثيرين من الذين وقفوا وراء نائب رئيس المجلس العسكري هم (ذاتهم) الذين وقفوا وراء “البشير” واحتفلوا به وأيّدوه، بل وصنعوا منه فرعوناً صغيراً فإن كان المجلس العسكري حريصاً على مصلحة هذه البلاد فعليه ألا يتعامل برد الفعل المتسرع وينتهج سياسة التحشيد والتجييش و(البربغندا) والاستعراض وعليه أن يحرص على التفاف الشعب السوداني حوله وده ما داير إدارة أهلية ولا إدارة شعبية، هذا أمر تحققه المصداقية والشفافية وطرح الحقائق والإيمان بأن هذه الثورة لا بد أن تحقق للشعب السوداني الحرية والعدالة والمساواة ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها اللهم قد بلغت اللهم فاشهد!!,
كلمة عزيزة
أرجو أن يلعب المجلس العسكري دوراً وطنياً قومياً جامعاً ليكون ضامناً حقيقياً للمشهد السياسي من الانزلاق نحو أي سقوط محتمل، وألا يكون جزءاً بأي حال من الأحوال من اللعبة مفترضين أنه الآن يؤدي دوراً وضعته فيه المسؤولية، والأقدار تحتم عليه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع حتى نخرج من هذا النفق المظلم والمخيف
كلمة أعز
اللهم احمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية