رأي

قضية طلاب جامعات ليبيا يا سادة

أمل أبو القاسم

عندما تستمع أو تقرأ نقاشات بعض السودانيين المقيمين في ليبيا وقد تشكلوا في كيانات مختلفة تراوحت ما بين جاليات ومبادرات وروابط وخلافه أجسام تعمل على حلحلة مشاكل السودانيين المختلفة هناك، عندما تستمع إليها يتبادر إلى ذهنك أنه ثمة دويلة سودان ليبية أقيمت هناك، كيف لا وعدد السودانيين المقيمين بها تجاوز الـ(215) ألف شخص بحسب رئيس مبادرة الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا، في حواره مع (المجهر) قبيل أيام، وهذه واحدة من أخريات كما أسلفت من تلكم التي تناقش قضايا السودان الكثيرة والمتشابكة بعد أن أصبحت ليبيا الوجهة الأمثل لكل من ضاق به الحال، يعبرون إليها بطرق مختلفة الغالب عليها غير الشرعية للحدود المفتوحة بين الدولتين، كما أن عدداً مقدراً يتخذها معبراً لدول أوربا، ما فتح الباب واسعاً للاتجار بالبشر وغير ذلك الكثير الكثير.
(2)
قلت إن أولئك يعانون مشاكل شتى، بيد أن الأخيرة من تلك المشاكل هي مربط فرسي، كونها عصية على الحل أو هكذا بدت، نسبة لإكمال ملفها أو إشرافه على العام دون حل، وأعني قضية الطلاب السودانيين بالجامعات الليبية، حيث فرضت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن يدفع الطلاب الأجانب الرسوم بالدولار أسوة بالطلاب الليبيين الذين فرضت عليهم الرسوم في دول عربية بينها السودان ومصر والمغرب والأردن بالعملة الصعبة، وهو القرار الذي رفضه السودانيون جملة وتفصيلاً لاعتبارات شتى، واحتكموا في أمرهم لوزارة التعليم العالي وشؤون المغتربين بالسودان.
(3)
ومسبقاً كان الطالب الجامعي الأجنبي يدفع بالدينار الليبي لكل الكليات، وكانت إلى حد ما في مقدور الأغلبية، حيث إن طالب الطب البشري يدرس السنة بمبلغ وقدره (1500) دينار سنوياً، وطالب الصيدلة وطب الأسنان (1200) دينار وكذا طالب الهندسة، أما الاقتصاد والعلوم الإنسانية (600-800) دينار سنوياً. أما القرار الجديد كان بتاريخ 28/7/2018 وقضى بأن يدفع طالب الطب والصيدلة وطب الأسنان مبلغاً وقدره (8000) دولار سنوياً، على أن يدفع طالب العلوم الإنسانية (6000) دولار، وبرر وزير التعليم العالي الليبي قراره المعاملة بالمثل، ومن المؤكد أن ليس بمقدور بعض إن لم يكن كل السودانيين العاملين بليبيا دفعه، إذ أن معدل الأجور لمعظمهم لا يتجاوز الألف أو ألف وخمسمائة دينار شهرياً، مع الارتفاع الملحوظ في المعيشة وغلاء الأسعار وإيجارات المنازل كما أوضح أحد أساتذة الجامعات هناك.
(4)
وكان عدد من أساتذة الجامعات المنتشرين في مناطق ليبيا، ومن خلال مجموعات واتساب وخلافه، ناقشوا القضية على الأسافير وعلى طاولة الجهات التي ذكرتها بانتداب أفراد منهم، لكنهم لم يقبضوا سوى الهواء، وقال أحد المصادر إنهم وخلال زيارتهم للسودان أغسطس من العام الفائت، قاموا بزيارة لجهاز المغتربين وقابلوا بعض المعنيين وشرحوا الوضع مع ما سيترتب عليه لدى الأسر السودانية التي وبلا شك ليست لديها الإمكانات المطلوبة، لكن وكالعادة عند زيارة كل وفد نصيبهم جرعات من الوعود المسكنة، وفي تلكم الزيارة وعدهم مسؤول الجاليات الأستاذ “محمد الأمين مصطفى” بحل الموضوع في عشرة أيام، أعقبتها عشرات الأيام والموضوع لم يراوح مكانه، وأظن أن هنالك نية مبيتة لمحاولة مقابلة السيد رئيس الجمهورية عسى ولعل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية