بكل الوضوح

ما أحوجنا لسياسيين وطنيين !!

عامر باشاب

في تاريخ السودان شخصيات وطنية ساهمت في صنع المجد لأمتنا (أمة الأمجاد والماضي العريق) على مر الحقب والأزمان ما قبل المهدية وبعدها “عبد اللطيف”صحبه و(رجال كرري الأسود الضارية) وغيرهم من أفذاذ وعظماء بلادي الذين يذكر المجد كلما ذكروا. واليوم وبلادنا تمر بهذه الظروف العصيبة، نخص بالتحية كل الثائرين الذين غرسوا النواة الطاهرة ونفوسهم فاضت حماساً كالبحار الزاخرة فسطروا مع التاريخ مولد شعبنا، حفروا أسماءهم على جبين الزمان بحروف من ذهب (من أجلنا ارتادوا المنون) ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل حرية الشعب وسيادة الوطن فكتبوا الفخر والإعزاز لجميع الأجيال لكننا للأسف الشديد من بعدهم ضيعنا كل شيء حتى كاد الوطن أن يضيع من بين أيدينا .
{ يا ليت قادة الأحزاب والكيانات السياسية بمختلف ألوان طيفهم، يسترجعون تاريخ أمة الأمجاد وماضيها العريق ويقدمون مصلحة الوطن ومصلحة الشعب السوداني على مصالحهم الحزبية ومصالحهم الخاصة يا ليتهم يتجاهلون المحاصصات والبحث عن المكاسب الحزبية والذاتية ويتنازلون عن المطالبة بالمناصب المرضية والموازنات التي تأتي بهم إلى واجهات الحكم ويا ليتهم في هذا الظرف يسارعون جميعهم للوصول إلى كلمة سواء،
لأن الوضع الآن لا يحتمل الصراعات والانشقاقات والتكتلات؛ فالكل يتربصون بنا ويريدون أن تنزلق بلادنا في هاوية (الانفلات).
{ وضوح أخير :
{إذا كان غالبية القادة الوطنيين في العصر الذهبي كانوا يلتقون في حب الوطن ويتصارعون فقط لإعلاء شأنه ولأجل تحقيق رفاهية الشعب، ففي يومنا هذا تسود الظواهر السلبية في عالم السياسة لتؤكد بأن غالبية السياسيين ظلوا يتصارعون فيما بينهم من أجل اقتسام السلطة والثروة، بل وأن مطامع السلطة أوصلتهم إلى صراعات داخل الحزب الواحد وصارت الخلافات بينهم لدرجة الخصومة الفاجرة .
{ معظم السياسيين في هذا الزمان -زمان المحن- من أول ظهور لهم على شاشة المشهد السياسي دائماً ما يدعون أنهم أتوا فقط من أجل عيون الشعب وخدمته ورعاية مصالحه والاهتمام بقضاياه والمدافعة عن حقوقه. لكنهم بمجرد أن اعتلوا عرش السلطة يفاجئون الجميع بإدارة ظهورهم للشعب مركّزين اهتماماتهم فقط تجاه قضاياهم الخاصة ورعاية مصالحهم ومصالح ذوي القربي والانتماء .
{ حقاً ما أحوجنا في هذا الزمان لسياسيين وطنيين!!.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية