حوارات

رئيس المبادرة التنسيقية بروفيسور “مصطفى إدريس” لـ(المجهر) (1)

ما يحدث من تجاذب وشد مع المجلس العسكري يقوده اليسار المتطرف

الشباب نجحوا في اقتلاع الإنقاذ بما لديهم من قضية حقيقية وليس قوى الحُرية والتغيير
الرئيس المخلوع أصدر أوامر لفض الاعتصام بالقوة هذا ما دار بيننا و”أحمد هارون” لإثنائه عن تنفيذها
مطلب عرض رموز النظام المعتقلين يبدد الشكوك ويخفف الاحتقان

حوار: الطيب محمد خير

كشف رئيس المبادرة التنسيقية الوطنية للتغيير والبناء بروفيسور “مصطفى إدريس” مدير جامعة الخرطوم السابق، عن توجيهات أصدرها الرئيس المخلوع “عمر البشير” خلال اجتماعه بالمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني مساء يوم (8/أبريل) شدد فيها على فض المعتصمين من أمام القيادة العامة بالقوة، وقال بروفيسور “مصطفى” خلال هذا الحوار إنهم سارعوا للاجتماع بـ”أحمد هارون” الرئيس المكلف للمؤتمر الوطني، وأداروا معه نقاشاً لإثنائه عن تنفيذ هذه التوجيهات، مشيراً أنه أبدى استجابة لمطالبتهم مبيناً أن تعليمات الرئيس كانت مقدسة لدى “هارون” وواجبة النفاذ وهذا واضح من المحاولة التي تمت لفض الاعتصام بالقوة فجر اليوم التالي، واتهم بروف “مصطفى” في إفاداته خلال الحوار ما اسماه باليسار المتطرف داخل قوى إعلان الحُرية والتغيير بأنه يسعى لتنصيب نفسه وصي على الشعب، ويتحدث نيابة عنه مع المجلس العسكري ويفرض رؤيته وتصر عليها بإقصائية طالت حتى المجلس العسكري، وأشار إلى أنهم يعلمون الآن ضمن تحالف باسم التنسيقية الوطنية للتغيير وسبق لهم أن وقعوا اتفاقاً مع رئيس حزب الأمة القومي، لكن لم يكتب له الاستمرار وانقطع التواصل بينهما هذا وغيره من الإفادات..
*في البدء دعنا نتفق على أن ما تم ثورة أم انقلاب؟
ما حدث أنا اسميه ثورة التحمت فيها إرادة الشعب برغبة الجيش في حمايته لاقتلاع نظام الإنقاذ الذي حكم ثلاثين عاما وفشلت كل المحاولات التي جرت خلال هذه الفترة سواء سياسيا أو شعبياً بالتظاهرات في اقتلاعه ومعروف تاريخياً الجيش السوداني دائماً ينحاز لشعبه كما حدث في أكتوبر وأبريل .
*برأيك ما العوامل التي ساعدت لنجاح هؤلاء الشباب في اقتلاع الإنقاذ وقد فشلت القوى السياسية ؟
الشباب نجحوا في اقتلاع الإنقاذ بما لديهم من قضية حقيقية ومشكلات والإنقاذ توسعت في التعليم العالي وفتحت العديد من الجامعات لكن هذا التوسع لم يصاحبه توسيع في مواعين سوق العمل لاستيعاب آلاف الخريجين سنوياً من خمسين جامعة، ما جعل هؤلاء الشباب يتحولون لعبء على أسرهم، ما دفعهم لركوب المخاطر في البحار والصحارى بحثاً عن وضع أفضل لتأمين مستقبلهم، كل هذا وغيره من العوامل دفعت الشباب لينتفض وينادي طوال أربعة أشهر بإسقاط النظام الذي وصلت معه كل محاولات الإصلاح لطريق مسدود بسبب سياسة الحزب الواحد الإقصائية، بجانب تفشي الفساد ما جعل الدولة مأزومة في نقطة مغلقة وأصبح فيها الرئيس المخلوع “عمر البشير” في آخر أيامه هو الآمر الناهي في شأن الدولة، وما يؤكد ذلك أوامره التي أصدرها في الثامن من أبريل الحالي بفض المعتصمين في القيادة بقوة السلاح، علمنا بهذا الخبر ونحن لحظتها كنا في اجتماع مع عدد من السياسيين نتفاكر حول المخرج من هذا الاحتقان والأزمة التي ألمت بالبلاد والشباب معسكرين عند القيادة العامة فجاءنا من يخبرنا أن الرئيس المخلوع ذهب إلى المؤتمر الوطني واجتمع بالمكتب القيادي رغم أنه تنازل وفوَّض “أحمد هارون” برئاسته، وأصدر أوامر صريحة بفض الاعتصام عند القيادة بالقوة، هذا الخبر أزعجنا واتصلنا بـ”أحمد هارون” باعتباره الرئيس المفوض وأخطارناه بأننا نريد مقابلته وتوجهنا بسرعة إلى مقر المؤتمر الوطني واجتمعنا بـ”أحمد هارون” لوحده منذ الساعة (11) وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي التاسع من أبريل وقلنا له إن فض الاعتصام بالقوة سيخلف آثاراً سيئة للغاية، وقدمنا له مقترحات بأن تقفل المنطقة والذي يخرج يمنع من الدخول إليها أو استخدام خراطيم المياه بواسطة الدفاع المدني، لكن واضح كانت هناك توجيهات من الرئيس لفض الاعتصام وفعلاً تمت ثلاث محاولات في الصباح الباكر لفض هذا الاعتصام لكنها فشلت لأن القوات المسلحة كانت متحسبة ومتوقع هذه المحاولات.
*ماذا كان رد “أحمد هارون”؟
الراجل مشكور احترمنا واستمع إلينا، وقال سنضع نصحكم هذا في اعتبارنا ولن نستخدم القوة المفرطة في فض الاعتصام، لكن واضح كانوا مصرين على تنفيذ أوامر الرئيس التي هي عنده أمر مقدس واجب النفاذ، لأن البلد وصلت مرحلة تدار بشخص واحد اسمه “عمر البشير” هو الآمر الناهي في الحزب والدولة والحركة الإسلامية، ويقرر في كل شيء وهذا ما جعل نوافذ التواصل.
*كيف تفسر ظهور “ابن عوف” تكتيك من المؤتمر الوطني لامتصاص غضب الشباب الثائر؟
رئاسة “ابن عوف” للمجلس العسكري أمر اقتضته التراتيبية العسكرية بعد إقصاء الرئيس رغم أن “ابن عوف” نفسه كان يعلم بأنه جزء من النظام السابق بصورة كبيرة وله تصريحات معادية للثوار لكن التراتيبية العسكرية اقتضت أن يكون هو رئيس المجلس العسكري وعندما رفضه الشباب وضغطوا تنحى بعد يوم واحد وهذا موقف يحسب له تاريخيا بأن تنحى.
*كيف تفسر صراع القوى السياسية حول قيادة المرحلة؟
معروف السياسيون دائماً يحاولون اقتطاف ثمار الآخرين فهذه ثورة شبابية خالصة بمساندة وتأييد ومشاركة من كل فئات الشعب السوداني، لكن القوى السياسية جاءت لتستثمر هذا النصر الذي حققه هؤلاء الشباب بوقفتهم وتصديهم لكل أعمال القتل والعنف المفرط الذي مارسه النظام البائد لقمعهم.
*إلى أي مدى يمكن أن تحدث هذه الثورة تغييراً شاملاً في الخارطة السياسية بظهور قوة جديدة تقود الساحة غير القوة الحزبية المتشظية؟
أنا متفائل بوقفة هؤلاء الشباب بأن يتم الدخول للمرحلة القادمة بمفاهيم جديدة، أما الأحزاب لم تع الدرس خلال هذه الفترة الطويلة وهي تتحدث عن الديمقراطية لكنها تفتقدها ولا تمارسها داخلها، الأب يورث الابن، ولازلنا في قبضة الحزبين الكبيرين.
*أين موقعكم الآن وسط هذا الحراك؟
نحن نرى أن المرحلة القادمة هي مرحلة التيار الوطني العريض، الذي يقوم على مشتركات ليتحرك الجميع لبناء السودان، ولدينا ما يُعرف بتيار المستقبل مكون من عدد من الكيانات الموجودة في الساحة وجميعها ظلت تنادي بالتغيير ومنها من بدأ يعمل قبل عامين ، قمنا بجمعها في جسم باسم التنسيقية الوطنية للتغيير والبناء، وبدأنا نعمل منذ يناير قبل أن يسقط النظام ورأينا أن المرحلة مواتية لالتقاء كل الفرقاء في الساحة السياسية وطرحنا مبادرة مكتوبة تضمنت تنحي الرئيس وتأسيس فترة انتقالية، والتقينا برئيس حزب الأمة “الصادق المهدي” ووقعنا معه وثيقة باسم تنسيقية قوى التغيير بصورة رسمية على أن يجتمع الناس حول المشتركات الأساسية أبرزها أن يتم التغيير بطريقة سلمية، وكنا متفقين على تنحي الرئيس كأمر أساسي ومهم وأن تكون هناك حكومة انتقالية لمدة عامين تعقبها انتخابات حُرة، وتفاوضنا حولها مع رئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير”، وكذلك “محمد وداعة” من حزب البعث، ووصلت التفاهمات بيننا مراحل متقدمة لكن توقفت بسبب المستجدات التي طرأت بسقوط النظام.
*هل وقع معكم “الصادق المهدي” على الوثيقة قيادات حزبه؟
التوقيع تم بواسطة “الصادق المهدي” في اجتماع ضم د.”إبراهيم الأمين” و”مريم الصادق” وشخصي كرئيس للتنسيقية الوطنية للتغيير و”حسن رزق” ومعه مجموعة من قيادات مجموعة (2020) التي تضم عدداً من القوى السياسية بقيادة د.”غازي صلاح الدين” أجزنا هذه الوثيقة في اجتماع باسم تنسيقية قوى التغيير، لكن تفاجأنا بأن حزب الأمة ذهب إلى قوى الحرية والتغيير.
*هل انقطع التواصل بينكم ؟
التقينا بهم بعد مقابلتهم للمجلس العسكري الذي أثار أزمة بينهم وبين الحزب الشيوعي، وتبادلوا فيه الاتهامات ووجهنا لهم اللوم بأنهم تحركوا دون أن يخطرونا ونحن موقعون اتفاقاً معهم، وكان ردهم بأن هذا اللقاء لم يكن مرتباً له، لكن واضح كان لديهم نية مبيتة بأن يتحركوا منفردين ويعملوا مع قوى الحرية والتغيير والآن ليس بيننا تواصل مباشر.
*هل هذه المبادرة يقودها التيار الإسلامي وحده أم معه آخرون؟
هي مبادرة مفتوحة تضم عدداً من الشخصيات الوطنية وبعض من الذين لديهم انفتاح مع الكيانات الأخرى، هناك الإسلاميون الديمقراطيون بقيادة “المحبوب عبد السلام”، والمبادرة الوطنية للتغيير يقودها د.”الشفيع أحمد محمد” وضم عدداً من الشخصيات غير المنتمية للتيار الإسلامي، وهناك مبادرة الإصلاح والنهضة التي أطلقتها مجموعة سائحون كل هذه المبادرات جمعناها في المبادرة التنسيقية الوطنية للبناء والتغيير بجانب عدد من المبادرات الأخرى.
*كيف تنظر لمطالبة تحالف قوى الحرية والتغيير بابتعاد المجلس العسكري من السُلطة السيادية؟
قوى الحرية والتغيير تقود خطا إقصائيا متطرفاً للغاية وهي تطالب بأن يتم تسليمهم السلطة من الميدان مباشرة وينتقلوا لإدارة الدولة ويخرج المجلس العسكري من السُلطة السيادية ويرجع الجيش لثكناته هذا مطلب غير منطقي يمكن أن نسميه طائشاً يقوده اليسار المتطرف، وسيؤدي للفوضى وانهيار الدولة لأن البلد الآن يعاني من هشاشة أمنية شديدة جداً والضمان الوحيد لحفظ الأمن هو الجيش، وأن لم نع الدرس ونصل لنقطة تلاقٍ تجمع كل الفرقاء في الساحة من أقصى اليمين لأقصى اليسار هذا التجاذب سيتحول لكارثة بالنسبة للسودان ونحتاج في هذه المرحلة لوعي شعبي وما تطرحه قوى الحرية والتغيير لن يوصلنا لنتيجة.
*كيف تفسر هذا الإصرار على إبعاد العسكريين من السُلطة التنفيذية؟
من مصلحة اليسار المتطرف أن يستمر هذا التجاذب والضغط حتى تقارب الأوضاع في البلد الانهيار، ويأتوا هم وشركاؤهم من الحركات المسلحة ويقوموا بتغيير آخر غير الذي تم.
*ما رأيك في تجاوب المجلس العسكري للمطالب المطروحة؟
المجلس العسكري في تقديري تجاوب كثيرا مع المطالب التي قدمت إليه بتغيير رئيس القضاء ونشر قوائم بأسماء المعتقلين من رؤوس النظام وتغيير النيابة العامة وقيادات الشرطة وهذه كلها مطلوبات جيدة تمت الاستجابة لها، وهناك الكثير ينتظر، لكن تفكيك الإنقاذ بكل سلبيات الدولة القمعية التي استمرت (30) سنة لن يتم بين عشية وضحاها ويحتاج لزمن طويل وأن هم أصروا على تفكيكها بين عيشة وضحاها مخاطرها ستنهار الدولة كلها لكن قوى الحرية والتغيير غير مكترثة لذلك وتريد أن تؤول لها سُلطة إداري الدولة بأعجل ما يكون وهي لا تملك خطة واضحة فيما يلي جانب الأمن ولا خطة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الدولة.
*لكن قوى الحرية والتغيير تقول لديها برنامج البديل الديمقراطي موضوع بتوافق ومباركة عدد من القوى السياسية بما فيها الحركات المسلحة؟
نحن الآن في مرحلة حرية كاملة وغير مقبول أن تأتي جهة وتقول إنها لديها برنامج كامل لإدارة الدولة، ودون أن تعرضه على الشعب ويمحصه ويقارنه مع البرامج الموازية له في الساحة ليختار الذي يوافق متطلبات المرحلة، مطالبة قوى الحرية وتجمع المهنيين بإبعاد القوات المسلحة لينفذوا برنامجهم، أنا أحس أن روح الانتقام عالية في برنامجهم أكثر من النظرة للمستقبل والواضح هذا البرنامج يغلب عليه التشفي وتصفية الحسابات مع نظام الإنقاذ أكثر من أننا نريد أن نبني وطناً ونتجاوز مرحلة أزمات وبهذا نكون استبدلنا دكتاتورية الإنقاذ بدكتاتورية قوى الحرية والتغيير، وهذا ادعاء وليس حرية وتغيير وبهذا نكون دخلنا في دورة دكتاتورية جديدة.
*لكن قوى الحرية وتجمع المهنيين تقول إنها حددت مسار الثورة وتوجيهها منذ يناير؟
نجاح الثورة ما أظن كان سيتحقق لولا التدخل المباشر الذي تم من الجيش وإلا كانت هناك مزالق ومواجهات كثيرة جدا لذلك على هذه القوى السياسية التي تطالب بإقصاء الجيش وتصر على ذلك لتنفرد بالسُلطة لتنفذ برنامجها لكن عليها أن تقدر الدور الذي قام به الجيش في حمايته لهؤلاء الشباب.
*قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين تقول إن برنامجها الوحيد المطروح الآن وفي ميدان الاعتصام مقبول من المعتصمين؟
ساحة الاعتصام فيها شباب رفعوا قضية الشعب لكن أن تأتي قوى سياسية وتنصب نفسها وصياً على الشعب وتتحدث نيابة عنه مع المجلس العسكري وتفرض رؤيتها وتصر عليها بإقصاء حتى المجلس العسكري افتكر هذا عملا طائشا، وأرى أن يظل هذا المجلس العسكري رمزاً للسيادة الوطنية وحفظ الأمن، ويتم الاتفاق على تكوين الجهاز التنفيذي من تكنوقراط لمدة عام أو عامين لتنفيذ برنامج الانتقال لتتم تصفية كل رموز النظام البائد وعلى الأحزاب أن تتفرغ لتبني نفسها وتؤسس لخوض المنافسة الانتخابية تشرف عليها لجنة انتخابات متفق عليها.
*هل المطالبة بعزل بعض أعضاء المجلس العسكري تعني بأنه مخترق من المؤتمر الوطني أو الإسلاميين عموماً؟
أنا لا أملك تفاصيل دقيقة عنهم لكن القوات المسلحة مهما كان أثر الأدلجة فيها يظل الحس الوطني لديها هو الغالب والمهنية دائماً مقدمة على العقائدية وأرى الآن المجلس العسكري أداؤه ممتاز وماضي بصورة متوازنة ومقبولة في الاستجابة لكل المطالب.
*هل الاستجابة لمطلب عرض رموز النظام المعتقلين يمكن يزيل بعض الشكوك في مصداقية المجلس العسكري؟
هذا مطلب الاستجابة له تزيل كل الشكوك وتخفف كثير من الاحتقان الحاصل ويجب عرض كل المعتقلين من رموز النظام مع الاستعجال في عقد محكمة للرئيس وهو الآن مواجه باتهامات مباشرة ويجب أن لا تتأخر محاكمته في التهم الثابتة عليه الآن مثل الأموال التي ضبطت في منزله وهناك مخالفات كثيرة على الأقل تبدأ محاكمات تؤكد انحياز المجلس العسكري لقضايا الشعب .
*لكن المجلس العسكري يرى أن المحاكمات هي مهمة الحكومة المدنية؟
نحن لا نؤيد تطبيق العدالة الثورية التي تقوم على الحماسة ونريد تطبيق العدالة القانونية التي تراعي وتحفظ حق الدفاع عن المتهمين وهذه مهمة الحكومة المدنية لكن ليس هناك ما يمنع المجلس العسكري على الأقل أن يتم التحرك في التهم الثابتة على هؤلاء الرموز مادام توجد مستندات وأن يبدأ بالإجراءات المتاحة وأرى الأنسب أن يتبع نموذج جنوب أفريقيا لأن النظرة للمستقبل أفضل من الغوص في مرارات الماضي إلا بما يحقق العدالة.
*كيف يقود الحزب الشيوعي كل هذه القوى السياسية بما لديها من خبرة وتجربة؟
هناك اختراق واضح للحزب الشيوعي لكل أحزاب تحالف الحرية والتغيير ويعمل داخلها من خلال كوادره ويقودها لتنفيذ برنامجه الآن البرنامج المنفذ ليس هو برنامج حزب الأمة ولا تجمع الاتحاديين المعارض وإنما برنامج الحزب الشيوعي وروافده من الحركات المسلحة وهذا واضح من اللهجة الإقصائية التي فيه لأن الشيوعيين معروف أنهم إقصائيون ولم يقبلوا بالديمقراطية في أي بلد حكموه ويتحدثون بلغة الحزب الواحد وهذا ظاهر من حكمهم في الاتحاد السوفيتي.
*لكن قوى الحرية والتغيير تحالف مرحلي اجتمعت فيه الأحزاب على العموميات؟
قوى الحرية والتغيير وهي كيانات تجمعت في وقت وجيز لا يوجد بينها تجانس بدليل المهاترات وتبادل الاتهامات الذي حدث قبل أيام بين الحزب الشيوعي وحزب الأمة بعد لقاء الأمة بالمجلس دون تنسيق بينهما، وأيضا الربكة التي حدثت في المؤتمر الصحافي الذي عقده تجمع المهنيين كل هذا يوضح بأنهم غير متماسكين وليست لهم رؤية واضحة وسبق أن قالوا إنهم سيعلنون حكومتهم (الخميس) قبل الماضي لكنهم أعلنوا تعليق التفاوض مقاطعتهم للمجلس العسكري وعدوا بأنهم يعلنون حكومتهم (الخميس) نهاية الأسبوع الماضي أيضا فشلوا في ذلك، كل هذا يكشف ليس لديهم النضج السياسي الكافي الذي يشجع بأن نقبل بهم ونقول لهم كشعب سوداني تعالوا استلموا السُلطة وأديروا المرحلة الانتقالية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية