(المجهر) تنقل من صالة قرطبة….أحداث الاعتداء على اجتماع شورى “الشعبي”
جرح العشرات وتهشيم وحرق السيارات وسجن كوبر يفرج عن 142 من قياداته
الشيخ السنوسي يدعو قيادات الحزب لضبط النفس وعدم الرد
المجلس العسكري يدين ويدعو لمواجهة مثل هذه التصرفات بالردع الكافي
صالة قرطبة – طلال اسماعيل
عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم أمس السبت، كانت صالة قرطبة بالقرب من محطة 7 بالصحافة زلط تكتسي بلافتة كبيرة لصورة مؤسس الحركة الإسلامية إلى جواره صورة الشهيد بخشم القربة الأستاذ أحمد الخير وهي تحمل عنوان انعقاد اجتماع هيئة مجلس شورى المؤتمر الشعبي السادس، تأخرت الجلسة الافتتاحية لأكثر من ساعة. بدأ نائب الأمين العام الأمين عبدالرازق بالترحيب بضيوف الحزب من القيادات السياسية قبل أن يقدم رئيس مجلس الشورى الشيخ إبراهيم السنوسي الذي قال :” البلد تمر بموقف عصيب وأزمات لم نشهدها من قبل، هذه الثورة تختلف عن الثورتين السابقتين في أكتوبر 1964 وأبريل 1985، هذه الاحتجاجات والمظاهرات بدأت لأسباب اقتصادية بحتة من سوء إدارة الاقتصاد والفساد وتحولت الى ثورة سياسية.”
وأضاف بالقول :” حسنا فعلت القوات المسلحة حينما اتخذت القرار باستلام السلطة وحسنا فعل الشباب حينما جاء إلى قلعتها لحمايتهم، نحيي القوات المسلحة بفعلتها التي فعلتها وكما عهدناها ظلت دوما مؤسسة قومية وهو ما أكده المتظاهرون ” جيش واحد…شعب واحد.”، نحيي القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة والدعم السريع، هذا المربع الأمني.”
وأعلن الشيخ إبراهيم السنوسي وقوف المؤتمر الشعبي مع المجلس العسكري الانتقالي، مشيرا إلى مبادرته بحفظ الأرواح والإطاحة بالنظام السابق، وقال :” القوات المسلحة هي السيادة والرمز الذي ينبغي أن نقف معها، القوات المسلحة وفروعها التي نشأت منها تقف على حفظ البلاد.”
ودعا إلى وحدة القوى السياسية وأن تتوحد كلمتها حتى لايضيع السودان ودعا القوات المسلحة إلى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية لكل الأحزاب من دون إقصاء.”
وقال:” الضمان الوحيد أن تسير القوات المسلحة في المقدمة وتوفي بعهدها في تسليم السلطة خلال عامين ولانريد أن يكون المسار عسكريا للسلطة في السودان، الحياة المدنية تعود بالانتخابات الحرة والنزيهة، لاتستطيع قوى سياسية أن تحكم لوحدها دون تفويض من الشعب.”
وأكد الشيخ إبراهيم السنوسي أن المؤتمر الشعبي يهدف إلى تشكيل هيئة تشريعية من كل القوى السياسية وأن يكون مصدر التشريع فيها الشريعة الإسلامية.
هتافات خارج القاعة:
بدأ الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج في كلمته للحضور، وسط هتافات خارج القاعة بدأت تعلو مع أصوات الحجارة المقذوفة نحو أبواب القاعة، تعامل معها أفراد التأمين بالحزب بإغلاق الأبواب وانتشار جزء منهم خارج القاعة وسط محاولات لتهدئة المعتدين، وخرجت بعض قيادات المؤتمر الشعبي تستطلع ماذا يحدث، وتواصلت كلمة علي الحاج عن ضرورة تهيئة الأجواء والساحة السياسية للمرحلة المقبلة.
مع كلمة ممثلي القوى السياسية كانت أصوات الهتاف تعلو وتزيد الضجة، وخارج القاعة بدأت بعض المجموعات في تهشيم زجاج السيارات وحرق بعضها الآخر، حاولت بعض كوادر الشعبي الخروج من القاعة لكن الشيخ إبراهيم السنوسي تدخل لمنعهم وطلب منهم الهدوء.
اجتمعت اللجنة التحضيرية لأعمال هيئة الشورى لتعليق مواصلة الجلسات بعد أن ساد الهرج والمرج، ولم تنجح كل جهود التهدئة في وقف قذف الحجارة، ومع طلوع عضوية الشورى التي تقدر بحوالي ألف وخمسائة عضو بدأت مجموعات تقذف بالحجارة مما أصاب بعضهم بجروح بالغة وتهشم زجاج سيارات إضافية.
بعد مرور ساعتين ونصف ظهرت عربة شرطة لمكافحة الشغب، لكن المعتدون قذفوها بالحجارة، كما تدخلت عربات الدعم السريع، لكن بعد دقائق من تدخلها أعلن المؤتمر الشعبي عن اعتقال 140 من قياداته في 3 دفارات وترحيلهم إلى سجن كوبر.
المجلس العسكري يدين الاعتداء ويدعو لمواجهة مثل هذه التصرفات بالردع الكافي
قال المجلس العسكري الانتقالي في بيان مساء أمس السبت تلقت (المجهر) نسخة منه إنه ظل حريصا على الأمن والاستقرار بما يتيح الممارسة السياسية والتعبير السلمي للجميع ويضمن عدم تصادم المجموعات والكيانات في هذه المرحلة الدقيقة، وأضاف :” والمجلس إذ يعضد هذا الحرص يدين ماحدث في صالة قرطبة ويؤكد أن هذا التصرف العدائي سلوك مرفوض وغير مسؤول ويستوجب الوقوف عنده حتى لا يتكرر باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية ومواجهة مثل هذه التصرفات بالردع الكافي والحسم الفوري وندعو الجميع للابتعاد عن العنف والاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم ومرافق الدولة وأخذ القانون باليد فالحرية للجميع نمارسها بروح المسؤولية الوطنية حتى تتجاوز بلادنا هذه المرحلة.
من جانبه قال مصدر أمني إنه تم إطلاق سراح جميع أعضاء المؤتمر الشعبي من باحة سجن كوبر الذين تم أخذهم للسجن عقب الأحداث.
وحسب مصدر أمني موثوق بسجن كوبر، تم إطلاق سراح (143) من أعضاء الحزب بعد التحقيق معهم من قبل النيابة لمعرفة ما حدث ولكنهم أجمعوا على عدم اتهام أي جهة معينة، قائلين إنه تم الاعتداء عليهم من قبل مجموعة غير معروفة لديهم.
وأشار المصدر الأمني إلى أن أعضاء الحزب لم يتم التعامل معهم كمتهمين، كما لم يتم إدخالهم إلى الحراسات، وظلوا في باحة السجن إلى أن تم الإفراج عنهم
قوى الحرية والتغيير تدين التخريب
قال بيان عن قوى إعلان الحرية والتغيير:” تواردت الأنباء عن اعتداء وتخريب تم في اجتماع للمؤتمر الشعبي كان منعقداً بصالة قرطبة، بالعاصمة الخرطوم. إننا في قوى إعلان الحرية والتغيير ندين هذا الاعتداء والتخريب، وندين أي اعتداء مهما كانت أسبابه، ونؤمن بالحق في التجمع والتعبير للجميع ، فالوطن الذي يعمل ثوارنا البواسل للنهوض به لا مكان فيه للإقصاء أو لأخذ الحقوق بالعنف.
واضاف البيان :” إن رموز المؤتمر الشعبي يتحملون وزراً كبيراً في ما حدث للبلاد في الثلاثين عاماً الماضية، ولكن أي شكل من أشكال الاعتداء البدني أو اللفظي أو التخريب لن يؤسس لوطن يسع الجميع على قاعدة حكم القانون. إننا ندعو كل صاحب مظلمة ضد النظام القديم وحلفائه لأن يتخذ من الملاحقة القانونية والمحاسبة العادلة وسيلة للإنصاف. فسيادة القانون هي المشروع البديل والنبيل لمشروع الإنقاذ البائد، كبديل تعزم على تحقيقه ثورة ديسمبر المجيدة، التي لبست السلمية وشاحاً ورفعت شعار حرية .. سلام .. عدالة وهو الشعار الذي يمثل مبادئ هذه الثورة التي لن نحيد عنها. إننا نرفض كافة أشكال الانجرار للعنف والعنف المضاد، فثورتنا مدنية سلمية وهي قادرة على استرداد المنهوب من الحقوق بقوة القانون والمحاسبة العادلة وليس بالأيدي، فسواعدنا سندَّخرها للبناء ولتعمير ما خربته الإنقاذ ومن حالفها”
من جانبه قال أمين الإعلام و الناطق الرسمي بحركة العدل و المساواة معتصم أحمد صالح إن حركة العدل تدين الاعتداء الذي تم على اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الشعبي ، و تعتبره محاولة لغمط الحقوق و مثل هذه التصرفات من شأنها أن تتسبب في إثارة الفتنة و إحداث الفوضى التي قد تتيح الفرصة للمتربصين بالثورة من الالتفاف عليها.
كما أدان الناطق الرسمي للحركة الشعبية مبارك أردول الاعتداء الذي وقع على المجتمعين في اجتماع مجلس شورى حزب المؤتمر الشعبي وقال إن الحركة الشعبية تؤكد أن تلك الاعتداءات تدعم خط القوى المعادية للثورة والتي تسعى للقيام بثورة مضادة متعذرة بتلك الحوادث. ودعت الحركة الشعبية إلى التهدئة وضبط النفس وتمكين حكم القانون قولا وفعلا.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني محمد حسن عربي :”
وصلت إلينا أنباء مزعجة عن منع اجتماع لمجلس شورى المؤتمر الشعبي بصالة قرطبة بحي الصحافة في الخرطوم بواسطة عدد من المواطنين والمواطنات، هذا سلوك مرفوض ويتناقض مع مبادئ ثورتنا المجيدة التي اتسمت بالسلمية والوعي من أجل الحرية والسلام والعدالة.”
وأضاف بالقول :” المؤتمر الشعبي مسؤول سياسياً وقانونياً وأخلاقياً عن انقلاب النظام البائد، وعن مرافقته في القمع و الفساد حتى تاريخ سقوطه، ولكن المساءلة عن هذه الشراكة والجرائم محلها ساحات المحاكم والمنابر السياسية وليس أخذ الحقوق باليد.
وزاد بالقول :” يثق حزب المؤتمر السوداني في أن هذه الحادثة لا تمثل الثوار و الثائرات وأن قيم الثورة ستظل تجمعنا جميعاً دون حياد عنها أو انحراف حتى بلوغ كامل مراميها في وطن يسعنا جميعاً دون تمييز.
مؤتمر صحفي للشعبي
وفي مساء يوم أمس أوضح أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الشعبي الفاضل علي أن قوات الدعم السريع اعتقلت عشرات من قيادات المؤتمر الشعبي من قاعة قرطبة بالصحافة ونقلتهم إلى سجن كوبر، بعد تعرضهم لاعتداء بالحجارة والطوب ومن أبرز المعتقلين نازك عوض، عايدة عبدالمطلب
إخلاص حسب الله، د. بشير آدم رحمة، د. الأمين عبدالرازق، صديق الأحمر، صديق حسن الترابي، مصطفى مدني، عبدالرحيم المهدي، عبدالله الدومة، كاينا غبيش، جبريل النيل، عبدالباقي ضوينا، د.جودة جابر، الشيخ الصافي نور الدين، محمد عبدالواحد، خليفة الشيخ مكاوي، عاصم خليفة
عبدالرحيم المهدي، قصي عبدالله، حذيفة علي، عادل عبداللطيف
،محمد عبدالله عيساوي، عمر الكنزي، عوض الكريم الحسن، عمر عبدالمعروف، محمد آدم هقواب، أرباب آدم التوم، جودة الله الطيب. وأشار الفاضل علي إلى أن القرار التنظيمي للمؤتمر الشعبي كان عدم الاعتداء على أي شخص خارج القاعة وحماية النساء والشيوخ.
واتهم الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي إدريس سليمان جهات حزبية لم يسمها بالوقف خلف تحريض المجموعات على الاعتداء مشيرا إلى أن إحدى العربات التي أقلتهم كانت تحمل علم حزب الأمة وتجوب الحي بمكبرات الصوت.