يبيعون السودان بثمن بخس!!
*سودانيون بالميلاد تجردوا من الحياء والوطنية وهم يتدافعون نحو جهات خارجية، يطلبون منها العون في ترسيخ الديمقراطية في السودان ودعم أجندتهم الحزبية ويشتكون إليها من ما يسمونه (تعنت المجلس العسكري)…ماتركوا ترويكا أوربية ولا اتحاداً أوربياً ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا هنا ولا هناك ولا مجلس أمن ولا أمم متحدة، ونسوا في لحظة (ضحالة وطنية) أن (أفضل نسخة ديمقراطية) هي التي ظل يصنعها شعب السودان، والآن للمرة الرابعة، فكيف يحلو لهم أن يركلوا الصناعة الوطنية ويتهافتون نحو المستورد؟! ثم متى كان هذا المستورد يقدم لوجه الله؟! أليس هو مدفوع الثمن؟! ألم يسخر الأمريكان من دعوة بعض أبناء الوطن لهم ليتدخلوا في السودان عسكرياً؟ ثم ما هذا الدعم المرجو من بريطانيا لصالح التحول الديمقراطي في السودان؟! هل هو استدعاء ناعم لحقبة استعمارية مضت واندك عرشها تحت سيوف أبطال كرري وشيكان والخرطوم وأم دبيكرات؟! لماذا يعجز هؤلاء المثقفون عن تشييد (معمار ديمقراطي) بهوية سودانية، ويختارون بدلاً عنه (معلبات سياسية) من بلاد أجنبية؟! ألا يعتبر ذلك (طعناً مذلاً) في خاصرة شعبنا صانع الثورات؟!
*أشك كثيراً أن هؤلاء الأخوة السودانيين، لا يعرفون أن هذه المجموعات الأجنبية، تستخدمهم (مرحلياً) لتحقيق أجندتها الخاصة ثم بعد ذلك تتنكر لهم،تماماً كما حدث في دول عربية وإسلامية قريبة منا…فالاستعمار هو الاستعمار ولو ابتسم لنا اليوم وقدم لنا خدماته الجليلة…فنحن نخشى على أبناء السودان من السقوط في (الفخ) ومخالب الخداع، ونرجوهم أن يتذكروا أن شعبهم الذي يصنع الثورات، هو الأقدر علي حماية الديمقراطية وتعزيز بنيانها ، فقط لو أن مكوناتنا السياسية كانت قدر التحدي والمسؤولية الوطنية ومتعافية من الصراعات والخلافات!!
*ثلاث ثورات شعبية سودانية الطعم والمعنى خلال نصف قرن ، لم تطلق هتافاً واحداً ينادي بالتدخل الأجنبي، ولم يسافر سوداني للخارج ليستدعي برنامجاً لثورة منها ، بل كان كل الفعل (وطنياً خالصاً) اجتهد فيه السياسيون وأصابوا وأخطأوا وخرجوا من الحكم بلا لعنات…
اليوم رغم (الموقف المشرف) لجيش السودان وحمايته للثورة، يفشل السياسيون في رسم خريطة سودانية لمرحلة جديدة ويتشاكسون ويختلفون ومن وراء الباب يتربص (الصياد الأجنبي) ليقطف ثمرة الثورة لصالحة…وقد يكون الانقضاض قريباً إن لم ينتبهوا!!