متصوفة ومشاهير وأسر يتناولون إفطار اليوم الأول في ساحة الاعتصام
بعد أن نصبت قوى التغيير سرادقات مكيفة
الخرطوم- فائز عبدالله
أعدت قوى الحرية والتغيير العدّة لإقامة طويلة حول وأمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، فبينما هيأت المكان بسرادقات مزودة بأجهزة تكييف لمساعدة المعتصمين على التغلب على حرارة الأجواء أثناء الصيام، استنفرت النجوم والمشاهير لإحياء أمسياتها الرمضانية بالمحاضرات والمنتديات والليالي الفنية.
وتناول آلاف المواطنين إفطار اليوم الأول من رمضان في ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، بعد أن دخل الاعتصام شهره الثاني.
وتوافد المعتصمون من مناطق “بري والصحافة وبحري وخرطوم “2” وأم درمان والعباسية والفتيحاب وود نوباوي والعرضة وشمبات والحلفايا والخرطوم، وفي حين شارك رجال طرق صوفية في الإفطار حرص إعلاميون على تغطية الحدث، حيث شاهدت (المجهر) مندوبي فضائيات “الغد والحدث والجزيرة” التي نقلت الإفطار في بث مباشر، وحمل مواطنون موائدهم الرمضانية استجابة لدعوة من قوى إعلان الحرية والتغيير، التي دعت إلى استمرار الاعتصام إلى حين تحقيق مطالبها بتسلم حكومة مدنية مقاليد السلطة في البلاد.
وعقب الإفطار مباشرة، رفع الثوار هتافات قوية تطالب بالسلطة المدنية وبضرورة تحقيق المطالب الداعية لتصفية الدولة العميقة التي أسس لها نظام المخلوع “البشير” .
وكان للفنانين حضور جيد في الإفطار حيث شاهدت (المجهر) كلاً من “عمر إحساس وهدي عربي” في مقر الاعتصام في اليوم الأول من رمضان، حيث من المتوقع أن يحيي عدد من الفنانين الأمسيات الرمضانية بساحة الاعتصام ومنهم “محمد الأمين وأبو عركي البخيت ” وبحسب تجمع المهنيين فإن هناك برامج ومنتديات شعرية بجانب حلقات لمشايخ الطرق الصوفية للتوجيه والإرشاد الديني والثقافي والمحافظة على الموروثات والأخلاق الكريمة، وكان عدد من المشايخ قدموا محاضرات توعوية عقب صلاة التراويح .
وعلى الرغم من انتظار المعتصمين لرد من المجلس العسكري يتوقع صدوره خلال هذا المساء إلا أن الغموض مازال يكتنف مصير المفاوضات بين تحالف الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، حيث لم يسلم المجلس العسكري رده حول مقترحات وثيقة دستورية سلمها تحالف الحرية والتغيير (الأربعاء) الماضي، كما لم تسلم وساطة شخصيات قومية مقترحاتها للطرفين.
وحضر الإفطار قيادات تجمع “المهنيين” وقوى إعلان الحرية ، التي وجهت دعوة مفتوحة لكل المواطنين لحضور هذا الإفطار الأول من شهر رمضان الكريم وصلاة التراويح في ساحة الاعتصام.
وتوافد الآلاف من المشايخ و”مريدي” الطرق الصوفية والدينية “ورموز الفن والمسرح والرياضة والإعلام والقيادات الأهلية .
وأكدوا حضورهم وأدى المعتصمون صلاة التراويح بالساحتين الشرقية والغربية ومسجدي القيادة العامة والجامعة.
بينما أدت قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادات تجمع المهنيين الصلاة بالساحة الشرقية.
وأدانت قيادات التجمع حادثة الاعتداء على المعتصمين بشارع النيل بعد محاولة إزالة المتاريس من قوات وصفوها بأنها مجهولة وأطلقت الرصاص الحي في الهواء والبنبان على المعتصمين مما نتج عن الهجوم إصابات متفرقة وسط المعتصمين تم نقلهم إلى عدد من المستشفيات، ووجهت قيادات قوى الحرية والتغيير نداءً للثوار عن محاولات تجرى لإزالة المتاريس الموجودة قبالة كوبري كوبر الرابط بين الخرطوم والخرطوم بحري.
وقالت إن هذه المتاريس هي أحد أهم خطوط أماننا تم تثبيتها بدماء شهداء وقفوا عليها وشيدوها وقدموا أرواحهم من أجلها.
ودعا تجمع المهنيين جميع الثوار والمعتصمين إلى الاستمرار في الاعتصام إلى حين رد المجلس على الوثيقة الدستورية وتحقيق المطالب التي سلمت للمجلس العسكري، كما طالبت قيادات التجمع لجان المقاومة بحراسة الاعتصام وحماية الثورة والمعتصمين من المحاولات المتكررة لإزالة المتاريس، وأكد التجمع أن الهدف من المحاولات فض الاعتصام وتقويض الثورة.
ونقلت قناة فضائية “الجزيرة ” إفطار اليوم الأول من شهر رمضان على الهواء مباشرة وتصاعدت الهتافات بعد الإفطار من قبل المعتصمين وسيروا مواكب أمام مقر وزارة الدفاع بدءاً من صينية “بري” من الناحية الشرقية ليستقر الثوار أمام وزارة الدفاع مطالبين بالحكومة المدنية مرددين “مدنية مدنية”.
وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في اليوم الأول للصيام إلا أن آلاف المعتصمين صاموا يومهم الأول داخل ساحة الاعتصام التي شهدت استعدادات كبيرة لاستقبال الشهر الفضيل، حيث نصبت سرادقات مزودة بأجهزة تكييف كبيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم تجمع المهنيين ” إسماعيل التاج” قوى الحرية والتغيير، إن هناك استعدادات لشهر رمضان مازالت تسير بصورة جيدة، كما أن هناك برامج وضعت لإحياء ليالي رمضان، ولفت إلى أن هناك تزايداً في أعداد المعتصمين مع حلول رمضان، وقال إن تنفيذ المطالب مسألة حتمية، وأبرز وأهم المطالب حالياً تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
وقال “التاج”: (نصبنا خياماً ضخمة مجهزة بمكيفات هواء كبيرة، تستوعب أعدادا كبيرة من المعتصمين لتخفيف درجة الحرارة التي تتجاوز 40 درجة مئوية، وسيظل الثوار معتصمين إلى أن تتحقق مطالب الشعب الصامد والمصر على مدنية الدولة).
وأضاف “التاج”: إن هناك تبرعات ترد من داخل وخارج السودان لتسهيل أداء فريضة الصيام للمعتصمين.
ولفت “التاج” في حديثه لـ(المجهر) إلى أن أمسية اليوم الأول حضرها فنانون وشعراء كما أقيمت أنشطة دينية وثقافية عديدة أبرزها “صلاة التراويح” التي أداها الآلاف من الثوار في ساحتين، ووصفها بأنها من أهم الشعائر التي ستلازم هذا الاعتصام خلال شهر رمضان .
وقال إن الكثير من الناشطين والمثقفين السودانيين عادوا من الخارج لمشاركة المحتجين اعتصامهم.
وأكد تفاؤله باتفاق قوى الحرية والتغيير مبدئياً مع المجلس العسكري الانتقالي على إنشاء مجلس سيادي مختلط من العسكريين والمدنيين، وأشار إلى وجود اختلاف حول نسبة التمثيل للمدنيين والعسكريين.
و طالب “التاج” بضرورة تمسك المعتصمين بسلمية الثورة، وقال “إنهم في قمة التفاؤل بتحقيق مطالبهم خلال شهر رمضان”.
ويضيف لأول مرة منذ ثلاثين عاما ًيأتي شهر رمضان بدون وجود الأجهزة القمعية الأمنية والتي تقهر المواطنين ، وأردف: ليس القهر في مكان الاعتصام فحسب، بل على نطاق جميع مناطق وأسر المجتمع ، وقال إن المعتصمين وقوى إعلان الحرية والتغيير مستعدون لتحمل المسؤولية وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر.
وزين المعتصمون ساحة الاعتصام بإضاءات خاصة لاستقبال أنشطة وفعاليات رمضان التي تشمل ندوات دينية وسياسية وثقافية وفنية.
وأكد أن هناك لوحة تحكي قصة الثورة يقوم الفنانون على تصميمها وهي لوحة تشكيلية بطول ثلاثة آلاف متر من المتوقع أن يفرغوا منها خلال أيام شهر رمضان وهي تحكي قصة الثورة و”تخلد قتلاها” وشهداءها.
وأوضح أن هناك فقرات ومساحات للحديث للمعتصمين وإتاحة الفرصة للمشاركين في الاعتصام بدون تحديد لأسمائهم بالمنتديات الثقافية والشعرية والدينية.
وقال “التاج” إن أمسيات ليالي رمضان يحييها فنانون ومشاهير المجتمع مثل “محمد الأمين، وعمر إحساس وهدي عربي”.
بينما قال الشيخ “أحمد إبراهيم ” من مشائخ الطريقة القادرية، إنهم توافدوا إلى مقر الاعتصام استجابة لدعوة قوى إعلان الحرية والتغيير، وأضاف إن رجال الطرق الصوفية يقيمون حلقات للذكر والتوعية والإرشاد والابتعاد عن المحرمات.
وأوضح أن الحلقات تتناول الأخلاق والتمسك بالقرآن الكريم والسنة الشريفة، إلى جانب حلقات تلاوة للصائمين .