“البشير” : طاقات المجتمع تساوي أضعاف إمكانيات الحكومة
الأبيض – آدم عبد الرحيم التجاني
شن الرئيس “عمر البشير” هجوماً على برنامج التمويل الأصغر، واصفاً إياه بالربوي واللا إسلامي، وقال إن أمواله ضخمة ،بيد أنه بكل أسف (وبكل أسف دي تحتها خطين) حسب قوله – كان في الماضي يعتقد أن المصارف في البلاد غير ربوية، كما لا يمكن أن تسميها (إسلامية) لأنها تعمل على تعصيب الثروة لأصحاب الثروة وتمول أصحاب الإمكانيات، وفي الوقت نفسه أصدر قرارات أهمها إلغاء القيمة المضافة على أي تمويل وألا تزيد نسبة الفائدة عن الـ(5%)، وفوض بنك السودان بسحب نسبة الـ(12%) من أي بنك لا ينفذ برنامج التمويل الأصغر ومنحها للبنك المستحق.
وذكر الرئيس “البشير” أن شعار النفير كان حلماً وأصبح واقعاً معاشاً، ومن الأحلام التي تحققت حل قضية مياه الأرض وطريق الصادرات، وقال إن الطريق نفذ في ظل ظروف اقتصادية سيئة ومن قبل وحسب الاتفاق بين الشركات الصينية والحكومة كانت هناك اتفاقية تسمى النفط مقابل المشروعات فكانت الاتفاقية عندما كان السودان موحداً أن يتم وضع (50) ألف برميل بترول يومياً في صندوق مالي مقابل تلك المشروعات.
وقال ، بعد انفصال الجنوب أصبح السودان يستورد النفط، بدلاً من تصديره وإن نصيب الحكومة كان لا يكفي حتى تشغيل مصفاتي الخرطوم والأبيض من النفط الخام وبدلاً من أننا كنا ندفع أصبحنا نشتري وهذا أثر كثيراً على مشروعات التنمية بالبلاد.
وأضاف ، وبعد استلام وثيقة النفير كنا حريصين على الإجابة لأن تجربة شمال كردفان في النفير كانت متفردة فمثل هذه المبادرات يمكن أن تبني معها البلد. وأن الناس إذا اعتمدت على الدولة في إنفاذ مشاريعها فالدولة إمكانياتها محدودة.
وأضاف، إن طاقات المجتمع تساوي أضعاف إمكانيات الحكومة.. وتطرق الرئيس إلى تدهور الاقتصاد في بدايات الإنقاذ ، وقال الميزانية كانت ضعيفة فعند استلامنا الحكم كانت(800)مليون دولار ،مشيراً إلى أن (80%) من الإيرادات وقت ذاك معتمدة على الدعم الخارجي ،مشيراً إلى أن أغلى شيء وأثمن شيء هو طاقات الشعب السوداني إذا اعتمدنا عليها يمكن أن تنقذ البلاد وتطورها. وقال إن هناك تجربتين إحداهما عامة لأهل السودان والأخرى خاصة بولاية شمال كردفان.. فالعامة كانت استنفار طاقات الشباب في حرب الجنوب والوقوف مع الإنقاذ كالدبابين والدفاع الشعبي الذين صدوا العدو. واستطعنا أن نكسر شوكة التمرد ونهزمه ، والتجربة الأخرى هي تجربة نفير شمال كردفان وتفجير طاقات أهل الولاية الذين ما بخلوا بأموالهم حتى أضعف الشرائح، وقال إن هذه التجربة قديرة ومتميزة يجب على جميع ولايات السودان أن تستفيد منها فكل ولاية تفجر طاقاتها ونحن الآن التزامنا قائم حول هذه المرحلة.
وأكد الرئيس على استكمال ما تبقى من خدمات في ظل التنمية المستدامة في مجالات الصحة والتعليم وتوفير مياه شرب نقية وصالحة لكل مواطني الولاية.. وأبان أن التقارير التي قدمت كلها كانت أرقاماً حقيقية.
وأوضح أن علل النظام المصرفي أنه يعمل بنظام مصرفي غربي وضعي علماني في تفكيرهم وأدائهم.. وقال إن التعامل الإسلامي مع الثروة هو توزيع الثروة عبر الميراث ومن خلال الزكاة والصدقات.
وأضاف إن المرابحة نتيجتها تأتي أسوأ من أي نظام ربوي موجود.. وقال إن المرابحة من المفترض ألا تزيد عن(2 – 3%) وعلى هذا الأساس قمنا بإنشاء التمويل الأصغر لمساعدة الفقراء والشباب.. وحذر الرئيس من عملية المرابحة الصورية التي تتم مع مديري البنوك بطريقة غير شرعية وعلى هذا الأساس قاموا بإفشال عملية التمويل الأصغر.
وأصدر الرئيس “البشير” عدداً من القرارات أولها إلغاء القيمة المضافة في المرابحة وألا تزيد الفائدة في المرابحة عن (5%) وأن يقوم بنك السودان بسحب نسبة الـ(12%) المخصصة للتمويل من أي بنك لا يلتزم بالقرارات التي صدرت ومنحها لبنك آخر.
وأشار الرئيس إلى إمكانية تحويل الشباب والخريجين إلى منتجين وسيتم تعميم دورات تدريبية قصيرة الأجل في مجال العمال الصغيرة والمتوسطة عبر الجامعات، وأكد التزامه بدعمها من الحكومة الاتحادية.. وتطرق إلى جانب تخصيص الأراضي الزراعية لصغار المنتجين ودعمهم المتواصل ،مشيراً إلى استرداد كافة الأراضي التي خصصت للمستثمرين ولم يستغلوها وأن ترد وتمنح لصغار المنتجين والجمعيات الإنتاجية وهي أراضٍ مميزة وخصبة وتقع على مقربة من الطريق القومي وبها مياه جوفية.
وختم حديثه بضرورة الاعتماد على الطاقات المتجددة والتي تعمل بالرياح والطاقة الشمسية وتقلل تكلفة الإنتاج.
وفي مجال التسويق، أكد الرئيس على إنشاء شركات حكومية يتم تحويلها إلى مساهمة عامة تقوم بشراء إنتاج المنتجين وتسويقه داخلياً وخارجياً..
وأشاد في ختام حديثه بشركة (أسياق) وأعلن عن منح “محمد طه الكباشي” وسام ابن السودان البار.