حوارات

*وزير الموارد المائية والري والكهرباء المهندس مستشار “خضر قسم السيد” في أول حوار صحفي مع (المجهر) (2ــ 2))

*رجوع الري لوزارة الموارد المائية هو الوضع الطبيعي وهناك تناغم بيننا ووزارة الزراعة

*سد مروي، من المعالجات المهمة لتفادي الإطفاء وصمم لمواءمة الشبكة.. يزيد ويقلل إنتاج الكهرباء حسب الطلب
*توقف إنشاء (6) سدود بسبب رفض المواطنين قالوا (ما تقلعوا أراضينا) وهنالك طريقة لإنشائها من غير تهجيرهم.
السودان من أفضل الدول لإنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة يقع بين خطين فالشمس (ماشه فينا، جاية وراجعة).
حوار ـ رقية أبو شوك

*في الجزء الأول من الحوار ختمنا الحديث بسد مروي، ونستهل الجزء الثاني بالسؤال عن الفوائد المرتجأ من تعلية خزان الروصيرص؟
السؤال دا فيهو (جانبين)، في حاجة أسموها الميغاواط، الروصيرص يينتج (280) ميغاواط، كل وحدة من وحداته البالغة (7) وحدات تنتج (40) ميغاواط، لكن هنالك شق آخر اسموها الكيلو واط، الطاقة التي نشتريها (بالكيلو واط )، الـ(280) ميغاواط لا تزيد، لو عليت السد أو لم تعله، لكن تزيد الطاقة التي نشتريها بالكيلو واط، الروصيرص قبل التعلية كان ينتج (1200) قيقاواط ساعة في السنة، فهذه حاجتين مختلفتين الميغاواط والقيقاواط ساعة، فلما تمت تعلية  الروصيرص زاد إنتاج الكهرباء في مروي ب(1500) قيقاواط، الآن في بعض السنوات وصل سد مروي (7080) قيقاواط ساعة في السنة.
فمروي عندما صمم مفروض ينتج (5600) قيقاواط ساعة في السنة، ولما عملنا التعلية (الناس) قالوا (ما شغال) و(قالوا وقالوا)، لكن الحقيقة بعد التعلية من عام 2012م زادت كمية الطاقة بـ(1500) قيقاواط ساعة، ومروي بالمناسبة شكل طفرة كبيرة جداً.
*سد الروصيرص كان الهدف منه توفير مياه الري للزراعة؟
سؤال صحيح، فالروصيرص عندما أنشئ، أنشئ في الأصل للزراعة، ومن ثم أضافوا له وحدات للتوليد، فالتعلية كان الهدف منها المشروع الزراعي، ولكن لأسباب كثيرة لم يسر المشروع الزراعي بنفس الوتيرة، فالمياه الموجودة الآن نستفيد منها في توليد الطاقة لحين قيام المشروع الزراعي.
* وبالنسبة لسنار؟
سنار طاقته المنتجة ضعيفة، تبلغ (15) ميغاواط، أنشئ في الأصل لمشروع الجزيرة.
*هل من خطة لزيادة إنتاج سنار؟
ممكن جداً (نزيدها) في ظل وجود خزان الروصيرص، فهنالك دراسة حقيقة لزيادة التوليد المائي من خزان سنار، وهنالك أيضا زيادة من التوليد المائي في الروصيرص، لكن الروصيرص بحاجة لإجراء تعديلات في الوحدات نفسها حتى نستطيع زيادة الإنتاج إلى أكثر من (400) ميغاواط بدلا عن (280) ميغاواط، وفي سنار كي نزيد إنتاج الطاقة محتاجين لعمل وحدة منفصلة بخلاف القائمة الآن.
*ما هي مساعيكم لتوفير الكهرباء للولايات الغربية التي هي خارج الشبكة القومية؟
بدأنا بكردفان، الأبيض والفولة وأبوزبد وأم روابة والرهد، الآن تم إيصال الكهرباء لها، بالإضافة إلى مشروعاتنا بدارفور الكبرى، نود أيضا إيصال الكهرباء لعديلة في شرق دارفور، ومشروعات خطوط نقل لعديلة والضعين ونيالا وكاس وزالنجي والفاشر، وجميعها سيكون لها خطوط نقل، الآن تحت التنفيذ حيث بدأت دراسات، كما بدأت الأعمال المدنية في بعض المشروعات، وكل هذه المشروعات سترى النور قريباً، وكما أن الكهرباء القومية ستصل إلى الجنينة وهذا هو برنامجنا الذي نعمل به، بالإضافة إلى المحطات الحرارية، الآن لدينا محطات حرارية في كل المدن، بالإضافة إلى محطات الطاقة الشمسية في الضعين والفاشر بمعدل (5) ميغاواط لكل واحدة.
*تحدثت عن الإطفاء الكامل ..هل هنالك أسباب بعينها تتسبب في الإطفاء؟
الإطفاء الكامل يحدث لسببين، أما يكون في إنتاج للكهرباء، مثلاً (3) آلاف ميغاواط، (فمروي والروصيرص وأم دباكر تعمل وترفد الشبكة (يقوم) الخط الطلع (الماشي) من سنار حتى الحصاحيصا، إذا فصل هذا الخط معناها في منطقة كاملة (طلعت)، ومثلاً عندنا (500) ميغاواط أصبحت زائدة، ويحدث إطفاء كامل بسبب خروج الأحمال، فمروي واحدة من المعالجات، فعندما يحدث هبوط شديد في الأحمال وارتفاع كبير في الطلب فمروي مصمم بحيث أنه يتواءم مع الشبكة، بمعنى يزيد إنتاج الكهرباء وينقصها على حسب الطلب، والآن هنالك عمل كبير نحن بصدده لتفادي الانقطاع التام.
*بالنسبة للطاقات المتجددة هنالك اتجاه للاستفادة من طاقة الرياح والشمس؟
العالم كله أصبح يتجه لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ويسير في اتجاه الطاقة البديلة وهنالك منظمات دولية (التحالف الدولي للطاقة الشمسية) وفي أبوظبي هنالك منظمة (الطاقات المتجددة) وتشمل الرياح والطاقة الشمسية، فالسودان ضمن هذه المنظومة العالمية، وذلك حتى يستفيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وبالمناسبة نحن من أفضل الدول، لدينا طاقة رياح وطاقة شمسية، ولأننا نقع بين الخطين، فالشمس (ماشة فينا)، (جاية وراجعة)، ونعتقد أن السودان عنده ميزات نسبية كبيرة جدا وعملنا أطلس للطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتى نتعرف على المناطق التي بها الطاقات المتجددة، لنتحرك للعمل بها، وكما ذكرت لدينا (5) ميغاواط بالضعين و(5) أخرى بالفاشر، وهذه تعتبر بداية وسنكررها في مناطق كثيرة بعيدة عن الشبكة، بالإضافة إلى المشروع  التجريبي بواحد ميغاواط في دنقلا.
*الطاقات المتجددة هل هي مكلفة من ناحية التشغيل والتنفيذ؟
حقيقة التكلفة الأولية كبيرة، لكن التشغيل يعتبر الأرخص، وأقل تكلفة من الطاقات الأخرى، ففي البداية تكون هنالك حاجة لرأسمال يتم استثماره في الطاقات المتجددة، وقد ذكرت أننا استخدمنا الطاقة المتجددة في مشروعات الآبار الجوفية وهذه لا تحتاج لصرف، فقط تحتاج لوحات الوابور للتنظيف من الغبار حتى لا تقلل من قوة الطاقة.
*الفترة الماضية شهدت إنشاء سدود صغيرة في النيل الأبيض وشرق النيل، حدثنا عن جدواها؟
الغرض من إنشاء هذه السدود هو شرب الإنسان والحيوان، وهي ضمن مشروعات حصاد المياه، ويتم إنشاؤها حسب الموقع بعد عمل دراسات محددة.
* خطتكم للتوسع السكاني والصناعي ومقابلة الطلب المتزايد على الكهرباء؟
طبعاً دي واحدة من أهداف الدولة، نسير الآن في اتجاه زيادة الطاقة من أجل الإنتاج، في الصناعة والزراعة، في الزراعة أدخلنا عملا كبيرا جدا لكهربة المشاريع الزراعية، في نهر النيل، والجزيرة وبها فوائد كبيرة، وتؤدي إلى تقليل تكلفة الإنتاج، وتوفر الوقود، وأيضا نفس هذا العمل يطبق في الصناعة.
*بالنسبة لتعريفة شراء الكهرباء.. هل تتم بالتنسيق مع وزارة المالية باعتبار أن وزارتكم هي التي يقع عليها عبء التنفيذ الكهربائي.. وذلك إذا نظرنا إلى تكلفة التشغيل؟
حقيقة التوليد مكلف جدا، خاصة التوليد الحراري طبعا نعتبر الجناح الفني في موضوع التعريفة، أما التكاليف المالية هي من اختصاص وزارة المالية، باعتبارها مسؤولة عن الجانب المالي، نساعدهم فقط في التقديرات.
*الطاقة النووية؟
الطاقات النووية واحدة من الطاقات التي نرغب في إدخالها، بحيث يكون لدينا خليط من الطاقات، الحرارية والمائية، طبعا التوليد النووي تكلفته الأولية عالية، السودان أبدى رغبته بأن يكون لديه طاقة نووية، ونقلنا هذه الرغبة للوكالة الدولية للطاقة النووية والتي مقرها في فيينا، بعد ذلك تأتي للدولة بهدف تدريب الكادر الهندسي وكل القطاعات العاملة في المجال حتى يصلوا للمستوى الذي يمكنهم من التعامل، نعم جاءوا وتبادلنا الكثير من الزيارات والتقارير، وأعطونا التقرير الذي عبره سننطلق إلى الأمام.
* هل هنالك تنسيق وتكامل للأدوار بين شركات الكهرباء؟
بالتأكيد، فهنالك شركة تنتج الكهرباء وهي شركتي التوليد الحراري والتوليد المائي، ثم شركة نقل الكهرباء وشركة التوزيع وهي الشركة المعنية ببيع الكهرباء للجمهور، ثم الشركة القابضة التي تضمهم وترأسهم، ومن هنا يأتي التنسيق.
*بعد الحديث عن الكهرباء آن لنا أن نتحدث عن الزراعة والري وشكاوى المزارعين وتهالك الطلمبات؟
رجوع الري لوزارة الموارد المائية، وهو الوضع الطبيعي، والري جزء من عمل المهندس بأن يشرف على القنوات وهو ليس عملا زراعيا، لكن على أي حال الآن في تناغم كبير جدا بين وزارة الزراعة والموارد المائية والري والكهرباء، كما لا توجد حاليا أي شكاوى من العطش، فالوزارة بذلت الآن مجهودا كبيرا وصرفت أموالا طائلة في تأهيل قنوات الري وإزالة الحشائش والأطماء.
لكن في مشروع الرهد هنالك بعض الشكاوى؟
مشروع الرهد هو الأكثر استقرارا، دائما المشاكل في مشروع الجزيرة وفي بعض الأقسام في إشكالات، كالأطماء والحشائش والآن في عمل كبير لإزالة الأطماء والحشائش والأمور مستقرة، ومنذ شهر لم يتصل أي مزارع ولم نستقبل أي شكاوى بوجود عطش، وقد التقيت بأحد المعنيين وقلت له: (اها كيف الوضع؟) قال لي (الوضع كويس والحمد لله ما عندنا أي مشكلة في الموية) لكنه قال (اليومين دي الدنيا شوية سخنت) قلت ليهو (الطقس ما تابع لينا).
*ماذا عن التوسع الزراعي باعتباره مرتبط بتوفير المياه؟
نعم، نمتلك إمكانية زيادة المساحات، خاصة وأن إمكانيات توفير المياه متاحة، ونريد أن يكون التوسع في الزراعة في الأودية ودارفور، وهذا يحتاج لدراسات وإقامة سدود في الأودية البعيدة، وإن شاء الله (حنمشي) في حصاد المياه من أجل الزراعة.
*قبل الختام؟
في (حاجة) مهمة لم تذكريها من خلال الأسئلة، بالمناسبة هنالك (6) سدود قيد التنفيذ من المفترض إنشاؤها
أليست هي مرتبطة بالصناديق والتمويل؟
المشكلة ليس في التمويل، فعندما توفقنا عن إنشاء هذه السدود، توقفنا بسبب المواطنين الذين قالوا (ما تقلعوا أراضينا)، بالمناسبة نحن عندنا ستة سدود (الشريك وكجبار ومقراد والسبلوقة ودال) تنتج حوالى (10) آلاف قيقا واط ساعة في السنة، لما (تجميعها كلها كده) تنتج مرة ونصف قدر سد مروي، فالطريقة التي سنبني بها هذه السدود تختلف عن سد مروي والروصيرص وعالي عطبرة وستيت، الآن نريد إنشاؤها من غير بحيرة، (يعني الموية الماشه دي تنتج الكهرباء)، بمعنى لن نرحل (أي زول هو ساكن في بيته)، كما أن منسوب البحيرة سيكون نفس منسوب الفيضان، (هسه لمن يجي فيضان ناس توتي ما قاعدين يرحلوا)، فالست سدود حننشئها بالطريقة الجديدة دي  وبذلك نقلل التكلفة، لأن تكلفة نقل المواطنين عالية.
*كيف يتم إقناع المواطنين؟
لن نريد أن نرحلهم وسنقول لهم (اقعدوا في مكانكم)، فهذا النوع من السدود يقلل من تكلفة الكهرباء العالية، لأن التوليد المائي تكلفته عالية، والشيء الآخر فهذه السدود ليس للكهرباء فقط، لو أنشأنا مثلاً سد السبلوقة، ممكن يكون سياحة وسمك وزراعة، فهي مشروعات كونها تنتج (10) قيقاواط ساعة في السنة، (حاجة ما ساهلة)، لأنها ستعمل على استقرار التيار الكهربائي، الآن نحن تأخرنا، آخر سد تم إنشاؤه في 2012م، ويفترض أن يكون كجبار والشريك انتهى من التشييد، (لكن على أي حال ما فاتت حاجة)، فالدراسات مكتملة وبنظام عالمي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية