رأي

على فكرة

كمال علي

في الفؤاد ترعاه العناية

لا نملك أغلى ولا أجمل منه.. وهو أبداً راعينا وحادينا وحاضن آمالنا وآلامنا وتطلعاتنا..لا نملك أثمن من هذا الوطن الجميل الذي يسع برحابته وعنفوانه كل هذا التنوع النبيل في مختلف وجوه الحياة.

المجد لهذا الوطن الحبوب الذي يفديه مواطنوه بكل غالٍ ونفيس ومدخر.. هذا الوطن صاحب التاريخ العريض من المكرمات والبطولات والتضحيات ومجابهة أخطر التحديات.. وطن جميل ونبيل مثل وطننا هذا ينبغي أن نصون ترابه ونحافظ على مقدراته ومكتسباته وتاريخه الوضيء.

المجد لهذا الوطن المترامي الأطراف.. المتنوع السحنات والعادات والتقاليد والأعراف والأعراق.. والتي تنصهر كلها في بوتقة واحدة لتشكل أيقونة يشع منها ضياء الحرية والأمن والأمان والرخاء.

الوطن الحبيب يشكل علامة وضيئة في خارطة أوطان الدنيا.. وأعز مكان على وجه هذه البسيطة.. وجه هذا الوطن ينبغي أن يبقى جميلاً.. وسيم الملامح.. وضاح المحيا

نختلف ونتفق متشاكسين ومسالمين ومحتربين ومتصاحبين ومتصالحين.. لكن يبقى الوطن خطاً أحمر لا يجوز العبث بترابه وأمنه واستقراره وسيادته وعزته.. هو ملك للجميع لأن أرضه تسع الجميع أخوة في الوطنية يسمون فوق الجراح والإحن والمحن.

ينبغي ألا نتجنى على الوطن بالصراع حول دنيا وسلطة وثروة زائلة.. نعم نطالب بحقوقنا التي كفلها الدستور.. لكن بالصورة الحضارية التي تعكس الوجه المشرق المشرف لبلادنا

حتى إذا احتربت وسالت دماؤها.. تذكرت القربى ففاضت دموعها.

نحن في أيام عصيبة الشيطان في تفاصيلها.. وبلادنا أحوج ما تكون الآن لصوت الحكمة ورجاحة العقل حتى لا تسقط في مستنقع الموت كما سقطت دول كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها حتى فتكت بها الخلافات والمظالم والفتن.. وخارت قواها فانفض سامرها وتفرق أهلها أيدي سبا.

للذين خرجوا مغاضبين رأي.. وللحكومة رأي آخر وبينهما وطن على حافة الهاوية.. فأين معالم الطريق إلى الحل الشامل للأزمة؟

حتى الآن لم نسمع صوت عاقل لا من الداخل ولا من الخارج.. ولا جار ولا شقيق يسهم في ردم الهوة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين المشتبكين.. لا بد من السمو والتعالي فوق الجراح وكظم الغيظ إن كنّا نريد السلامة للوطن ومواطنيه.

تأخرنا كثيراً وفاتنا أن ننتبه لجراح الوطن حين كبا وأخطار تحدق من هنا وهناك تمسك بتلابيبه.. كيف الخلاص وأين المفر؟

أيها الناس نرجوكم حكام ومحكومين.. أن تأخذوا بيد الوطن حتى يتماسك ويتعافى..

وصدقوني كل حراك لا يقصد وجه الوطن فهو حراك مردود ومهزوم.

المجد لك يا وطني الحبيب.. وتبقى محفوفاً بالتجلة والمحبة والاحترام والعنفوان.. وفي الفؤاد ترعاك العناية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية