كادقلي ـ سيف جامع
قرار الرئيس البشير، بتمديد وقف إطلاق النار، في جنوب كردفان إلى حين تحقيق السلام سيدفع بجهود السلام، خاصة وانه وجد ترحيبا واسعا من الفعاليات والأحزاب والقوى السياسية بالولاية، في وقت أعلن فيه والي ولاية جنوب كردفان، الفريق أمن “أحمد إبراهيم علي مفضل” عن إرسال وفد شعبي إلى كاودا معقل الحركة الشعبية التي لا زالت تقع مساحات واسعة من الولاية تحت سيطرتها، ويأتي حديث الوالي من واقع تعايش سلمي بين مكونات الولاية بما فيها مناطق الحركة الشعبية، حيث أقيمت قرى أطلق عليها مناطق التمازج السلمي.
وكشفت قيادات أهلية بجنوب كردفان أن منسوبي الجيش الشعبي يدخلون إلى المدن دون أن يعترضهم أحد لقضاء حوائجهم في الأسواق والتواصل الاجتماعي مع معارفهم، كما أن عدداً من المواطنين يتوغلون داخل مناطق سيطرة الحركة الشعبية للاستفادة من المراعي وأخشاب الغابات، وأشارت القيادات الأهلية إلى أن تحقيق السلام بات قريبا، لوجود الروح الإيجابية التي طغت على تعامل منسوبي الحركة الشعبية حيث علت منهم أصوات تنادي بالجنوح للسلم، وإن كثيرا من المتواجدين في مناطق سيطرة الحركة يتمنون العودة إلى أهلهم ووصفوا خطوة تمديد إطلاق النار من جانب الحكومة بالإيجابية .
واتساقا مع حُسن النوايا بين الجانبين التزم والي ولاية جنوب كردفان، الفريق أمن “أحمد إبراهيم علي مفضل” بعدم إطلاق النار من جانب القوات الحكومية تنفيذا لقرار الرئيس، وكشف (مفضل) عن عزم حكومة الولاية على إرسال وفد شعبي لمنطقة “كاودا” للحوار مع قيادات الحركة الشعبية وإقناعهم بالدخول في حوار مع الحكومة لإحلال السلام بالمنطقة، التي تضررت كثيرا من جراء الحرب وآن الأوان أن تنعم بالسلام، مشيرا إلى توقف التنمية بالولاية بسبب الأعمال القتالية.
وتطرق مفضل لتحريض الحركة الشعبية للمواطنين بعدم السماح للشركات التي تتعاقد معها الحكومة للتنقيب عن الذهب بالولاية، في وقت تعمل الحركة الشعبية في التنقيب في المناطق التي تسيطر عليها، وأشار إلى أن الحركة الشعبية تملك مصفاة ذهب بدولة يوغندا، وأكد أن مكونات الولاية الشعبية قررت إرسال وفد شعبي “لكاودا” في إطار سعيها للوصول لسلام دائم بالولاية.
وقال الوالي إن تحقيق السلام بجنوب كردفان بات سهلا بل ممكنا مشيرا إلى الاستقرار الذي شهدته الولاية وخلوها من التظاهرات .
وقال “مفضل” إن مواطني ولايته لم يخرجوا في مظاهرات عدا منطقة “ترتر” التي ألقى القبض فيها على محتجين ودونت بلاغات في مواجهتهم لتورطهم في حرق مقار الحكومة بالمنطقة، وأشار إلى أن بعض الأحزاب ظلت تحرض مواطني المنطقة على الخروج لكنها فشلت في ذلك. وأكد أن حكومته تتجه لترغيب المواطنين في التركيز على المأكولات البلدية وعدم الاعتماد على الخبز كوجبة أساسية لكنه أكد بأن حكومته تعمل بصورة دائمة على توفير دقيق الخبز لسد حاجة الولاية .
وقال المواطن “آدم عيسى سليمان” أحد العائدين من صفوف الحركة الشعبية ومؤيد لمسيرة السلام بالولاية، قال إن تحقيق السلام بات قريبا مشيرا إلى الروح الإيجابية التي يتعامل بها من هم على رأس الولاية، وقال إن بين صفوف الحركة أصوات كثيرة تنادي بالجنوح للسلم ويأملون في تحقق السلام على الأرض، وأضاف الجميع الآن أدرك أنه لا فائدة من الاحتراب وأن الحرب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الأضرار على الولاية، وطالب الحكومة والحركة بتقديم التنازلات من أجل إنسان الولاية الذي قال إن الحروب قد انهكته .
“سعيد إسماعيل الجاك” أحد الذين كانوا محتجزين في مناطق الحركة أعرب عن أمله في تحقيق السلام والأمن بالولاية، وقال إن الكثيرين في المناطق التي تتواجد بها الحركة يتمنون العودة التي نتمنى أن تتحقق لهم بعد تحقيق السلام ووصف خطوة تمديد إطلاق النار من جانب الحكومة بالإيجابية، وقال في الحركة الشعبية أيضا تميل للسلام من خلال حديثهم وتحركهم .
ويبدو أن الحكومة أصبحت أكثر جدية في تحقيق السلام، حيث قال رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” في لقائه مع الفعاليات السياسية في الولاية أن الحرب كلها ظلم وتولد المزيد من الحقد، مشيرا إلى أن الأطراف التي تقاتل الحكومة سودانيون، ودعا مواطني الولاية للتواصل مع الطرف الآخر باعتبارهم جزءا منهم لإقناعهم بالسلام، وقال: (نحن لو ختينا الرحمن في قلبنا ما محتاجين وسيط ولا محتاجين خواجة يملي علينا نعمل شنو)، وأضاف: نحن احرص على مصالحنا من أي خواجه لأنو الخواجات بيجوا بي أجندتهم، وأبدى تفاؤله بتحقيق السلام خلال العام الحالي، مشيرا إلى وجود جهود تمضي من قبل حكومة الجنوب لإقناع الحركة الشعبية بالسلام.
استثمارات الحركة الشعبية.!!
ويخشى بعض من مكونات جنوب كردفان رفض الحركة الشعبية للجنوح للسلام خاصة وأن هنالك حديثا عن بسط سيطرتها التامة على المناطق التي يتواجدون بها وتطور الأمر إلى إقامة مشروعات اقتصادية واستثمارية منها التنقيب عن الذهب حيث كشف والي ولاية جنوب كردفان، أن الحركة الشعبية أصبحت تنقب عن الذهب وانشأت مصفاة خاصة بها بدولة يوغندا، وبالمقابل يوجد هنالك تهريب واسع للسلع إلى مناطق الحركة الشعبية وبالرغم من الإجراءات المشددة الآن، تهريب السلع الاستهلاكية يتم بطرق أخرى عبر الممرات الوعرة بين الجبال.
مطالبات برفع الطوارئ
بات استمرار حالة الطوارئ يمثل عبئا ثقيلا ومقيدا لتحركات المواطنين وبالرغم من استتباب الأمن وعدم حدوث خروقات أمنية منذ وقت بعيد إلا أن أمر الطوارئ لازال ساريا في الولاية، حيث يمنع الخروج من الولاية قبل الساعة التاسعة صباحا وكذلك يمنع دخول مدينة كادقلي بعد الساعة الخامسة مساء، وأدى ذلك إلى زيادة معاناة المواطنين وحدت من تحركاتهم بحرية وإذا يروا أن فرض الطوارئ دون الحاجة إليه وأن الأوضاع مطمئنة وأن الطوارئ تتسبب في إثارة الرعب وسط المستمرين.