عز الكلام

ماذا قال السفير التركي عن المطار الجديد؟؟

أم وضاح

بدعوة شخصية منه جلست أمس، ما يزيد عن الساعة مع السيد سفير تركيا بالخرطوم، “عرفان نذير أوغلو” بمكتبه والذي يبدو أنه لاحظ استغرابي للدعوة فابتدر حديثه لي بأنه متابع لما يكتب في الصحافة السودانية، وأنه قد قرأ عز الكلام أمس الأول، والتي تناولت فيها موضوع مطار الخرطوم الجديد والذي تم تأجيله على حد تصريحات مدير الشركة القابضة إلى ثلاثين أو أربعين عاماً قادمة، وهو التصريح الذي كان بمثابة الصدمة والمفاجأة للشارع السوداني، وكدي خلوني في البداية أنقل الجو العام لهذه المقابلة، وأكثر ما لفت انتباهي مظاهر الحزن والحسرة التي غلبت على تعبير وجه الأخ السفير وهو يتحدث عن المطار، حيث قال لي إن العلاقات التي تربط بين تركيا والسودان، علاقات أزلية، وهناك جذور مشتركة ما بين الشعبين، وقال لي إن هذا التقارب والانسجام ليس تاريخاً محفوظاً في الكتب، ولكنه واقع معاش وحقيقي، والآن هناك أحد الأتراك من أصل سوداني مرشح لمجلس نيابي في تركيا، وقال لي السفير إنهم على الإطلاق لا ينظرون إلى السودان نظرة ربحية، بل على العكس تركيا حريصة على نهضة وتطور السودان في كل المجالات، أما في ما يتعلق بمطار الخرطوم، فإنه قد تم الاتفاق مع شركة تركية لإنشاء المطار، وتم التوقيع على الاتفاقية بحضور الرئيسين السوداني والتركي، بتكلفة حوالي مليار ومائة وخمسين ألف دولار، وإن هذا المطار كان سيكون الأكبر والأعظم في أفريقيا، لكنهم تفاجأوا بهذه المستجدات عبر الإعلام، قلت للسفير ما رشح الآن من حديث أن هناك أبحاثاً جيولوجية شككت في صلاحية الموقع الجديد لإنشاء مطار، فكان رده أنه قد تمت دراسة الموقع من الشركة التي وقعت العقد وليست هناك معلومات بهذا الخصوص على الإطلاق، وواصل السفير حديثه المفعم بالحب عن أهل السودان، أن إنشاء المطار أو عدمه شأن سوداني بحت، لكنه كان يتمناه لأرض السمر لا سيما وأن تسهيلات كثيرة جديرة بالاحترام قدمتها الشركة بهامش ربح معقول حباً وكرامة في أهل السودان، وبصراحة هذا الحديث بالنسبة لي مفاجئ ويدعو للحيرة والغضب، وعلى حسب ما حدثني أحد المسؤولين أن السبب في إلغاء المشروع هو الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، وكأن وزارة المالية هي التي ستموله من الألف للياء، وليست الشركة التركية التي تعاقدت معها حكومة السودان.
طيب يا سادة يا كرام شنو الجدّ على المخدة، شنو الخلى الحكومة تنقض عهداً ووعداً واتفاقاً تم بحضور رئيسي البلدين، ليه يا جماعة مصرون أن نظهر بهذا المظهر من عدم الانضباط والجدية، بالله عليكم ياتو شركة أو جهة أو مؤسسة ستثق فينا من جديد إذا كنا نطينا بلا أسباب منطقية، من اتفاق الشاهد الأول عليه الرئيس شخصياً، شنو الضمانات التي يمكن أن تجعل أي جهة من الجهات حريصة على الاستثمار في السودان بقلب قوي وهي مطمئنة أن لا تصيبها العواصف والأنواء وتغيب شمسها السحب.
الدايرة أقوله إن الذي تلمسته من حديث معالي السفير حرص تركيا عظيم على علاقات متميزة بالسودان، وهي عواطف حقيقية من غير زيف أو ادعاء أكدتها لي صورة لفت نظري وجودها على يمين مكتب السفير في مكان بارز لسوداني خدرته داكنة ورويانة، سألته عنه، فأخبرني أنه سوداني خدم في الإمبراطورية العثمانية كان مثالاً للأمانة والشجاعة والثقة، وأنه أي السفير، عندما تم اختياره للعمل في السودان، ذهب إلى قبره وأخبره بأنه ذاهب إلى أحفاده ليعمل من أجلهم رداً للدين والجميل.
فيا أبناء السوداني الأسمر وأحفاده لمتين ح نظل دولة بلا كلمة، لمتين ح نظل كل يوم بي رأي وكل صباح بقرار، الله غالب.
}كلمة عزيزة
لماذا لا يُستثنى المعاشيون الذين أفنوا زهرة شبابهم وتدفع مستحقاتهم الشهرية (كاش)، مش ياها الخمسمائة السجمانة دي ما قادرين توفروها ليهم.
}كلمة أعز
كل عام وكل الأمهات الصابرات بخير، كل عام وأمي سندي وأم جناي بألف خير وصحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية