الخرطوم – فائز عبد الله
أمس بالعاصمة الكينية نيروبي، اجتمع مبعوث الإيقاد السفير “إسماعيل أويس” بالجنرال “فول ملونق” زعيم الجبهة المتحدة المعارضة بدولة جنوب السودان، في إطار الجهود المبذولة لضمه والجنرال “توماس شيرلوا” زعيم جبهة الخلاص الوطني، للانضمام لاتفاقية السلام، الموقعة في الخرطوم سبتمبر الماضي، وكان كلا الجنرالين المنحدرين من الاستوائية، طالبا بضرورة اعتماد الحكم الفيدرالي كنظام للدولة، وإلغاء تقسيم الولايات إلى (32) ولاية، وانسحب “شيرلوا” من منتصف الطريق، فيما لم يتحمس “ملونق” للمشاركة.
بعثت (الإيقاد) بالدعوة إلى المجموعات المعارضة لضمها إلى عملية السلام في ظل تمسك المجموعات بتضمين ملاحظاتها واشتراطاتها في الاتفاقية التي تتمثل في إطلاق سراح أسرى الحرب والسجناء السياسيين ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات التي وقعت خلال العمليات القتالية، وقتل المواطنين وتطبيق بنود تجميع القوات بين الحكومة والمعارضة وحل قضايا الحدود بين القبائل وإلغاء تقسيم الولايات إلى (32) ولاية بجانب تنفيذ الاعتماد على عائدات النفط في تنفيذ الاتفاقية ومنح ولايات الاستوائية الحكم الفدرالي.
بيد أن مطالب الجنرالين يصطدم بقرار الإيقاد الأخير وتصنيفها أي مجموعة تعرقل السلام كمُخربة لاتفاق السلام.
وأكدت حكومة جنوب السودان ترحيبها بالمجموعات التي تلقت دعوة الالتحاق بعملية السلام أي كانت سوى مجموعة (فول ملونق أو مجموعة توماس شيرلوا) وقال وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب، “مايكل مكواي” في حديثه لـ(المجهر) إن الحكومة قدمت كثيراً من التنازلات من أجل السلام وتحقيق الاستقرار في الجنوب، وأضاف أنهم يرحبون بأي مجموعة تعمل من أجل تحقيق السلام، وأشار إلى أن ملف اتفاقية السلام بيد (الإيقاد) والقرارات التي تصدر منها مرحب بها، وأوضح “مكواي” أن جوبا بذلت مجهودات كبيرة في عملية السلام، من أجل معالجة الخلافات والتوصل إلى تفاهمات حول النقاط التي تم الاختلاف عليها بين المعارضة والحكومة، وزاد أن الآليات التي تم تكوينها الآن تعمل وفق الجداول والمصفوفات التي تم تضمينها في الاتفاقية.
وتوقع المحلل السياسي وأستاذ الفلسفة السياسية بجامعة جوبا الدكتور “جيمس أوكوك”، انضمام مجموعة المعارضة بقيادة “فول ملونق” ومجموعة “توماس شيرلوا” الرافضة لاتفاقية السلام إلى الاتفاقية واستجابتهم للضغوط الإقليمية.
وقال “أوكوك”، إن التوقعات تشير إلى أن مجموعة الجنرال “توماس شريلوا” ستنضم إلى اتفاق السلام نتيجة للضغوط الإقليمية، وأضاف أن سياسات دول الإقليم تنحو نحو ضمان الاستقرار في الجنوب، ودفعت حكومتا (إثيوبيا وإريتريا) لزيارة جوبا مؤخراً لمتابعة سير تنفيذ اتفاق السلام.
وأوضح أن مجموعة “شيريلوا وملونق” سينضموا إلى اتفاق السلام تحت مظلة تحالف مجموعة المعارضة (سوا).
وأشار إلى أن رفض هذه المجموعات لضغوطات دول الإيقاد للانضمام إلى اتفاق السلام له نتائج سلبية على مستقبل تواجدهم في هذه الدول، وتابع (إثيوبيا الآن تستضيف مجموعة “شيريلوا”، وبالتالي من الطبيعي أن يستجيب “شيريلوا وملونق” لمقترح رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” بشأن الانضمام إلى اتفاق السلام).
وقال “أوكوك” إن جبهة “ملونق أون” ستستجيب لدعوة ومطالبات (الإيقاد) بعدم عرقلة اتفاقية السلام، وأضاف من المتوقع أن يوقع كل من الجنرالين “ملونق وتوماس” على مذكرة تفاهم مع الإيقاد.
وقال “أكوك” إن جبهة “فول ملونق” لها وضعية مختلفة عن مجموعة “شيريلوا”، وبالتالي سيتعامل الإيقاد معها بشكل آخر وليس الانضمام لاتفاق السلام.
واكد رئيس الجبهة المتحدة “فول ملونق”، بتجديد طلبه للإيقاد بإعادة فتح اتفاق السلام المنشط مجدداً للتفاوض مع الحكومة في جوبا والمعارضة الموقعة على اتفاقية السلام .
وتقدمت (إيقاد) بدعوة لرئيس الجبهة المتحدة “فول ملونق” و”توماس شيرلوا”، لحضور اجتماع تشاوري لمناقشة كيفية مشاركة الجبهة في اتفاق السلام المنشط.
واستبعدت الإيقاد في بيان لها إمكانية التفاوض حول إعادة فتح اتفاق السلام، وأنها تعترف فقط بالجماعات القديمة في منتدى السلام.
وتساءل المتحدث الرسمي باسم الجبهة المتحدة، “ساندي دي جون” كيف للإيقاد أن تدعو للاجتماع وترفض التفاوض حول اتفاق السلام مشيراً إلى أن مطالبهم كمعارضة مازالت قائمة.
وقال “دي جون” إنهم يرفضون تقسيم الولايات بالصورة الحالية، ويطالبون بالحكم الفيدرالي في الجنوب.
واستبعد إمكانية انضمامهم لتنفيذ اتفاقية السلام دون فتح الملف مجدداً وإدراج مطالبهم.
وسلم مبعوث الإيقاد لدى جنوب السودان “إسماعيل أويس” قيادات المجموعات المعارضة “ملونق وشيرلوا” دعوات لحضور مناقشة إعادتهم إلى اتفاقية السلام وتضمين مواقفهم، وطالب “أويس” بالاجتماع مع “ملونق وتوماس” بشأن مناقشة كيفية مشاركة المجموعتين في اتفاق السلام.
وأعلن “أويس” عن أن (الإيقاد) قررت أن تجري اجتماعات مع هذه المجموعات بعد أن ابدأ الجنرالان “ملونق وتوماس” رغبتهم في للمشاركة في اتفاق السلام.
واستبعد أن تناقش الإيقاد إمكانية التفاوض حول إعادة فتح اتفاق السلام وأجرى المباحثات مع المجموعات الجديدة، وزاد “أويس” أن الإيقاد تعترف بالمجموعات القديمة الموقعة فقط على اتفاقية السلام بالخرطوم.
وقال إن مجموعة “ملونق وتوماس” لم يشاركوا في اتفاقية السلام التي وقعت عليه الحكومة والمعارضة بالخرطوم.
وأشار “أويس” إلى ضغوط المجتمع الدولي الذي يطالب الأطراف بتطبيق عملية السلام وضم المجموعات الرافضة للاتفاقية لتقديم الدعم المالي حال التزمت حكومة الجنوب بتنفيذ الاتفاقية على الواقع.