. الجهود التي تبذل من خلال الحكومة في ما يتصل بالنشاط السياحي بالبلاد تبدو متواضعة للحد الذي يثير الشفقة، وذلك بالمقارنة مع ما يمتلكه هذا البلد من إمكانيات سياحية ضخمة ومتعددة من كل أنواع ووجوه السياحة النيلية والبحرية والتاريخية بآثارها وحقبها الممتدة في عمق التاريخ الإنساني القديم .. فلماذا لا تتجه الدولة إلى استثمار هذه الثروات السياحية كما يجب أن تستثمر، وكما فعلت العديد من الدول التي وللمفارقة أن بعضها لا يمتلك شيئاً يذكر من مقومات صناعة السياحة مقارنة بما لدى السودان، هذا القطر الكبير المتنوع في مناخاته وأثنياته و ثقافاته وحقبه التاريخية التليدة .. و ما ينظم الآن وبين فترة وأخرى من مهرجانات سياحية خاصة في شمال البلاد، تبدو أشبه بالأداء الحكومي الذي تملأ له فورمات الإنجاز الكاذبة، التي تقوم بتعبئتها الوحدات الحكومية المطالبة ،ووفق آلية عقيمة لتقديم صفحة إنجازاتها وأدائها لكل شهر وربع سنة و نصف عام وعام، وهو أمر مضلل في غالبه ومضر في تحديد الموقف الذي عليه الجميع الدولة والمجتمع، وهو السبب الأساسي في الفشل والتأخر عن ركب التطور والتقدم وما يمكن أن يقال هنا في شأن واقع السياحة في هذا البلد هو أنه قد حان الوقت ليضحى هذا النشاط ضمن أهم النشاطات المتقدمة، ولا ضير ولا عيب مطلقاً في الاستعانة بالخبرات الدولية والشركات العالمية الصانعة والمشغلة للنشاطات السياحية وفق الرؤية المنسجمة مع ثقافة البلاد وحضارتها وإرثها القيمي والأخلاقي، وإلى ذلك الحين يجب أن يتوقف البعض عن ملء هذه الفورمات الكاذبة والمضللة بفعل باهت هنا وآخر تافه لا معنى له هناك ..