شهادتي لله

ارتقوا لمقام الثورة ..

ما لم يتم القبض على مجموعة من المتفلتين الذين يتهجمون على الناس في المساجد والمطارات والصالات ، بدعوى أن المُعتدَى عليهم (كيزان) ، والزج بالمعتدين في السجون بعد محاكمتهم محاكمات عادلة وعلنية ، باعتبارهم مجرمين منتهكين للقانون ، فإن معدلات الفوضى ستزيد ، وتضر ضرراً بالغاً بالأمن والاستقرار ، وتسيء لسمعة شعبنا وثورته السلمية في المحافل الدولية .
ما جرى في مطار الخرطوم تجاه الوزير السابق المواطن “حاج ماجد سوار” ، وما حدث أمس الأول في صالة (قرطبة) بالاعتداء على أعضاء مجلس شورى المؤتمر الشعبي ، وقبله اقتحام منزل الدكتور “عوض الجاز”، مضافاً إلى منع الثائر الأول “ذو النون” من مخاطبة الثوار في ساحة القيادة العامة ، كلها تمثل عناوين بارزة لسياسة (الإقصاء) العنيف ، ونتيجة طبيعية لثقافة الكراهية التي نشرتها قوى (اليسار) على نطاق واسع في قطاعات المجتمع السوداني طيلة الأشهر الأربعة الماضية .
الأسوأ من عدوان العوام المخدوعين والمُستغفلين ، هو تبرير بعض قادة أحزاب قوى (الحرية والتغيير) لتلك الاعتداءات الغاشمة ، بأنه لم يكن الوقت مناسباً لحزب المؤتمر الشعبي أن يعقد مؤتمراً للشورى .. كما قال أحدهم من زعماء أحزاب الثورة !!
الوقت غير مناسب لعقد اجتماع في صالة مغلقة ، لكنه مناسب لتسيير قطارات لمتظاهرين من عطبرة وبابنوسة إلى ساحة الاعتصام !!
الوقت غير مناسب لاجتماع يضم مئتي شخص في صالة أفراح بعيداً عن وسط الخرطوم ، لكنه مناسب لإغلاق الكباري بين الخرطوم وبحري ، وسد الشوارع وتأزيم حركة المرور في كل منطقة وسط الخرطوم لأسابيع متتالية !!
ما هذا الذي تقوله يا زعيم (المستقلين) وأنت تعلم أن كوادر المؤتمر الشعبي بل بعض قياداته مثل عضو البرلمان البروفيسور “نوال خضر” كانوا وقود الثورة في أم درمان ، وتم ضرب نائب أمين شبابهم بالرصاص ، واقتيدت عضو البرلمان إلى مخفر الشرطة على ظهر (تاتشر) ، وصرّحت في صحيفتنا هذي قبل أن (تسقط بس) ، أنها قادت مظاهرة شارع الأربعين .. تقر وتعترف رغم مقعدها النيابي في مجلس تشريعي الدولة !!
إن مثل هذه التبريرات المُختلة المُحفِّزة للآخر للمزيد من العدوان على حرمات المواطنين من قادة يدَعون للديمقراطية وكفالة حقوق الإنسان ، مستخدمين عبارات معطونة في مستنقع الشماتة مثل(على نفسها جنت براقش) ، إنما تفضح سريعاً عورات مشروع (اليسار السوداني) وزيف شعاراته التي لحقت بثورة الشعب بعد أسبوعين من اندلاعها في الدمازين يوم (13) ديسمبر .
ارتفعوا لمستوى الثورة وارتقوا بالسلوك السياسي لمقام ( حرية .. سلام .. وعدالة ) .. فما هكذا يتحقق السلام .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية