.. أغرب قصة مرت علي أخيراً كان بطلها بالأمس أحد الأصدقاء المقربين والذي اتصل بي منتصف نهار الأمس وهو في حالة انزعاج وغضب شديدين حتى أنني وجدت صعوبة بالغة في فهمه من شدة تدافع الكلمات وازدحام العبارات على شفتيه وتداخلها على بعضها البعض على نحو مزعج للغاية .. ما حدث هو أن هذا الصديق كان قد اتصل بي في صبيحة نفس اليوم، وذكر لي أنه يشكو من آلام مبرحة في بطنه ، وحيث أنه شاركني كوباً من العصير ليلاً في أحد المحال فقد سألني إن كنت قد عانيت بمثل ما يعانيه الآن، فنفيت له أن يكون شيء من هذا قد حدث ووجهته لأحد المعامل التي سبق لي وأن تعاملت معها، وكانت تجربتي معه جيدة .. وبالفعل استجاب هذا الصديق وحمل نفسه حملاً إلى ذاك المعمل، فطلب منه وعلى الفور إحضار عينة من الفسحة، وبالفعل قام بما طلب منه وسلم ( فسحته ) في النافذة المطلوبة في المعمل، وقد طلب منه العودة بعد ساعتين لاستلام النتيجة .. إذاً ماذا حدث ..؟؟ .. يقول صديقي بأنه عاد منهكاً للمعمل بعد انقضاء الساعتين لاستلام نتيجته إلا أنه فوجئ بضياعها …!!!! .. ضاااااعت فسحة صديقي .. !! .. وبعد إجراء عمليات بحث شاملة ومرور أكثر من نصف ساعة تأكد الموقف تماماً وانجلى بضياع وفقدان فسحة صديقي الذي وبين دهشته وغضبه الشديد فكر في الاتصال بي ظناً منه بأنني قد تسببت في مقلب له بالاتفاق مع العاملين في المعمل، وقد ظن أنني أعرفهم وأعرف مديرهم بسبب أنني من أخبرته به ووجهته بالذهاب إليه، وبعد حوار بيني وبينه أكدت له جاداً بأني لا أعرف أحداً في هذا المعمل مطلقاً ، وتوجيهي له بالذهاب إليه جاء فقط لانطباعي السابق عنه .. اقتنع صديقي بما قلت، ولكنه ذهب على فوره إلى المسؤولين في المعمل وصب جام غضبه عليهم حتى لفت الموقف رواد المكان فبدأوا يتهامسون وبعضهم يبتسمون وآخرون يضحكون خفية وهو أمر زاد من غضب صديقي، وقال لي بأن أكثر موقف جعله يشعر بالغضب عندما هم بالخروج من المعمل فمر على سيدتين من كبار السن فسمع إحداهما تقول لرفيقتها 🙁 يا هو ده الما لقى ……. ) ..؟؟ .. قال لي صديقي إن هذه المرأة العجوز نطقت بسمي لفسحتي المفقودة جعل بدني يقشعر من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي .. !!.. بالله يا أخوانا ده كلام ..؟؟