رأي

على فكرة

كمال علي

“الحسين”..  الولد البخاف القبيلة تلومو

أستاذنا منجم الإبداع “حسين خوجلي” تنوشه هذه الأيام السهام والأقلام والكلام، جراء ما صدر عنه من آراء يعتقد جازماً أنها تتفق ونسق معتقده والتزامه وموجهاته وقناعاته التي ظل عاكفاً عليها طوال سنوات قابضاً على جمر قضية يعتبرها الأسمى في تاريخ البشرية.
“حسين” قال كلمته ومضى دون أن يمس (شرف) أو (عِرض) أحد من مناوئيه، والآن هو إزاء قدر لا يخصه وحده وهو قادر بمنطقه وأسلوبه أن يدفع عن نفسه فوهات البنادق المصوبة إلى صدره ويظل شامخاً كالطود في وجه أعتى العواصف غير هياب ولا متوارٍ قابضاً على جمر الفكرة التي أنفق في سبيل تحقيق مقاصدها أنضر أيّام العُمر الجميل.
ويظل “الحسين” عندنا نحن تلاميذه وعارفو فضله (قيمة مضافة) لقيم الحق والخير والجمال، ونقول لشاتميه إن كان الفعل الذي أساء واحداً فأفعاله اللائي سررنا كثير مثلما يبقى فيه القول: يا فرس كل القبيلة تلجمو  يكسر قناعتا ويفر
يسكن مع البدو في الخلا
مايرضي غير الريح تجادلو وتقنعو.
لا عليك (أبو ملاذ) فهذا قدر من سلك الطريق الوعر وأقول قولي هذا وشهادتي فيك مجروحة لكن الإنصاف حتم أن نكتب ما كتبنا.
و”حسين” الذي يدافع عن فكرة آمن بها لا يستحق كل هذا الكيل من الشتيمة المقزعة التي لم تراع إلاّ ولا ذمة، قدحت في كل شيء حوله، ولَم تسلم أسرته الكريمة من سيل الشتايم، ولا حتى جدران منزله وكأنه هو من جر على بلادنا كل هذا الرهق الذي قاد إلى اندلاع الاحتجاجات.
“الحسين” لم يخرج عن أدب الدفاع عن الفكرة والقناعات ولَم يشطط ولَم يفحش في خصومة، بل قال ما قال وفق منطلقات تمثل حائط صد لكل ما من شأنه أن ينال من فكرته وقناعاته وفق ما يعتقد ويظن.
لماذا كل هذا الهجوم وكل تلك السهام تجاه رجل أعزل إلا من قلم ودواة وفكرة، وما شأن أسرته الكريمة بما يقول أو يكتب طالما أنه لم ينبش حال أسرة أو طعن في شرف بيت أو نال من مهابة وخصوصية عائلة لكن شرف الخصومة غاب عند الذين افحشوا في خصومتهم وعداوتهم وذهبوا إلى أبعد مدى في رمي جمرات الشتيمة والأذى دون مراعاة لحرمات أو حياء عند الخصوصية.
“الحسين” يمضي نحو غاياته السامية غير هيّاب ولا متوانٍ يرنو إلى الشمس المضيئة، لا تعوق مسيرته القاصدة سهام أو أقلام أو كلام.
الذين كان رد فعلهم غاضباً وشاذا مما ذكر “حسين”، هو قول خارج عن أعراف العادات والتقاليد السودانية، ولَم يراعِ فيه مطلقو سهام الشتيمة أبسط قواعد الاختلاف التي ورثناها عن أمة (كانت إذا احتربت وسالت دماؤها تذكرت القربي ففاضت دموعها).. فما بالكم تتنكبون عن هذا الإرث التليد.
الأخطار تحدق ببلادنا من كل حدب وصوب ونحن سادرون في غينا، عاكفون على عبادة أصنام صنعناها بأيدينا وعكفنا عليها عابدين.
نحن لا ندافع عن “حسين خوجلي” وله في وجداننا يد سلفت ودين مستحق لأنه المُعلّم ومَعلم من معالم الطريق في بلاط صاحبة الجلالة، وهو أجدر منا بالدفاع عن ما يعتقد لكننا نقسم أن لا نتركه وحيداً إزاء قدر لا يخصه وحده، بل هو قدر منظومة وتيار عريض كما يذكر “الحسين” دائماً فليتق الله خصوم “حسين” ونرجو ألا يفحشوا في الخصومة أكثر مما فعلوا.
النقد الذي طال الحكومة القائمة من قلم “حسين” ومن برنامجه لم تنله من أشد المعارضين وأصابها من رشاش نقده ما أفزعها حتى ضاقت به ذرعاً وضيقت عليه وكل هذا لم يشفع له عند الذين يناصبونه الآن العداوة ويكيلون له السباب وساقط القول.

قدر “الحسين” وأصحاب القضية والمعتقد أن يكونوا في مهب الريح وقبالة العاصفة وأن يكونوا البديل الإستراتيجي للحكومة عند اندلاع الاحتجاجات واشتداد أوار الخصومة وتذهب دماؤهم هدراً مهراً لفكر ومعتقد.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية