رأي

اعتراف الرئيس بأهمية الشباب

أمل أبو القاسم

دعا عدد لا بأس به من كبار الكتاب والمحللين السياسيين إلى ضرورة جلوس طرفي الأحداث التي تنتظم البلاد هذه الأيام على طاولة واحدة، واستماع الحكومة لطلبات الطرف الثاني من الشباب الذين ينضوي بعضهم تحت لواء من أطلقوا على أنفسهم (تجمع المهنيين).
الطرح مناسب جداً وقد يذهب في طي هذا الملف الذي أرهق المواطن نفسه الذي قيل بأنهم يعملون لخلاصه، وفقدت أسر آمنة جراءه فلذة أكبادها وهي لا لون سياسي لها ولا يحزنون، يعني (في صمة خشمها)، هذا بخلاف الروع الذي تلبس البيوت والشارع، كما أرهق المتابعين والحادبين على مصلحة الوطن بعيداً عن (المصالح) الشخصية والأجندة السياسية واللوبيات، فقط عينهم على صون وحماية الوطن، وكنا نعتقد أن هذا الطرح قد يتعثر أو يصعب تحقيقه في ظل المكابرة التي يبديها الطرفان والتي اتضحت جلياً لاحقاً.
استبشرنا خيراً عندما أتت الأخبار بأن الحكومة تعتزم فتح الباب للنقاش مع الشباب والاستماع إليهم هكذا بصورة عامة، بيد أن متن بعضها ورغم أن به دعوة لكنها مشروطة، أو أن من صرح بذلك وحديث آخر يؤخر ولا يقدم (قطعو من رأسه)، لكن المهم أن الحكومة لم تنفِ الخبر، ثم تلا ذلك ما يفيد من الأخبار بأن تجمع الشباب المهني وافق على ذلك، ثم وقبيل أن يصل الطرفان لضرب موعد جاء ما يفيد بأن الحكومة ما زالت قيد دراسة الأمر المقدم من بعض المهنيين، لكن وبحسب صحف أخرى أن المهنيين يرفضون الجلوس والتفاوض إلى الحكومة، (هو المهنيين ديل كم جسم بالضبط؟!)، فإن صحت الأخبار فإن المكابرة من الطرفين تتضح في هذه الأخبار التي وإن صحت سيما فيما يعني بموافقة مهنيين ورفض مهنيين (تانيين)، إن هناك عدة أجسام أو إنهم غير متفقين فيما بينهم وإنهم ليست لديهم قيادة فعلية.. لكن إن كان من وافق محض شباب ممن لا قيادة ولا انتماء ولا محرك لهم، أولئك الذين خرجوا بعفوية ينشدون إصلاح الحال المائل المحرض الأساسي للخروج، فلتجلس إليهم الحكومة وتسمع منهم وتسمعهم، لأن من الواضح أن هؤلاء المهنيين يرمون لأبعد من ذلك وهو (إسقاط النظام) لا غير، ولأن النظام متشبث لم ولن يلين لهم كما هو واضح، إذن فمزيداً من الدماء، مزيداً من الدمار، مزيداً من الفوضى، مزيداً من التفلتات وانعدام الأمن، والأهم مزيد لدفع الكرة في شباك آخرين لطالما تحينوا لهذه الفرص.. وقطعاً ستنتهي المعركة بانتصار أحد الأطراف لكن بعد ماذا؟؟

(2)
وبالنسبة للشباب الحادب على مصلحة الوطن والذين خرجوا معبرين عن أهليهم وعن الشارع ككل، مدفوعين بظرف اقتصادي قاسٍ على كافة الأصعدة، تحملوا ما يليهم كشباب كما تحمل مواطنوهم ما هو أكثر وأبعد عسى أن ينصلح الحال، ولما لم يجدِ الصبر نفعاً خرجوا ولأجل هؤلاء تحديداً، قبل السيد الرئيس الجلوس إليهم، بل اعترف ورغم أنه اعتراف متأخر، بأهميتهم، إلا أنه أقر به وأكد ذلك في حديثه أمس الأول، من مدينة كادوقلي، حيث شدد على أهميتهم في بناء الأمم وأن توسعهم في التعليم العالي لأجلهم.
أيضاً اعترف بذكائهم وتطلعاتهم العالية وأن ذلك يحتاج منهم ما يلبي طموحاتهم ومشاكلهم، وذلك من خلال مشاريع وبرامج وخطط، وذهب أبعد من ذلك بأن وضع الكورة في مرماكم وهو يضيف أن هدفهم تسليم الراية للأجيال الجديدة.
أعتقد أن ليس بعد ذلك ما يقال، فإن كان هدفكم فعلاً تغيير واقع الحال، فهلموا إلى مائدته وقولوا قولكم الفصل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية