عز الكلام

عود لينا ياليل الفرح …داوي القليب الانجرح !!!!

ام وضاح

تعودت منذ أن امتهنت العمل الصحفي وكتابة هذا العمود اليومي، أن تكون صلتي بالقراء وثيقة وعميقة وحميمة أكتب دائماً وأنا أشعر أنني أكتب لشخوص قريبين مني كقرب الأهل والأصدقاء إحساسي دائماً إنه بيننا جسور من المودة والإلفة والاحترام والأخوة وهي جميعها مشاعر تلمستها أيام حادث “وضاح” ابني وكانت يومها تجربة مرة وقاسية وصعبة اجتزتها بصبر الصابرين وبإيمان عظيم وعميق. إن الله معي ومعه وهو البار بي وبوالده ولن يتخلى عنا، ومن يومها كنت ولازلت مندهشة للمشاعر الرائعة والزيارات العديدة لأشخاص لم تربطني بهم سابق معرفة سوى جسر هذه الزاوية ظلوا مرابطين في المستشفى في وفاء عجيب، وصدق مشاعر وتكرر الوفاء وأنا أتعرض لامتحان آخر أشد قسوة وصعوبة وألماً. وقبل عام من الآن فقدت رفيقي وشقيقي وصديقي “صلاح دهب” الذي رحل إلى الرفيق الأعلى ذات صباح من مارس الماضي، ويومها أيضاً لفّتني المشاعر الفياضة من شخوص فقط ربطت بيننا حروف هذه الزاوية. لكل ذلك قصدت أن أشركهم معي فرحي الذي ظننت أنه ذهب بلا عودة وابتسامتي التي كدت أن أنساها وابنتي تزف هذا المساء عروساً وتدخل إلى بيتنا السعادة والحبور والضياء لتطرد ظلام الهم ووجع الفراق. صحيح في الحلق غصة وفي الفؤاد نزيف لكنها الحياة لا تمضي على وتيرة واحدة؛ هكذا ظللت أقول لأولادي وأواسيهم وأصبرهم وأنا الوحيدة التي تعلم فجيعتهم وتشعر بها. هكذا تمضي الحياة سفينة تتقاذفها الرياح والعواصف والأمواج ووصولها إلى بر الأمان يحتاج إلى ربان ماهر وعزيمة وإرادة وإيمان عظيم. إن ارادة الله هي الغالبة لذلك قصدت وتعمدت أن يكون زواج ابنتي في شهر مارس ذاته؛ مارس الذي كسرنا وأوجعنا وأراد هزيمتنا لنجعله مارساً الذي اكتسبنا فيه القوة وتسامينا على الوجع وانتصرنا فيه ونحن نزف “وجن” إلى عريسها “يوسف” عروساً في كامل بهائها تخطو إلى حياة جديدة وهي تفخر أنها ابنة رجل فريد رباها وأحسن تربيتها، غرس فيها الأدب والطيبة وعزة النفس والصلابة فلم يكسرها رحيله المفاجئ وهي التي تأبى أن تبكي على قبره خشية أن يشعر بضعفها فيتألم في مرقده.
نحن اليوم موعودون بفرح عظيم يلتف حولنا الأهل والصحاب والجيران كما عهدناهم أوفياء خلص يوم أن قاسمونا الحزن وهم الآن يجتهدون ويتسابقون ليمنحونا كل الفرح بعضهم تخذله الدموع فتفر من عينه لأنهم يظنون أن “صلاح” ليس معنا وهم لا يدرون أننا نشعر بروحه ونفسه ونتحسس ملامحه ونكاد نلامس قسمات وجهه.. ووالله العظيم ظللت لا أقوم بخطوة إلا بعد أن أسأل نفسي مائة مرة إن كان “صلاح” سيكون راضياً عنها أولاً لا أتخذ قراراً إلا بعد أن أستفتي قلبي إن كان سيتخذ ذات القرار أولاً.
نعم يا رفيقي اليوم أزف “وجن” إلى عريسها وعلى غير العادة يدك لا تمسك بيدي ونحن ندخل الصالة سوياً لم أختر لك البدلة التي سترتديها كما كنت أفعل دائماً، ولم أستشرك في لون (توبي) كما أنا متعودة لكنني لم أفتقدك، أنا واثقة أن روحك الطاهرة تحفنا من كل اتجاه، أنا واثقة أنك راضٍ عنا وأنت تعلم أننا لن نخذلك، ولن نحيد عن طريق رسمته لنا، أنا واثقة أنك تقاسمنا الفرح بكل تفاصيله، أنا واثقة أنك فخور بـ”وضاح” وإخوانه وكل صباح يثبتون أنهم رجال كأنك أعددتهم ودربتهم لهذا الامتحان فنم يا رفيقي مطمئناً وأنا سأظل حافظة للعهد والوعد والود ومبرووك عليك عرس “وجن”!!!!
كلمة عزيزة
أجمل ما في الأحداث والمناسبات أنها تجعلك تكتشف معادن الناس لذلك أنا سعيدة بأطنان (الدهب) التي اكتشفتها من حولي لشخوص جعلوا فرحي فرحين أكدوا لي أن الدنيا بخير بريقهم ولمعانهم فوق حد الوصف كونوا جميعا بخير ومردودة ليكم في المسرات
كلمة أعز
عود لينا ياليل الفرح داوي القليب الانجرح

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية