رأي

الباب مفتوح للمقاضاة…

أمل أبوالقاسم

يصر ما يسمى تجمع المهنيين ومن والاه على الاحتجاج وترجمته فعلاً في شكل مظاهرة تحولت لاحقاً لاعتصام بصورة ممنهجة، وبالمقابل تصر الجهات الشرطية ورجالها على ملاحقتهم في عمليات كر وفر متوالية تحتسب كثير من الأسر فلذة أكبادها من خلالها ، فيما يسقط عدد من الجرحى، وكذا من تلتهب ظهورهم ضرباً بالسياط، فلا ذلك أثنى الشباب عن برنامجهم ولا اتعظ رجال الشرطة وعملوا بالتوجيهات العليا، وهذا مربط الفرس.

سألت مصدراً ،  هل أنتم من يأمر بإطلاق الرصاص سواء في الفضاء أو على المتظاهرين، فنفى بشدة، فأردفت: إذن هذا يعتبر تجاوزاً؟ فأمن على ذلك وأنهم سيخضعون للمحاسبة حال التوصل إليهم. وبالفعل وحسب تصريحات السيد النائب العام قبيل فترة لوسائل الإعلام، التي أكد خلالها أنهم ساعون في التحري لإماطة اللثام وكشف الحقائق وتمليكها للرأي العام حال اكتمالها، بل دعا ولمزيد من التقصي وكل ما من شأنه أن يفيد في البحث عن الجناة، دعا  أن يتقدم أي مواطن لديه معلومة مهما كانت قيمتها لاسيما الذين كانوا بالقرب من أماكن الحدث، الإدلاء بها لأن ذلك يساعدهم كثيراً في عملية البحث والكشف عن هوية القاتل. أيضاً وعقب وفاة المواطن (معاوية) بمنزله في حي بري وجه الفريق (قوش) بعدم ملاحقة المتظاهرين داخل الأحياء.

إذن التصريحات أعلاه تخول لأي مواطن يمتلك معلومة التقدم بها للجهات المعنية، كما تخول وهو الأهم، لأي أسرة فقدت ابناً لها أو لحقه أذى جسدي أو حتى من تم اقتحام منزله، التقدم ببلاغ لجهات الاختصاص، وهو حق مكفول لها كما تأكدت من ذلك أيضاً.

أحقية فتح بلاغات عند جهات الاختصاص يقفل باب الادعاءات الكاذبة لكل من يروج لشخصية القاتل أو كما تضج بذلك مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما تطبيق الفيسبوك، حيث درج الكثيرون لعرض صور أو مواصفات أشخاص قالوا بأنهم معتدون أو قتلة، وإن صح ذلك فليس مكانه الترويج في الفيسبوك إنما الجهات الرسمية وليس المناداة في الأسافير من سيعتمد ذلك هل تقصدون تأليب أهل الميت، هل لديكم أدلة كافية؟ فإن كان هؤلاء بالفعل يمتلكون معلومات فليدلوا بها في مكانها الصحيح خدمة للعدالة ولأهل المتوفى أو المصاب. كم تؤلمنا صور الجرحى والقتلى والفاعل مجهول فيما يذهب طرفا النزاع في رمي التهمة كل على الآخر.

مما علمته أن هناك وكلاء نيابات يوظفون لأماكن التجمعات التي تحدد كنقاط انطلاق للتظاهرات ويوزعون بحسبها، يقفون على رأس كل قوة حتى تلك المكلفة بحماية المتظاهرين بغية حفظهم من جهة وأن تكون هناك رقابة على القوة من جهة أخرى، بيد أن تشتت المتظاهرين وعدم انتظامهم في تجمع موحد أعاق المتابعة فحدثت بعض التفلتات.

وأنا أتناقش مع أحدهم عن سلوك بعض أفراد القوات المعنية بفض المظاهرات وكيف أنه اتسم في بعضه بالبربرية، ردني بأن لا تنسي أنهم بالمقابل تعرضوا للإساءات والتجريح بل تعرضوا للحصب بالحجارة ، وهناك أيضاً من تضرر بينهم وربما تصرف بعضهم هكذا عبارة عن ردة فعل وقتية استفزتهم ، ولا ننسى أيضاً أنهم يمثلون جهة سيادية رسمياً وما وقع بحقهم منافٍ لصفتهم، أمنت على رأي محدثي وأضفت (برضو) كان يضبطوا أنفسهم شوية ، فما حدث يحسب على السلطة جمعاء ويزيد من الغبن.

(2)

إذا سمحت لي الجهات المعنية فتدريب أفراد القوات النظامية كافة بكل تخصصاتها وانتماءاتها ميدانياً ليس بكافٍ، فقسوة ما يواجهونه ويلاقونه من مصاعب نفسية قبيل الجسدية يضعهم في محك صعب وقاسٍ، حد أن يخرجهم عن طورهم ويتناسون مواقعهم ويتعاملون من منطلق أنهم بشر وبخلاف ما يحدث الآن وبخلاف المهام الكبيرة الموكلة لهم والتي أفلحوا فيها تتحدث عنها إنجازاتهم التي لا تخطئها عين ،رغم كل ذلك  لهم سقطات  تتجاوز كونهم  أفراد معنيون بالأمن  وهم معنيون بحفظه  وليس زعزعته. وعليه ومؤسسات كثيرة أخرى أعتقد أن تدريباً من نوع آخر يحتاجونه حتى يتفادوا الكثير ويسدوا باب الذرائع على المتربصين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية