تصريح في قمة المسؤولية، ذلك الذي أوضح فيه السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، سعادة الفريق أول “عوض بن عوف” أن حالة الطوارئ التي تم إعلانها في الأيام الماضيات بعد الظروف الاستثنائية الاقتصادية التي شهدتها بلادنا، أنها أي حالة الطوارئ، تهدف إلى تحقيق العدالة وتسهيل الإجراءات في مواجهة كل ما يخل بنظام الدولة، وأنها ليست معنية بالاحتجاجات، ودعوني أقول إن هذا الحديث المهم جاء في وقته تماماً ليقطع الطريق أمام الذين يحاولون وبشتى الطرق إفشال هذا الانتقال التاريخي وتحويله إلى مجرد وهم وبالونة، بادعاء أن حالة الطوارئ أعلنت فقط للحد من الاحتجاجات والمظاهرات، وهو حديث نفته وبشكل قاطع الاحتجاجات التي خرجت أمس، في بعض أحياء الخرطوم، ومن رتب لها قصد بمكر عجيب أن تحدث تصادمات ما بين القوات الأمنية والمواطنين ليصل إلى مبتغاه، وينقل إلى العالم ما ظلت تروج له بعض دوائر المعارضة، أن إعلان حالة الطوارئ منجور لتحجيم المظاهرات والمواكب.
لكن بالضرورة أن نقول إن حديث النائب الأول عن حالة الطوارئ من أنها لحماية الاقتصاد من المفسدين، أكدته مداهمات أسفرت عن إلقاء القبض على بعض المتاجرين والمضاربين بالعملة، وهو ما نرجو أن لا يستثني أحداً مهما كان مركز قوته لأن هؤلاء أسهموا بلا شك في تدمير الاقتصاد الوطني وأوصلوه إلى هذا المستوى المؤسف من الانهيار، خاصة وحديث الفريق أول “ابن عوف” جاء متزامناً مع حديث رئيس الوزراء “محمد طاهر أيلا” الذي أوضح فيه أنه قد تم الاتفاق على عدد من الإجراءات والقرارات ذات الصلة بالقضايا الاقتصادية، وذلك من خلال مراجعة الرسوم التي فرضت على بعض السلع، وكل ذلك في إطار سد الثغرات التي أضرت بالمسار الاقتصادي، ولعل أكثر ما لفت نظري في حديث “أيلا” أن حكومته بدأت في توفير مدخلات الزراعة والنظر في الرسوم والجمارك التي على المدخلات الأساسية مما يؤكد أن هناك تناغماً واضحاً ما بين رئيس الجمهورية ونائبه الأول ورئيس وزرائه وهو ما كانت تفتقده الحكومة السابقة التي ظلت تعاين في الفيل وتطعن في ضله حتى وصلت البلاد إلى كف عفريت لو لا لطف الله، لكن بالضرورة أن أقول إنه حتى يتحقق الإصلاح الكامل لا بد من تشكيل حكومة بحجم وعزم هذه المرحلة وإن كان لي تخوف، فهو من العودة لقسمة السلطة مع الأحزاب التي فشلت في أن تقدم للحكومات السابقة وزراء تكنوقراط يصنعون التحول، وظلت كما المؤتمر الوطني ترفد المشهد السياسي بأصحاب الولاء فقط بعيداً عن حسابات الكفاءة والخبرة، ده أس البلاء وأصل الأزمة.
في كل الأحوال حديث السيد النائب الأول، حديث صادق ونابع من القلب، لأن الرجل قادم من رحم الشعب السوداني والمؤسسة العسكرية ظلت على طول تاريخها هي الأقرب لوجداننا، لم تكن أبداً محل شك أو ضبابية مواقف، فحازت على الثقة ونالت الرضاء.
}كلمة عزيزة
يبدو أن زاوية أمس، التي تحدثت فيها عن عدم احترام حزن الأم التي فقدت صغيرها إثر حادث دهس، وجدت مساحات رضا لدى كثير من القراء، لم يسكت هاتفي عن تلقي العديد من الاتصالات التي تشجب استغلال حزن وفقد السيدة البسيطة لأغراض وأجندة سياسية.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.