عندما يكون عدم الموضوع موضوعاً، خاصة من جهات أو مؤسسات معنية بصناعة الموضوع، تبقى مشكلة وأزمة حقيقية تعانيها هذه البلاد، والأخبار حملت أمس، خبر تداعي وتنادي الاتحاد الوطني للشباب السوداني للذهاب نحو السفارة القطرية لتهنئتهم بالفوز بالكأس الآسيوي، ولو أن هذه الزيارة الميمونة والتهنئة المباركة حدثت في أيام (غير الأيام الهباب) التي نعيشها الآن، لصهيّنا وعملنا ما شايفين، لكن الساحة السودانية ضاجة ومتحركة وفاعلة وتشهد تغيرات عاصفة يقودها الشباب بمختلف ألوان طيفهم، مما يجعل هذا الكيان المسمى بالاتحاد الوطني للشباب بالضرورة، معنياً بالدرجة الأولى بما يحدث في الشارع السوداني وهو يملك الآليات والأذرع ويملك الأموال التي تجعله يتحرك في كل الاتجاهات لصناعة حراك شبابي إيجابي واختراق فاعل بالفكر والرأي والنقاش في أوساط الشباب، لكنه ورغم وضوح هذه الرؤية ومعرفتنا جميعاً متابعين ومراقبين ومشاركين في الحراك الذي يشهده الشارع السوداني، يظل الاتحاد المعني بالشباب وقضاياهم ما عارف (المطرة صابة وين)، رغم أن البرق شااايل وقبلي كمان!!
لينشغل بقضايا انصرافية ويملأ جدول أعماله بالمجاملات والتهنئة وقضاياه الأساسية تحتاج لمن يحل عقدها ويسهم في حلها، وهذا الاتحاد وغيره من الاتحادات الشبيهة ظلت للأسف، أجساماً معزولة عن المجتمع لا تنشط أو تظهر إلا في الحشود والمناسبات العامة (وجنس التهنئة الزي دي)، وبالتالي ولأن قطاعات عريضة من الشباب الواعي الفاهم المثقف تم إقصاؤه بشكل مريب وعجيب حدثت هذه الفجوة العميقة بين الحكومة والشباب، وفي هذا تسأل هذه الاتحادات الحاضرة الغائبة التي لا وجود لها ولا أثر أو تأثير.
الدايرة أقوله إن الدولة السودانية برمتها محتاجة أن تعيد النظر في مؤسسات مهمة أصبحت حصرية على وجوه بعينها منتمية للحزب الحاكم لكنها للأسف أضرت به ولم تستطع أن تمثل أي تأثير على مجاميع الشباب الذين امتلكوا الوسائط وشكلوا من خلالها قوة ضاربة هزت عرش الحكومة، ولعلهم كونوا أكبر حزب معارض لو أنه وجد القيادة التي تجمعه تحت مظلة واحدة لكان الكلام كلام تاني.
فيا جماعة الاتحاد الوطني للشباب السوداني، الوقت ليس وقت حشود للمجاملات، الوقت وقت حشد لقضايا الوطن العاجلة والبحث عن مخرج لها، والوقت وقت أنتم مطالبون فيه بأن تثبتوا وجودكم على الأقل أمام قياداتكم التي هي الآن في أمس الحاجة لمجهودكم وكسبكم على الساحة، أها وبعد هنيتوا متين إنتو ح يهنوكم!!
}كلمة عزيزة
إذا صح أن المعلم المعتقل توفي بالتعذيب، فإن أي سكوت على هذا الفعل هو جريمة وفضيحة وكارثة يجب أن يجد من قام بها العقاب الذي يستحقه جراء جريمته الشنيعة دون أن تتهاون الحكومة في المحاسبة العاجلة لمن قتل الشباب في المظاهرات، وهي واحدة من أبسط حقوق العدالة، حتى لا يضيع دمهم هدراً بلا تمن، ولا أظن أن الحكومة عاجزة بكل ما تملك من أجهزة عن الوصول للفاعل الحقيقي مهما كان وأياً كان والظلم ظلمات.
}كلمة أعز
اللهم أحمِ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.