ربع مقال

صرخة من التلفزيون القومي .. !!

.. وصلتني هذه الكلمات بقلم وتوقيع الأخ العزيز المخرج الكبير “عادل عوض” من زملائي الأعزاء الكرام الصابرين المرابطين سنواتٍ طويلة وقاسية في حوش التلفزيون القومي : (.. منذ أن وطئت أقدامنا التلفزيون وصرنا جزءاً من المنتمين إليه كان همنا أن يكون التلفزيون تلفزيوناً قومياً بحق وحقيقة ذراعاً ناعماً لدولة الحق والعدالة. يعكس قضايا الناس وهمومهم، يفتح الأبواب يسأل المسؤول، ويحاسب المسؤول غير المسؤول، يوجه الناس، يقود خطاهم إلى المعالي ويسعى معهم لأجل تحقيق آمالهم وأحلامهم .. ما أردناه بوقاً أجوف ولا أردناه ذيلاً تابعاً كما أراد له أولو البغي. بل سباقاً وحادياً. يغنّي مع الناس حين فرحهم ويمسح دموع الباكين وقت ضيقهم، مندوبوه ومراسلوه في كل مكان مع الناس في البدو والحضر حاضراً مباشراً ومبشراً بغد أجمل، تلفزيون يطلق المبادرات ويحققها، تلفزيون لوطن نفاخر به .. هذا هو التلفزيون الذي نريد وليس الذي يكبله المسؤولون ويتحكم فيه الحاكمون. تآكلت جدرانه وخرت سقوفه ماءً آسناً يريد منه الناس كل شيء ولا يعطيه أحد شيئاً. يريدونه مالكاً وهو مملوك يريدونه قائداً وهو مقود. لا أعرف مؤسسة وقفت قوات الأمن والعسكر أمامها بالدبابات والرشاشات كما التلفزيون ( وما زال)، والناس كانت تتابع وقفاتهم واعتصاماتهم في وقت ما كان فيه معتصمون ولا محتجون.
فإلى كل الناقمين والمهاجمين الذين تعلقت عيونهم الأيام الفائتة بالتلفزيون – الناقل الوحيد للبيانات الرسمية – هذا هو الحال وكيفما الناس حالهم يكون تلفزيونهم والذي أجهضت كل محاولاته الولوج إلى قلب الحراك ليكون جزءاً منه – لم يسمح له الثوار وقوبل بالرفض والسؤال: أين كنتم خلال ثلاثين سنة.. ؟ – كنا معكم نرزح تحت وطأة الذل مثلكم تماماً أفواهنا مكممة مثلكم تماماً مغبونون ممتلئون غضباً وثورة. منسوبو التلفزيون مع الثوار بالقيادة يؤدي أحدهم ورديته ويحمل حقيبته وبالترحيل ينزل في محطة الثورة ينضم إلى الثوار. (ويرفع راية الثورة عالية ترفرف فوق السارية) التلفزيون الآن قلبه وأبوابه مفتوحة للثائرين والحادبين على مصلحة الوطن . نوافذه مشرعة يتنسم عبق التحرير ورياح التغيير. الأعزاء المشاهدون لا توجهوا ألسنتكم وسياطكم للتلفزيون، بل وجهوا نداءاتكم لأولى الأمر عسكريين كانوا أم مدنيين أن يهتموا بالإعلام بشكل عام والمؤسسات القومية ومنها التلفزيون والإذاعة بشكل خاص. ونحمد الله أن التلفزيون لم يدمر؟ كما دمرت سودانير ومشروع الجزيرة والنقل الميكانيكى وغيرها من المؤسسات.
الأخوة المشاهدون مازال فى التلفزيون بعض رمق فلا توئدوه حياً.. )

المخرج / عادل عوض
تلفزيون السودان القومي

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية