.. يبدو أن التوقعات بشأن تطورات كبيرة في العلاقات ببن السودان والولايات المتحدة قد بدأت تحوز لنفسها مساحات مقدرة من الموضوعيات على الأرض فمن جهتها أبدت الإدارة الأمريكية أخيراً وعبر عدة مستويات في خارجيتها وبعض أفراد ومجموعات في مؤسساتها التشريعية وكذا أجهزتها الأمنية والاستخباراتية اهتماماً ملفتاً لمسار هذه العلاقات للمستوى الذي جعلها ترسم للخرطوم المسار المطلوب لتحقيق هذه ( الطفرة ) بالتفصيل الممل الذي يمسك في نهاياته بعدة قضايا تتعلق بحرية الأديان ومحاربة التطرف والحريات العامة .. ويبدو أن هذا التحرك الأخير جاء نتيجة لتحركات لدول إقليمية باتت الآن صديقة وحليفة للسودان وقد استطاعت الخرطوم استثمار علاقاتها وتحالفاتها السياسية والعسكرية معها لدفع ملفها المطالب برفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب كما يبدو أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس” دونالد ترمب” لم يعد لديها ما يمنعها من تبني هذه الخطوات وخوض معركتها بشأنها مع الكونغرس الذي كانت تشريعاته سبباً مباشراً في وضع اسم السودان على تلك القائمة .. وبالمقابل لم يعد يخفى على أحد الآن التسارع الكبير في الخطى الذي تبذله الحكومة السودانية من أجل حشد ذلك الملف بالمبررات والحقائق الداعمة له ولعله من الملفت جداً في هذا أن انعقدت بالأمس بقاعة الصداقة بالخرطوم ورشة عمل عن الحريات الدينية في السودان بمشاركة مجلس الكنائس العالمي بتنسيق مع دوّل كبرى كبريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها مع مشاركة البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الخرطوم بجانب اللجنة الوطنية للحريات الدينية وبالطبع فإن انعقاد ورشة كهذه في هذا التوقيت لابد وأن تكون له صلة مباشرة مع هذه الحركة المتسارعة للحكومة السودانية وكذا تلك القوى الإقليمية الحليفة لإنجاح الأمر والوصول به إلى نهاياته وهو الأمر الذي أن تحقق بالفعل فسيكتب قدراً جديداً لهذا البلد العملاق الذي أقعدته سنوات الحصار (الذي امتد لأكثر من ربع قرن من الزمان ) عن حركة التنمية والتطور والازدهار الذي حققته دول مجاورة له لا تحظى بقدر يسير من إمكانياته الموردية الضخمة ولا نملك حيال هذا إلا أن ندعو الله لحدوث هذا الانفراج فقط من أجل شعب صبر صبراً لو وضع بثقله على الجبال لهدها من قسوته وضيمه وشدة بأسه ..
