*قبل أن نقبض الهواء!!
*تتفجر الثورات لتغيير الماضي إلى مستقبل أرحب، عبر كتابة وتنفيذ الوصفات العلاجية لكل سوءات الماضي، استناداً لمنطق (العقل والقانون) وفي حضرة التواثق على جلب المكاسب للوطن والشعب، فتلك هي (الديباجة الصحيحة) التي يجب أن تعلق على كل المشهد الجديد…من قبل تم وأد ثلاث ديمقراطيات بالانقلابات العسكرية، والأسباب لا تحتاج لعبقرية حتى نكتشفها، فقد تأسست البدايات على الخطأ حينما أصبح (الفوران الثوري) هو الشريعة الأهم للتغيير، فعقب أكتوبر سطع شعار (التطهير) وعقب مايو رفعت لافتات (كنس آثار مايو وملاحقة السدنة) ، والآن يصدعون بدعاوى (الإقصاء وتعضيد الكراهية والعزل السياسي)…فهذا هو بالضبط إلغاء دور العقل واستخدام ثقافة (العنف السياسي) بديلاً عنه!!.
انزلقت الديمقراطيات السابقة في وحل الخلافات وانشغلت (بتصفية الحسابات) السياسية وأعطتها معظم طاقاتها، ولم تترك للقانون أن يأخذ مجراه في المحاسبة ورد الحقوق المسلوبة وملاحقة الفساد، فكان أن سيطرت روح الانتقام من السابقين على حساب ما هو (أهم وأعظم) وهو التركيز على (العمل والإنتاج) وبناء المستقبل الجديد للبلد!!.
*هذه (الانصرافية) أدت إلى تفشي نغمات الإحباط وسط الشارع الشعبي وظهر (الحنين) للعهد السابق وجاهر به الناس، ودب اليأس، وفي جانب الحكومات سادت الفوضى وانعدمت الرؤية الوطنية وانتشرت المحسوبية، ونماذج من الفساد والتدهور الأمني والحروب، لتأتي أخيراً (النهاية المحتومة) على وقع المارشات العسكرية إيذاناً بانقلاب عسكري جديد!!.
*للأسف هذا ما نعايشه الآن، ذات الروح العدائية مع كل ما له صلة بالنظام السابق وذات الدعوات للعزل والإقصاء السياسي وذات محاولات إلغاء سلطة القانون، والتفلتات المسيئة (لسلمية الثورة) والتحريض الأعمى والشيطنة المنبوذة…فكما قلنا من قبل، فإن المراهنة على هذه السلوكيات سترتد على محركيها قبل غيرهم وستحفز المعتدى عليهم بالاصطفاف ضدها ومواجهتها، وهذا ما بدأ حدوثه بالفعل، وقد يتضخم ويسري كسريان النار في الهشيم، ثم لا يبقى إلا أن تتحرك من جديد البندقية العسكرية لتطلق (رصاصة الرحمة) على الديمقراطية!!.
*يا سادتي في كل مواقع المسؤولية الوطنية والقيادة السياسية والعسكرية، سدّوا مداخل الفوضى وانتهاكات الأمن العام والقانون، قبل أن ترحل الديمقراطية الرابعة وسط الحسرات ونوبات الندم القاتل!!.