.. لا أعتقد بأن الإسلاميين قد دخلوا في حيرة وارتباك بمثل ما هم عليه الآن وعقب الإجراءات الأخيرة التي أحدث الرئيس “عمر البشير” بمقتضاها تغييرات جوهرية كبيرة في شكل الحكم وتحالفاته .. وربما تمحور ذلك وعلى نحو خاص في تلك الكلمات المعدودة التي أعلن عبرها رغبته في أن يكون على مسافة واحدة من الجميع في إشارة إلى القوى السياسية بكياناتها وأحزابها المختلفة .. هذا الأمر تحديداً مثل المسمار الذي دق على أم رأس هؤلاء الحائرين فبدت منهم وجهات نظر متباينة بين من أعلن رفضه القاطع للإجراءات برمتها ومنهم من رفض حديث الرئيس وتلميحه بترك المؤتمر الوطني باعتباره قد رشح وجيء به من حزبهم، أما الفريق الثالث فهو الذي اندفع أخيراً مصرحاً بجاهزية الحزب لترشيح رئيس جديد بديلاً للرئيس “البشير” .. !! .. هذا على مستوى المؤتمر الوطني أما على مستوى الحركة الإسلامية فبدأ الحال مرتبكاً بصمت وبعض من التململ وإن حافظ في حركته ودرجة تفاعله مع ما يجري على جموده التقليدي .. وفي نسختهم الثالثة تعالت أصوات بعض الإسلاميين في المؤتمر الشعبي مطالبة بالتوقف لتدارس الأمر والوقوف عليه، إلا أن الدكتور “علي الحاج” أمين عام الحزب اتخذ موقفاً إيجابياً فورياً من إجراءات الرئيس “البشير”، وطالب عضويته بقبولها و تأسيس موقفهم كحزب على الإصلاح من الداخل، معتبراً ما قام به “البشير” دعوة واضحة للإصلاح يجب المضي معها إلى نهايتها والمضي مع “البشير” تحديداً إلى آخر حيز يمكن منه قياس مصداقية طرحه وإيمانه به .. هذا هو مشهد الإسلاميين على واجهاتهم الثلاث المعلومة، أما إسلاميو القاعدة العريضة الذين اعتزلوا ومنذ وقت مبكّر العمل التنظيمي الحركي، وباتوا يمثلون الأغلبية الصامتة المراقبة، فتبدو ابتسامتهم الآن ماكرة بين تشفٍ وسخرية، و أمر آخر لا يدري أحد كنهه وطبيعته ومآلاته إلا رب العالمين الذي جمع يوماً كل هؤلاء على كتابه وسنته وشرعه ومنهاجه فتفرقت بهم الآن السبل مجموعات وتحالفات ينظر كل منها للآخرين شذراً وحذراً بل مكراً وتربصاً ..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
اللهم أحفظ السودان .. !!
2021-06-12
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12