مع كامل تقديري واحترامي للسادة أعضاء ما يسمى بلجنة حل الأزمة الذين قابلوا الأخ الرئيس قبل يومين ومع كامل احترامي لهم كشخوص إلا أنني لا أستطيع إلا أن أقول إنهم للأسف جزء أصيل من الأزمة !! بعضهم كشخوص وبعضهم ككيانات سياسية !! لأن الأزمة التي يعانيها الشارع السوداني هي أزمة واضحة المعالم لا أدري أي حل يمكن أن تقدمه هذه اللجنة التي لم تفعل شيئاً منذ بداية هذه الاحتجاجات سوى حشدها لموكب الساحة الخضراء الذي لم يكن سوى محاولة غير مفهومة للرد على جموع المحتجين والمطالبين بمطالب حقيقية تمس مباشرة عصب الشارع السوداني. ودعوني أقول إنني تفرست في وجوه معظم الذين قابلوا الرئيس من هذه اللجنة ووجدت أنهم ظلّوا جزءاً من المشهد السياسي لسنوات مضت لم يستطيعوا خلالها أن يقدموا نموذجاً في الحكم الرشيد ولا في المعارضة الواعية. ولم يكونوا أبداً أصحاب أيديولوجية فكرية مؤثرة وفاعلة؛ بدليل أن الشباب الذي خرج معظمه لا علاقة له بهذه الكيانات السياسية وحتى الذين يستظلون بلافتات أحزاب من ضمنها حزب المؤتمر الوطني أو كيان الحركة الإسلامية هم شباب تململوا من الأفكار العقيمة والرؤى المتحجرة والمنهج الذي ما عاد مواكباً لأفكارهم وتطلعاتهم أو يجايلهم بأي حال من الأحوال لذلك فإن التغيير والإحلال والإبدال وتغيير الوجوه ما عاد فقط ضرورة للحزب الحاكم لكنه ضرورة ملحة وعاجلة ومهمة لكل الأحزاب السودانية بأن تخلع عن نفسها قميص التقليدية وتكسر التوابيت المحجرة التي كانت سبباً في أن تتحول معظم الأحزاب السودانية إلى مجرد دمى يحركها حزب المؤتمر الوطني على علاته وعاهاته، مما يؤكد ضعف هذه الأحزاب وعدم تأثيرها على الشارع السوداني. لذلك لن تكون أبداً جزءاً من الحل أو سبباً فيه، ومثل هذه المسميات أعتبرها مضيعة للزمن في مرحلة نحن أحوج ما نكون فيها لكل حراك إيجابي نحو حل سياسي شامل وحل اقتصادي سريع وعاجل.
الدايرة أقوله إن الأزمة ما عايزة لجنة الأزمة عايزة مواجهة مع أصحابها الحقيقيين وأعني هذا الشباب الثائر الذي يستطيع أن يقدم من يمثله ويعبر عنه، وأي حل غير هذا الحل مجرد تسكين للألم وتخدير موضعي، والأزمة السودانية تحتاج لعملية عاجلة حتى لو كانت من غير (بنج) لكن يجب أن تجري بشكل صحيح وعلى يد اختصاصيين ليبدأ جسد الاقتصاد في التعافي بأسرع ما يكون، لذلك لن نمل القول إن ميزان القوى في بلادنا هذه قد انقلب منذ زمن طويل وهو ما يجب أن تستوعبه القيادة السياسية التي عليها أن تعيد شك الورق من جديد وتعلم أن هناك لاعبين جدداً على مستوى عالٍ من اللباقة والحرفنة قد دخلوا الملعب؛ هم من يستحقون الجلوس لإيجاد حل للأزمة وأن البلد لن تنفك عقدتها ما لم يكن لدينا استعداد لسماع أصوات جديدة قادرة على أن تعكس هذا الواقع الجديد وتعبر به إلى منطقة آمنة، وبالتالي تتبنى
وتطرح قضايا الأجيال الحالية بكثير من الموضوعية وكثير من الشفافية، أما هذه الوجوه المكررة التي ظلت جاثمة على المشهد كما جثمت قضايانا المزمنة التي أوصلتنا إلى هذا المنعطف لا نملك إلا أن نقول لهم: كفاية سعيكم مشكور.
كلمة عزيزة
في توضيح له أكد الباشمهندس “عمر الدقير” رئيس حزب المؤتمر السوداني أن ما ظهر في يده من خلال الفيديو الذي انتشر عقب الإفراج عنه ليس تعذيباً في المعتقل لكنه طفح جلدي مصاب به وكدي في البداية أقول أنني بالمطلق ضد اعتقال أي شخص لمجرد أنه قال رأيه أو تبنّى وجهة نظره ثانيا حديث “الدقير” يؤكد أن الرجل شريف في خصومته ولا يستغل المواقف للابتزاز السياسي وأمثال هؤلاء هم الأجدر بالجلوس إليهم لحل الأزمة وتجاوز كل المعوقات والمنعطفات
كلمة أعز
اللهم احمِ بلادنا واجمع أهلها على كلمة سواء.