ربع مقال

“روضة الحاج”.. الإبداع والوزارة

د. خالد حسن لفمان

.. في ختام حوار تلفزيوني لي معه على شاشة التلفزيون القومي، باغت شاعرنا الكبير الراحل “محمد مفتاح الفيتوري” بسؤال حول من لفت نظره من شعراء الشباب.. كان السؤال مباغتاً من حيث كونه قد جاء بعد سؤال مركب ومتكرر أفلح ضيفي الكبير في التهرب من تقديم إجابة مباشرة عليه بالرغم من إعادتي لصيغة السؤال بثلاثة أوضاع مختلفة وفي لحظة دخوله في شيء من التوتر والقلق خرجت سريعاً بهذا السؤال، ولكن ولدهشتي الشديدة لم يتردد شاعرنا الكبير في إجابته بل هتف مباشرة باسم الشاعرة الشابة “روضة الحاج” وقد قال هذا بطريقته الخاصة الجميلة: (روضة.. هذه الشابة.. روضة.. روضة الحاج.. سمعتها.. لديها اُسلوب جيد.. هي شاعرة بالتأكيد ولديها مستقبل كبير..).. وقد نقلت فيما بعد هذه الشهادة للأستاذة “روضة” فأسرتها كثيراً جداً وقالت لي: (أنا من المعجبات أصلاً بهذا الشاعر الضخم الكبير وشهادته هذه بالنسبة لي شيء سأفتخر وأعتز بها طوال حياتي..) .. وبالفعل صدق حدس وتقدير الراحل “الفيتوري” ومضت “روضة الحاج” في مشوارها محققة تجربة شعرية ناجحة وكبيرة استطاعت عبرها أن تعيد أنظار أهل الضاد والمحيط والخليج والصحراء إلى الخرطوم صاحبة القريحة الفطرية السليمة التي عرفت بها والحس الشعري الذواق الذي اتسمت به عبر شعرائها الكبار بأجيالهم المتعاقبة.. والآن وقد جاء من أعلن هذه الشاعرة المتميزة وزيرة للثقافة ماذا سيترتب من هذا على هذه الظاهرة الشعرية المسماة “روضة الحاج”؟.. هل ستمضي بتجربتها بذات الدفع والقوة والنجاح والمشاركة النشطة في المنابر الشعرية العربية والعالمية رافعة اسم السودان ومقدمة ومبرزة لتاريخه وحضارته وثقافته أم سيأخذها دولاب العمل العام ويقعد بها روتينه القاتل ولا تجد من يعينها في تصريف مهامها وتنفيذ خططها وبرامجها وتخرج بعد عام يقل أو يزيد من بوابة الوزارة وبيدها قصيدة واحدة ساخطة كتلك التي نظمها الراحل “محمد الواثق” في العزيزة (أم درمان)..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية