القيادي بالمسيرية العُمدة (يحيى جماع) في حوار الراهن حول منطقة أبيي (2ــــ 2)
موقف الرئيس "البشير" من قضية أبيي لا لبس فيه
أي مقترح أو حوار لحل النزاع حول المنطقة يجب أن يتم داخل أبيي.. ولن نقبل بحل فوقي
قوات الـ(يونسيفا) لم تحقق أي نجاح و(90%) من مواقفها لصالح “دينكا نقوك” وتسببت في عدم التعايش بالمنطقة
حكومة الجنوب تجني (5) مليارات جنيه من سوق الزراف
حوار – سيف جامع
{ ما هي الرسالة التي تودون إرسالها من خلال المؤتمر؟
_ رسالتنا للحكومة أن قضية أبيي قضية دولة عميقة وقضية وطن، وموقف الرئيس “البشير” في القضية لا لبس فيه، خاصة فيما حدده مجلس السلم والأمن الأفريقي بأن تكون القضية بين الرئيسين “سلفا كير” و”البشير”، ونعتقد أنه لولا موقف “البشير” لكانت المنطقة في جحيم.. ومنذ 2005 ظلت الكلمة فيها للرؤساء.. ونحن رسالتنا واضحة لأية حكومة أننا لن نهادن في أبيي ولن نرجع منها خطوة، وهي قضية وطن وقضية (زول فاجق ليهو جمرة)، لأن الوطن لا يمكن أن تشتريه من السوق، ونحن مرتبطون بقضية أبيي وجدانياً إما حياة بكرامة أو الموت، وهذه رسالتنا لحكومة السودان (ما عندنا تراجع أصلاً). ورسالتنا الثانية لساسة الحكومة، خاصة أبناء المسيرية أي عمل يتعلق بأبيي يجب أن لا يتم في الخرطوم بما فيه مبادرة “فرانسيس دينق” وتقرير الخبراء ومحكمة لاهاي، كل ذلك تم في الخرطوم، وإذا كان الأمين العام للأمم المتحدة أو المجتمع الدولي أو أي شخص من ساستنا يريد مناقشة قضية أبيي فنحن نحترمه ونضعه فوق رأسنا لكن عليه أن يأتي إلينا كدولة وكحكومة وكسياسي، والكلام يكون على الطاولة (برة) ولن نقبل النقاش تحتها مرة أخرى. وفي هذا المؤتمر وجهنا دعوة للإدارات الأهلية في مختلف أنحاء السودان ولظروف السفر لم يحضروا، لكن حضر النوبة من جبال المخاو من قبائل “كانا” و”لاما” و”تميا” كانوا في المؤتمر وسلمت القرارات لـيونسيفا) باللغة العربية والإنجليزية، وكانت هنالك حضور من قوات الـ(يونسيفا).
{ ماذا عن الخدمات في المنطقة؟
_ المنطقة تفتقد للخدمات، وإن وجدت تقوم بجهود محدودة وقدرات محدودة.. وتفتقر المنطقة للتنمية تماماً، والتعليم والصحة والأمن والطرق، وعدم التنمية من المسائل التي تجعلنا غير مستقرين.. إذا كانت الطرق موجودة فالاستقرار موجود، وإذا كان التعليم والصحة والمشاريع الزراعية موجودة فالاستقرار سيكون موجوداً لكن هذا كله غير موجود، وأنتم كإعلام شاهد إثبات على الوضع الذي نحن فيه لأن من رأى ليس كمن سمع.
{ كيف تقبلت قوات الـ(يونسيفا) قرار المؤتمر؟
_ كانوا موجودين في المؤتمر، واطلعنا على ردهم من خلال انطلاقهم.. كانوا قبل القرارات يعبّرون بأنهم موجودين والقضية ستستمر بشكلها الحالي، وبعد المؤتمر لم تعد بذات الانطلاق والانتشار السابق.. ما بعد المؤتمر هناك تحفظ في تعاملهم واجتماعهم مع الناس، وأعتقد أن الرسالة وصلتهم جلية وواضحة، والقرارات أصبحت مرتبطة بزمن، كما أن قوات الـ(يونسيفا) (90%) من مواقفهم مع “دينكا نقوك” وحرمتنا من دخول أبيي المدنية دون سبب ودون إجابة، وسألناهم لماذا تمنعوننا من دخول أبيي المدنية؟ فكانت الإجابة: نحن لا نمنعكم، والاختبار الحقيقي لهذه القوات مؤتمر الستيب الأخير هذا.. شعروا بهذه الحكاية وشعروا أن هنالك اختلافاً بعد أن كانوا يدخلون بيوت المسيرية، والمؤتمر أحدث ربكة في قوات الـ(يونسيفا) بحكم المواضيع التي طُرحت، وأدركت أن مجتمع أبيي غير المجتمع السابق.. وغير هذا فإن البعثة لم تحقق أي نجاح وهي فاشلة تماماً وأفرغوا المنطقة من أناس، وتركت لآخرين، ونعتقد أنهم أيضاً سبب في عدم حدوث التعايش بيننا و”دينكا نقوك”.
_ أين توجد قوات الـ(يونسيفا)؟
_ قوات الـ(يونسيفا) كرئاسة في أبيي، ولديهم معسكرات أخرى من قولي والدائري الجنوبي والخرائط وكلك وهي معسكرات للمراقبة.
{ ألا تخشون من خطوة دخول أبيي فتصبحون في مواجهة مشتركة مع (يونسيفا والجيش الشعبي)؟
_ في هذه الحالة السبب الذي يسمح لحكومة الجنوب بالتدخل سيسمح لحكومة الشمال، أبيي شمالية، وبحكم الاتفاقية لم يفصل فيها باستفتاء أو تبعية والنزاع إلى الآن قائم، ولا يوجد شيء يحدد تبعيتها لجنوب السودان وهي إلى الآن شمالية، داخل حدود 1/1/1956م، والدليل على ذلك أنه في يوم حدوث تعدٍّ في أبيي في 2011م والحركة الشعبية هجمت على القوات الأممية الموجودة، حكومة السودان تدخلت واجتاحت أبيي في أقل من ساعة، وهذا دليل واضح على أن تبعية أبيي ما زالت شمالية.. وإذا حكومة جنوب السودان واجهتنا كعدو مشترك باعتبارها مصطفة بجانب “دينكا نقوك” نعتقد أن حكومة السودان ستتدخل لأن المنطقة تتبع لها، والسبب الذي يسمح لحكومة الجنوب أن تتدخل يجعل كذلك الحكومة السودانية تتدخل.. القوات التابعة للحركة الشعبية خارج مثلث أبيي، ونحن متأكدون تماماً من ذلك.. صحيح قد تكون هنالك معسكرات قليلة في بعض المناطق لكن تدخلاً واضحاً لهم غير موجود، وإذا أصبح موجودا وعلى مرأى من قوات الـ(يونسيفا)، أعتقد حينها لا يوجد سبب لعدم وجود جيش حكومة السودان أيضاً.
{ أين دور القوى السياسية من القضية؟
_ القوى السياسية رسالتي لها بمختلف تنظيماتها أن الوطن وطن، والوطن مظلة، والأرض تظل أرضاً وإن تعاقبت الحكومات.. ورسالتي الأخرى لهم نحن نناشد ونطالب ونقول إن الوطن للجميع وليس حكراً على حزب محدد، والأرض لنا كلنا بمختلف انتماءاتنا، (مؤتمر وطني، شيوعيون وبعثيون)، والوطن لا يعرف هذه التفاصيل وإذا الوطن خُدش وطُعن من الخلف فطعنته ستطال أي شخص، والبيت (وقت يتهدّ) لا يهمّ في تفاصيله غير أنه هُدّ على الناس كلهم، ورسالتنا أن أبيي شأن كل القوى السياسية دون تفاصيل، ونطالب كل القوى السياسية بأن تعض على القضية بالنواجذ لأنها قضية وطن.
{ هل تعتقد أن القرار (2440) أجهض اتفاقية 2011م؟
_ القرار (2440) ليس قراراً وإنما مشروع قرار، لم يناقش في مجلس الأمن لكي يكون به تصويت بنعم أو لا، إذا أصبح قراراً في مجلس الأمن هنالك في المجلس تمثيل دولة ويوجد حلفاء، ونعتقد أن مشروع القرار هذا أخطر من لاهاي والبروتوكول وتقرير الخبراء لأن به اتفاق على قضية الترتيبات الأمنية التي كانت واضحة، ومشروع القرار نعتقد أن تفصيل الجلباب على “دينكا نقوك” من دون “المسيرية” هو تقديم أبيي في طبق من ذهب لـ”دينكا نقوك” كما نعده تآمراً دولياً واضحاً (لا يحتاج أصلاً درس عصر).
{ هل لمستم فوائد من قيام السوق المشترك مع “دينكا نقوك”؟
_ في السوق المعادلة مختلة بوضوح شديد، دخل السوق (5) مليارات جنيه تذهب لحكومة الجنوب التي تدخل عبر سوق الزراف وإشرافية، “دينكا نقوك” هي التي ترتب العمل داخل السوق وبإيصالات محلية وتراتبية خدمة مدنية واضحة فيها ضابط إداري ومدير تنفيذي وكتبة وتحصيل، عملهم داخل سوق الزراف كواجهات، وأموالهم تذهب إلى صندوقهم يرتبون بها حالهم في خدمة المواطن وتقوية عودهم وفي أشياء كثيرة جداً، أما في جانبنا فلنتكلم بوضوح، إذ يحدث هدر والأموال تذهب لجيوب ناس.. “المسيرية” مستفيدون من حركة البضائع؟ نعم، لكن الاقتصاد العام لا، والسبب في ذلك غياب إشرافيتنا، وهي غير موجودة داخل السوق لا في جسم سياسي أو تحت مظلة تشاهد وتراقب ولا وجود مالي، أما لجنة السلام من “المسيرية” فموجودة في السوق دون أفق وبعد نظر، والقضية مصلحة شخصية فقط، لذلك استفادتنا صفر، ولا توجد استفادة من الخمسة مليارات في التنمية والخدمات وهذا خلل كبير جداً، ونحن ما كنا نتوقع أن يستمر السوق كل هذه الفترة، لأن إعلانه تم لفترة محددة لإعادة الثقة بعد ذلك ننتقل إلى أبيي المدنية لكن السوق استمر، لأنه هنالك من استفادوا منه ويدخل لهم أرباحاً.. أما المسيرية فدون فوائد.
{ كلمة أخيرة؟
_ من نشأتنا في المنطقة ووجودنا “مسيرية” و”دينكا نقوك” مع بعضنا منذ قرون مضت ونحن متعايشون ومتحابون وبيينا ود وعادات وتقاليد وأعراف، نحترمها جداً، و(المسيرية ناس سلام) والدليل على ذلك فتح السوق والمعابر والدينكا حالياً موجودون معنا وفي بيوتنا، منهم الطالب والموظف، ونحن لسنا عدائيين ومددنا يدنا للسلام والتعايش لكن الذي لا يرضى بك ينبغي أن لا ترضى به.. ورسالتنا بعد ذلك بدون لبس وغموض ورياء أن تُعايش وتقبل بالمعادلة، ولن نتنازل والسلام إما يعمنا كلنا مع بعضنا البعض و(إلا يبقى مافي داعي)، ومن يريد السلام فنحن مع السلام، ومن رفض فكل الاحتمالات موجودة.