جرس انذار

التنسيق الواجب بين “أيلا” و”صلاح قوش”

بقلم - عادل عبده

الامتحان العسير والاختبار القاسي الذي يقابل حكومة الكفاءات الوطنية الحالية يتمثل في قيام ديناميكية منظمة من التنسيق والتفاهم المشترك بين رئيس الوزراء “محمد طاهر أيلا”، ومدير عام جهاز الأمن والمخابرات، الفريق أول “صلاح قوش” بحُكم الدور المرتجى والآمال المعقودة على هاتين المؤسستين في ظل هذه الحكومة الوليدة، التي جاءت من رحم الإحباطات النفسية والإخفاقات السياسية والاقتصادية الماثلة للعيان.
وإذا نظرنا إلى ملامح المهام والأدوار الكبيرة لهذه المرحلة الحساسة والدقيقة في المشهد السياسي، نجد أن تكاليف “أيلا” و”قوش” توجد في سلة واحدة تربطهما واجبات وطنية عاتية مشتركة في إطار معالجة القضايا الإستراتيجية الهامة والشائكة، كل من وحي المؤسسة الكبيرة التي يقودها.. الشاهد أن رئيس الوزراء، ومدير عام جهاز الأمن، يشتركان سوياً في التشخيص والتحرك ووضع المعالجات الجذرية في قضايا الفساد العاتي والارتفاع الجنوني في الأسعار وفظائع التهريب الخارجي وأزمة الدواء والتعليم المستفحلة وإشكاليات نقص السيولة والوقود وسطوة الدولار القاسية على الرقاب، علاوة على جميع البلايا والمثالب والغيوم الداكنة التي يعاني منها المواطنون.. وبذلك يظهر في الحسابات الإستراتيجية والتكاليف المشتركة بين المؤسسين لوحة متماسكة ومتجانسة لا تقبل الفكاك والتقاطعات وتمثل سلسلة من المهام والتخصصات يكمل بعضها بعضاً كحزمة صلبة من أحجار الجرانيت.. وبذات القدر فإن صراع الرجلين إذا حدث فضلاً عن عدم التنسيق بينهما، ربما يفسد مهام حكومة الكفاءات الوطنية الحالية ويجعلها فريسة للفشل والإخفاق والخيبة في وقت يرى فيه الكثيرون أن انكسار شوكتها يمثل آخر تجارب الحلول في المعضلة السودانية، ولا بد من القول إن مؤسسة مجلس الوزراء، ومؤسسة جهاز الأمن، يمثلان حجر الزاوية والبطارية الفاعلة في تركيبة هذه الحكومة الجديدة، لذلك يرى البعض ضرورة التلاقي بينهما على شكل قيام مصفوفة شفافة تؤطر إلى تقنين مطلوبات الدور الثنائي الذي يقومان به في هذه المرحلة الحرجة، بعد أن زال سُلطان مراكز القوى الإقصائية في المؤتمر الوطني، سيما وأن كلا المؤسستين تتبعان إلى رئيس الجمهورية!
“أيلا” و”قوش” يتمتعان بدعامة واضحة من القصر وإمكانية إصلاح الكثير من الأوضاع السالبة في الساحة في أيديهما، والطريق أمامهما في أغلب الظن قد يكون محفوفاً بالمطبات والتحدي، فالمهمة ثقيلة والمنعرجات كثيرة والتربص بعيون الصقور الجوارح موجوداً، فالأشياء كما يقولون دائماً لا تنتهي بمثل ما تبدأ!..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية