رأي

د. “خليل عثمان” الرأسمالية الوطنية الشجاعة

كمال على

استوقفني حديث مهم لرجل الأعمال المعروف السيد “معاوية البرير”، والسيدة الفضلى حرمه عبر فضائية سودانية (24) ممجدين فيه تاريخ الراحل المقيم الدكتور “خليل عثمان”، أحد أهم رواد الاقتصاد السوداني وصاحب التاريخ الوضيء ،
حقيقة أطربني ذلك الحديث العرفاني من السيد “البرير” والسيدة الفضلى حرمه، وهو حديث الوفاء لأهل العطاء، فالراحل “الخليل” معروف على مستوى السودان والخليج والوطن العربي والأفريقي بسعة الأفق وبُعد النظر والجسارة في خوض غمار الاستثمار دون ما وجل ،
ونحن أهل الدويم نعرف فضل الدكتور “خليل” وأياديه البيضاء، مثلما يعرف ذلك كافة أهل السودان، فالرجل كالغيث أينما وقع نفع،
أتاح الله له بسطة في الرزق بعد شقاء الغربة والبعد عن الوطن والصحاب والأحباب في باكورة شبابه، وفِي أوان الورد ولَم ينكفئ على نفسه وعلى أهله بهذا الرزق ، وإنما تقاسمه مع أبناء وطنه، وأتاح لهم فرص العمل الشريف في مشاريعه ومصانعه التي كانت تهز وترز وتهدر،  متيحة أسباب الرزق وممهدة سبل كسب العيش واللقمة الشريفة،
أضخم المصانع قامت على يديه. النسيج والقزاز والخشب المضغوط والملبوسات وكثير غيرها من المنتجات إضافة إلى الأسماك وخدمة التاكسي الجوي وكثير غيرها من الخيرات والطَّيِّبَات، 
كل هذه المشاريع التنموية أمها آلاف العمال والموظفين وفتحت البيوت وأتاحت الرزق الحلال، وقد استصحبت تلك المشاريع والمصانع معها كل خدمات العاملين الصحية والاجتماعية والخدمية والتعليمية التي تزيح العبء عن كاهل العاملين، وتمكنهم من مضاعفة الجهد من أجل وفرة الإنتاج. 
أعمال الراحل الخليل الخيرية لا تحصى ولا تعد، عاد ريعها على أهل بلادنا بالخير والنفع،
في الدويم انتفع أهلها بخيرات ابنهم البار في مجالات التعليم والصحة والدعم الاجتماعي حتى صار الرجل أيقونة الخير لبلد أحبها وشهدت مهد طفولته ومراتع صباه ، فبادلته حباً بحب ووفاءً بوفاء، وصار اسمه تعويذة وتميمة وأنشودة على الشفاه ،
لعب الراحل المقيم دوره الوطني حيال أمته كما ينبغي القيام به لأنه كان ملتزماً بقضايا بلده وخاصة في مجال الاقتصاد، فقدم عصارة فكره وجهده وماله من أجل خير وطنه، وتشهد شركة سكر كنانة على جهده، ففكرة قيام المشروع من أفكاره النيرة القاصدة إلى الرفاه وبسط التنمية في ربوع السودان .
الحديث عن “الخليل” يطول ويمتد بامتداد العطاء الثر الذي قدمه ولعظيم ما أعطى وأضفى وأضاف. 
الإنصاف يحتم أن نحيي السيد “معاوية البرير” والسيدة الفضلى حرمه المصون على تلك الإفادة الهامة، والحديث الطيب المعافى عن رجل من رموز  بلادنا، رحل وترك أطيب ذكرى وخير العمل النافع والأثر الطيب،
مثلما يحتم الإنصاف أن نحيي ذكرى الراحل “الخليل” ألف رحمة ونور على مرقده، وسلام عليه في الخالدين، ونحيي أسرته وَذُرِّيَّتِهِ التي تسير على ذات درب المكرمات والخيرات ،
التحية لكل أهل الراحل “الخليل”، وللدويم  التي اتخذته أيقونتها ،
رحمة الله تبلل قبره الطاهر.

 

 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية