آخر محطة..
في آخر محطات جولته الولائية التي شملت (6) ولايات عقد خلالها (6) لقاءات جماهيرية و(6) لقاءات فعاليات، وافتتح أكثر من (20) مشروعاً تنموياً ومنشأة حكومية، زار الرئيس “عمر البشير” أمس ولاية شمال كردفان التي خصها بيومين كاملين، بينما زار بقية الولايات لمدة يوم واحد.. وعلى مشارف محلية أم بدة وفي منطقة الملتقى بين ولايتي الخرطوم وشمال كردفان، أزاح الرئيس الستار عن طريق الصادرات القومي أم درمان/ جبرة الشيخ/ بارا/ الأبيض بطول (341) كلم.. وخاطب لقاءً جماهيرياً بمنطقة (أندرابة) الواقعة في محلية جبرة الشيخ عاصمة نظارة الكبابيش.. وجاء افتتاح طريق الصادرات في ظل أوضاع اقتصادية بالغة التعقيد والسوء.. وأوضاع سياسية تعبر فيها البلاد أحلك الظروف بانقشاع سحابة التظاهرات منذ يومين فقط.. ويمثل طريق الصادرات مشروعاً اقتصادياً ومشروعاً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً.. بعد أن رفعت حكومات متعاقبة عديدة شعارات بتشييد الطريق، إلا أنها لم تفعل ذلك حتى في سنوات الرخاء وتدفق البترول في شرايين الاقتصاد، لم تضع حكومات شمال كردفان المتعاقبة الطريق القومي كأولوية في أجندتها.. حتى جاء مولانا “أحمد محمد هارون” ورفع شعارات مشروع نهضة شمال كردفان بثلاثية الماء والطريق والمستشفى.. ومن 23/10/2013م وحتى 31/ديسمبر/ 2018م، اكتملت أعمال إنشاء الطريق بتكلفة بلغت (300) مليون دولار.. دفعتها حكومة السودان ممثلة في الهيئة القومية للطرق والجسور لشركة (زادنا) الوطنية، التي نفذت الطريق دون ضغوط على المالية التي لا يزال في عنقها مليارات الجنيهات لصالح شركة زادنا التي كرمها الرئيس أمس بوسام الإنجاز، وفي لفته إنسانية بارعة وتقدير من مديرها العام “أحمد الشايقي” لمدير المشروع المهندس “خالد العربي” تنازل “الشايقي” للمهندس “العربي” لاستلام الشهادة التقديرية من الرئيس والتي شملت المهندس “جعفر حسن” المدير العام لهيئة الطرق.. ونال والي شمال كردفان مولانا “أحمد هارون” وساماً لإنجازاته في شمال كردفان.
وكان لافتاً في الاحتفالية الكبيرة أن الرئيس “عمر البشير” قد أعلن عن خطة لتعمير ونهضة (السافل) أي شمال كردفان بتوصيل التيار الكهربائي من الخرطوم وحتى الأبيض لزراعة الأرض (الميتة) بالإهمال والعطش رغم وقوعها من فوق بحيرة النوبة العظيمة!! وطريق الصادرات الذي ينتظر أن تنساب على الإسفلت الأسود صباح اليوم البصات السفرية المتجهة لولايات كردفان الثلاث وولايات دارفور الخمس، والبضائع العابرة إلى تشاد وأفريقيا الوسطى يمثل حلماً طال انتظاره.. ومن أجل هذا الطريق ذرف النائب البرلماني “مهدي أكرت” الدموع.. وتغنت الحسان للسائقين المهرة في اجتياز الرمال والأوحال والطين.. وفي لحظة وفاء نادرة أثنى مولانا “هارون” على رجال انصرفوا من المشهد التنفيذي مثل وزراء المالية السابقين “علي محمود عبد الرسول” و”بدر الدين محمود” وكذلك الراحل المشير “سوار الذهب” الذي غيبه الموت قبل أن يرى حلمه واقعاً، ولكن التاريخ سطر في دفاتره وأحصى جهود للنائب الأول الفريق “بكري حسن صالح” ولوزير الطرق السابق “مكاوي محمد عوض” ولرجال كثر كان لهم الفضل في اكتمال الطريق في هذه الظروف القاهرة.