الخرطوم : وليد النور
في خطوة جديدة، بدأت قيادات المؤتمر الوطني , اتصالات مع قوى سياسية معارضة قاطعت دعوة حوار الوثبة في كل مراحله ، فما الذي يضيفه المؤتمر الوطني في الدعوة لحوار آخر ، من أجل الـ (نيولوك) الذي بشر به نائب رئيس الحزب مولانا “أحمد هارون” بعد نقل صلاحيات الرئيس ” عمر البشير” الحزبية إلى نائبه هارون ، ليتفرغ الرئيس “البشير” للقضايا الوطنية ، ويقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، حسبما صرح ليلة إعلان الحكومة الجديدة وحالة الطوارئ.
وحسب خبراء فإن المؤتمر الوطني بعد خطوة الفصل بين السلطة التنفيذية في أعلى مناصبها الرئاسية وولاة الولايات من مؤسسة رئاسة الحزب ، لاينبغي له أن يتحدث عن مبادرات سياسية جديدة في الساحة لاسيما أنه أصبح في مربع واحد من مجموعة الأحزاب ، بلا تمييز بيد أن بعض قيادات الوطني التي فضلت حجب هويتها قالت إنها شرعت في اتصالات مع قادة المعارضة للانخراط في حوار جديد.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “عوض محمد أحمد ابن عوف” على مواصلة التشاور مع القوى السياسية المختلفة المشاركة في الحكومة وغير المشاركة بما فيها الحركات المسلحة للوصول إلى وفاق شامل يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وأوضح مساعد رئيس الجمهورية في تصريح صحفي عقب لقائه النائب النائب الأول لرئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري أمس الاثنين، أن اللقاء بحث الأوضاع الراهنة وأهمية تضافر جهود كل السودانيين على كافة المستويات للعبور بالمشهد السياسي إلى بر الأمان. وأضاف أن اللقاء تناول الجهود المبذولة داخلياً وخارجياً لتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة.
وقال المؤتمر الوطني إنه يعتزم قيادة مرحلة جديدة لإنهاء الاحتقان السياسي بالبلاد بإدارة حوار صريح مع قيادات المعارضة بكل أطيافها وتحالفاتها.
وترفض أغلب قوى المعارضة الدخول في أي حوار مع المؤتمر الوطني وأعلنت مؤخراً عن مطالبها الداعية لتنحي رئيس الحزب “عمر البشير” عن سدة الحكم. وأفادت المصادر أن قيادة الحزب تحت إدارة الرئيس بالوكالة “أحمد هارون” ستجري اتصالات بتحالف قوى الإجماع برئاسة “فاروق أبو عيسى”، وستلتقي قوى (نداء السودان) ممثلة في رئيس التحالف “الصادق المهدي” علاوة على الاجتماع بكل القوى المؤثرة في الساحة لتحقيق أكبر قدر من الوفاق الوطني.
وفي الوقت الذي يتحدث فيه المؤتمر الوطني عن رغبته في قيادة حوار مع قوى المعارضة طالب رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” الرئيس “عمر البشير” بالتنحي عن سدة الحكم لصالح نظام جديد كما عرض إجراءات أخرى قال إنها يمكن أن تمهد للخروج من المواجهة الحالية بين الجيش والشعب.
وحث “المهدي” “البشير” على إبداء الاستعداد للقاء ممثلي القوى الشعبية والمهنية والمدنية المطالبة بنظام جديد للاتفاق على تفاصيل العبور نحو المرحلة الجديدة.
إلى ذلك قال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم د. “علي نمر” إن الرئيس “عمر البشير” سيكون قائداً للجميع بروح قومية. وأكد أن وقوف البشير على مسافة واحدة من القوى السياسية من منصة قومية مصدر فخر للوطني.
وأضاف “نمر” أمس الأحد، أن هناك كثيراً من الأحزاب السياسية الفاعلة في البلاد، والساحة ليست مقصورة فقط على المؤتمر الوطني. وأبان “نمر” أن حل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات وتعيين حكام عسكريين جاء لإضفاء البعد القومي والابتعاد عن المحاصصات الحزبية التي أقعدت بالأداء التنفيذي للدولة، مؤكداً مساندة المؤتمر الوطني لقرارات رئيس الجمهورية الأخيرة.
وأضاف أن فرض حالة الطوارئ اقتضتها ظروف مواجهة التحديات الاقتصادية والحد من تهريب السلع الاستراتيجية (الوقود– الدقيق- الذهب) ومحاربة الفساد والمفسدين، موضحاً أن الدولة وضعت الحلول للمشاكل الاقتصادية وهي الآن بصدد عبورها وتوسعت في معالجة مشاكل وهموم معاش الناس لتشمل خدمات المياه والكهرباء والصحة والتعليم وليس فقط الخبز والطعام، مشيراً إلى أن الاحتجاجات الأخيرة بدأت مطلبية
ولكن بعض الأحزاب استغلتها وأدخلت عليها أجندتها وطرحت حلولاً صفرية.فيما أعلنت نائبة رئيس حزب الأمة القومي دكتورة “مريم الصادق المهدي” شروع قوى المعارضة في نقاشات تفصيلية حول مهام الفترة الانتقالية وتسمية من يتولون قيادتها عقب رحيل النظام .
إن اللجنة التنسيقية المكونة من مختلف القوى التي وقعت على إعلان (الحرية والتغيير) تعكف على ترجمة البيان المشترك الذي جرى إعلانه في 13 فبراير الماضي والمتضمن ضرورة تنحي النظام والبحث في آليات وطرق التنحي والوسائل المؤدية إلى هذه الخطوة بجانب كيفية تحقيق السلام والإصلاح الاقتصادي والدستوري.
وفي ذات الوقت دعا نائب رئيس الجمهورية السابق دكتور “الحاج آدم يوسف” والقيادي بالمؤتمر الوطني؛ الشباب الذين يتظاهون في الشارع أن يقدموا أفكارهم الوطنية مباشرة للرئيس والولاة، موضحاً أنهم الآن قوميون ومتاحون لكل القوى السياسية من مواقعهم التي يشغلونها بالعاصمة والولايات.
وشدد “الحاج” على أن عضوية المؤتمر الوطني، يجب أن يكونوا أدوات لتوحيد الصف على المستويات كافة، مجدداً دعوة المؤتمر الوطني لكل القوى السياسية بأن يعملوا جميعاً من أجل بناء الوطن وحفظ أمنه.
وأضاف “الحاج آدم” أن السودان يمر الآن بمرحلة دقيقة وظروف استثنائية، وأبان أنها ليست أقسى أو أصعب من التي مر بها من قبل وتجاوزها.وأبدى تفاؤله بالقرارات والخطوات التي اتخذها رئيس الجمهورية لعبور الظروف والأزمات الحالية، مشيداً بأجواء الأمن والسلام التي يعيشها السودان في مختلف أرجائه.
وتوقعت مصادر بالمؤتمر الوطني الإفراج عن قيادات الأحزاب المعتقلة خلال الأيام المقبلة، لافتة إلى أن عدداً من الرموز السياسية والناشطين جرى إطلاقهم فعلياً لتمهيد الطريق أمام الاتصالات المرتقبة. وكان رئيس حزب المؤتمر الوطني بالنيابة مولانا “أحمد هارون” قال إن الحزب سيشهد سياسات جديدة في مرحلة التحول المقبلة. واكتملت بالمركز العام للحزب إجراءات التسليم والتسلم بين “هارون” ونائب الرئيس لشؤون الحزب السابق د. “فيصل حسن إبراهيم”. وأعرب “هارون” في تصريحات صحفية عقب عملية التسليم والتسلم يوم السبت، عن تقديره للجهود الكبيرة والعطاء الثر الذي قدمه د. “فيصل” في قيادة الحزب بأعلى درجات الكفاءة عبر بها الحزب لبرّ الأمان.
من جهته، أكد فيصل أن جميع قيادات الحزب ستصطف خلف قيادته الجديدة من أجل إكمال المشروعات التي تمضي والمشروعات التي تتطلبها المرحلة الجديدة، وتمنى “فيصل” التوفيق والسداد لخلفه “هارون”.