رأي

*المرجفون في المدينة!!*

*فتح الرّحمن النحاس*

*غرق كثيرون في لجة الظن الآثم والخيال السقيم إذ هم يروجون لما أسموه (احتراق) حزب المؤتمر الوطني وإسدال الستار على حقبته السياسية، وحجتهم في ذلك (الطرح الكسيح)، هو تنحي الرئيس البشير عن رئاسة الحزب ووقوفه على مسافة واحدة بينه وبين كل الطيف الحزبي،فلو أن هؤلاء الظانين ظن السوء يفهمون أن المؤتمر الوطني يمثل جملة من (برامج العمل الجماعي والتوافق الفكري)، لكانوا تأنوا كثيراً قبل أن يخرجوا على الناس بهذا الخواء، ولكانوا اقتنعوا بأن  الحزب ليس “بشيراً” واحداً) بل (ملايين “البشير”) وأن القيادة فيه ليست قداسة (ملوكية) بل (تكليف) وعمل..وهل هم يعتقدون أن تنازل الرئيس “البشير” عن الرئاسة يعني أنه رمى وداس على (علاقة عمل وطني) مع من حملوا معه همّ البلد والشعب طيلة (٣٠ عاماً؟!)..ألم يتفكروا في أن الصدق مع الآخرين يستدعي ألا يكون رئيس الدولة على رأس أي حزب؟!
*ربما أن ضحالة التفكير عند هؤلاء المتوهمين، هي السبب في عدم معرفتهم  بأن المؤتمر الوطني هو نفسه من يقف وراء تطورات الراهن السياسي، ويطرح المبادرات ويجري المشاورات مع بقية الأحزاب والتنظيمات والأفراد، ويدير دفتها باتجاه كل الحلول الممكنة التي تؤمن استقرار الوطن وتمنع عنه (المخاطر المتربصة)،فالمقام مقام (مصير أمة) وليس توزيع مناصب وتبادل مواقع، فالتحدي هو العبور لبر الأمان وهذا ما يشغل بال الحزب..أما ما تلوكه ألسنة المرجفين في المدينة، فهذا لا يعني عند الحزب غير (مشهد كوميدي) أو هو مجرد (فقاعات) تتطاير في الهواء ثم تتلاشى!!*
*المرجفون نسوا أن المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم لثلاثة عقود،فهل يمكن أن ينتهي بعدها إلى (هيكل عظمي) بلا روح؟! وهل غاب عنهم أن الحزب يمتلك (طاقة فكرية) مؤثرة تمثل واحدة من أهم ركائز رسوخ وصمود نظام الحكم  طيلة هذه السنوات الثلاثين؟! كم وكم من العواصف والمؤامرات ،تكسرت على  (الجدار الفولاذي) للحزب؟ أم هل يظن هؤلاء أن حلمهم الهش سيكون هو القشة التي ستقصم ظهر الحزب؟! فالحلم العقيم مع التوهم قد يعطيان أحياناً الإحساس بنشوة الانتصار الكذوب ،وهذا بالضبط ما أصاب المرجفين فإذا هم يقبضون الهواء!!
*المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً نوعياً في الأداء السياسي والفكري والمجتمعي للمؤتمر الوطني،زينته وزيه الحيوية والمبادرة والتجديد!!*
*سنكتب أكثر!!!*

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية