كُتّاب الولاء للأجنبي .. تعلموا من درس “المغرب”
غريب بل عجيب .. بل مخجل أن يكون لبعض كُتّاب الصحافة السودانية ولاء لدولة أجنبية أكثر من ولائهم لوطنهم السودان .
فالذين دعوا لتقسيم بلدنا إلى بلدين ، وتمزيق وحدته ، وإفقار شعبه في الشمال وتشريد شعبه في الجنوب ، يحدثوننا اليوم عن علاقاتنا الخارجية ، وعن أهمية دولة “قطر” المتوهمة في دعم إسلاميي السودان !!
يريد منا هؤلاء السذج في صحافتنا أن نهاجم قناة (الجزيرة) ، وألا نمس دولة “قطر” بالماء ، فالجزيرة قناة بريطانية حُرة مقرها في “لندن” ، لا يديرها الديوان الأميري ولا تمولها الدولة القطرية !!
ولأنهم لا يعرفون ألف باء السياسة وخفايا تمويل المؤسسات الإعلامية الدولية ، فإنهم بالتأكيد لا يعلمون أن (BBC) بكل تاريخها المهني العظيم ، تتبع لوزارة الخارجية البريطانية ، وتموّلها حكومة الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس ، لخدمة أجندات “الإنجليز” السياسية في كل دول العالم .
ولأنهم بسطاء ويعيشون خارج التاريخ ، فإنهم بلا شك لم يقرأوا أو يسمعوا أن حكومة المملكة المغربية – دولة الأشراف حيث يرقد هناك جدي الشريف القطب “عبد السلام بن مشيش” – قد استدعت الشهر الماضي سفيرها لدى السعودية للتشاور ، احتجاجاً على تقرير ، مجرد تقرير واحد مصور ، عن الصحراء الغربية بثته قناة (العربية) ، فاعتبرته “المغرب” تدخلاً في الشؤون الداخلية ومساساً بالسيادة الوطنية ووحدة التراب المغاربي !! فيا لعظمة الملك “محمد السادس” ابن الملك “الحسن الثاني” سليل الدوحة المحمدية الهاشمية ، ومستودع الحكمة والمهابة .
تستدعي دولة سفيرها لدى دولة كبيرة وشقيقة وصديقة ، ويربط بين الأسرتين الحاكمتين في الدولتين رباط علاقة ومصالح ومصاهرة متين ، ورغم ذلك .. لا مجاملة ولا تهاون في كل ما يمس التراب المغربي ، حتى ولو كان تقريراً مدته دقيقتان !!
هنا في سودان استباحة السيادة .. سودان شرعنة الانفصال والتقسيم بالترخيص لحزب مشروعه الأساسي تمزيق الدولة ، سودان تصعيد (الانفصاليين) المخربين ، سياسيين وكُتّاباً صحفيين ، لا تثريب على القنوات العربية والأجنبية من (الجزيرة) إلى (العربية) إن عربدت كل يوم في نشراتها وبرامجها في شؤون بلادنا الداخلية ، لا بأس إن تطاولت على الرئيس “البشير” وكالت له التُهم والسُباب ، فما علاقة (الجزيرة) الحُرة المستقلة بدولة “قطر” ، وما علاقة قناة (العربية) بالسعودية !!
دولة الحكم الرشيد والدبلوماسية الرصينة في “المغرب” الشقيق ، تعرف جيداً كما يعرف كل ذي بصر وبصيرة أنها قنوات تمثل لسان حال تلك الدول ، فإن رضيت عنا .. سكتت القناة وغضت بصرها ، وإن غضب الديوان .. ارتفعت درجة الحرارة في (ديسك التحرير) ، كان عليه “فوزي بشرى” أو “محمد كريشان” .. كل يؤدي مهمته (المهنية) كيفما يريد صاحب الدولار !!
أما حكاوي الأخ “إسحق فضل الله” عن مؤامرة وخديعة “إيرانية” وراء خبر (الجزيرة) المكذوب .. المشتول في موقع (بريطاني – قطري) اسمه (ميدل إيست آي . MEE) ، فإنها مجرد حكاوي ، فلا علاقة لإيران في رأيي ومعلوماتي بمحاولات ابتزاز السودان لاتخاذ موقف محدد من أزمة الخليج ، فالإيرانيون مشغولون وغارقون في أزمتهم مع أمريكا ، وغير مهتمين لا بمظاهرات الخرطوم ولا شائعة لقاء “قوش” و”كوهين” الذي نفته (الموساد) ، وإذا صمتت عنا “طهران” يوم أن طردنا سفيرها وأغلقنا سفارتها .. القرار الذي لم تقدم عليه ثلاث دول خليجية ، فلا منطق يجعلها تهتم لأمرنا اليوم فتسعى للتأليف والتحريف البليد !!
سبت أخضر .