حوارات

المفكر السياسي والخبير بروفيسور “حسن مكي” في حوار مع (المجهر) لقراءة أوضاع الراهن السياسي

*ليس مطلوباً من الرئيس التنحي وإنما مطلوب منه اتخاذ قرارات شجاعة

*الحكومة الانتقالية هي الخيار الأفضل وأقرب السيناريوهات إن أصر النظام على البقاء وزيادة التكلفة
*لن تستطيع الدولة في هذه الظروف رفع الدعم والقنوط والعبوس أصبح سمة كل بيت
حوار – فاطمة مبارك
مقدمة :
مع استمرار الاحتجاجات والمظاهرات في العاصمة وبعض الولايات، ازداد المشهد السياسي والاقتصادي تعقيداً خلال هذا الأسبوع، الأمر الذي جعل بعض الخبراء والمراقبين يطالبون بالتفكير في وجود حلول وطريق ثالث يخرج البلاد من هذه الأزمات ويزيل الاحتقان، لكن الحكومة لا زالت تقف عند خطاب ما قبل التظاهرات، وهو من يريد التغيير فليستعد لانتخابات 2020م، فيما يعتبر المحتجون أنهم وصلوا نقطة لا يمكن التراجع عنها دون إقدام الحكومة على بعض القرارات الكبيرة، كذلك المتابعون لتطورات المشهد يأملون في مثل هذه القرارات، وقد يكون الحزب الحاكم على المستوى الداخلي، يفكر في عدة حلول وفي مختلف الاتجاهات، لأنه هو الآخر يتابع ويرصد تطورات الساحة من خلال الاستعانة بأهل الخبرة من عضوية الحزب والأصدقاء في دول الخارج، على ضوء ما يجري من أحداث وتصاعدات في المشهد، جلست (المجهر) مع بروفيسور “حسن مكي” لقراءة الأوضاع الآنية والتعرف على السيناريوهات المحتمل حدوثها حال استمر الوضع هكذا، وأجرت معه حواراً تناول أسباب الأزمة والخيارات المتاحة للخروج منها، بجانب أشياء أخرى، فإلى التفاصيل:

{ما هي السيناريوهات والخيارات المحتملة على خلفية ما يحدث من احتجاجات ومحاولة الحكومة مقاومة هذا الوضع؟
-أعتقد أن هناك أربعة خيارات إستراتيجية، الخيار الأول أن يستمر الحال كما هو (وتركب الحكومة رأسها) وتعتبر ما يحدث مجرد خسائر في الأرواح وأن ضريبة الحفاظ على الأمن (تستاهل) هذه الأرواح، وهذا سيؤدي إلى مزيد من الانهيار الاقتصادي والسياسي وإلى انهيار الدولة حتى وإن بقيت وبقيّ النظام.
}كيف تنهار الدولة ويبقى النظام؟
-أقصد إن بقي هناك رئيس جمهورية، وهذا يذكرني بحال “سياد بري” في 1991م ظل رئيس جمهورية وعين ابنته محافظاً للبنك المركزي، بينما كانت الدولة تنهار وتتداعى، أو مثل حال الرئيس “شاوشيسكو” لم يسمع بأن الدولة تتداعى وتنهار، واعتقد في الأجهزة الأمنية وقوة السلاح إلى أن قتل هو وزوجته بعد أن انهارت الدولة أولاً، وهذا هو السيناريو أن تنهار الدولة ويبقى النظام، ومهما طال في النهاية إلى زوال، وستزول معه الدولة وهذه عقلية تقوم فكرتها على أن ترهن وجودك بوجود الدولة، عقلية “نيرون”، إما أنا وإما الدولة.
}فيما تتلخص فكرة السيناريو الثاني؟
-السيناريو الثاني أن يلجأ الرئيس إلى إعلان حالة الطوارئ وحكومة عسكرية، وهذا سيناريو سيئ، لأن البلاد ستعود فيه إلى 1989م وستزداد المقاطعة الدولية، وسيكون الوضع سيئاً جداً. والسيناريو الثالث أسوأ وهو أن يحدث انقلاب عسكري من الشباب في وقت لا يؤمن فيه الاتحاد الأفريقي بالانقلابات العسكرية والوضع الداخلي لا يؤمن، والعالم لا يؤمن بالانقلابات كذلك.
}ما هو السيناريو الراجح حدوثه؟
-السيناريو الراجح هو ما فعله السودانيون في أكتوبر 1964م وفي أبريل 1985م، هو تكوين حكومة انتقالية تؤدي إلى انتقال في السلطة ومحاولة الخروج من القمع، وهي محاولة ستكون محفوفة بالمكاره وصعبة وستكون فيها انفجارات أمنية واضطرابات ومظاهرات، وستكون هناك حكومة أقليات، لكن هذا هو أخف الأضرار والسبيل الوحيد.
}هل ستكون الحكومة الانتقالية مخرجاً على ضوء أن الاحتجاجات يقودها الشباب؟
-مع الحكومة الانتقالية سنظل في حالة مواءمة وخفض ورفع وجر لمدة ثلاث سنوات وقد تطول، لكن لا بد أن نمر عبر هذا المخاض، لأن الشعب والشباب المكبوت والخائفين الذين لم يخرجوا إلى الآن في مظاهرات، والذين يريدون التنفيس كلهم إذا جاءت حكومة انتقالية حتى الشرطة ستخرج في مظاهرات، وشاهدنا ذلك في أكتوبر، وستكون سلسلة من التوترات، لكن النظام الديمقراطي والحريات كفيلة بأن تمتص هذه التشنجات.

{يلاحظ أن هناك توترات بين المختلفين أيديولوجياً وهناك حركات مسلحة ولافتات جديدة ظهرت مؤخراً، فكيف تنظر إلى هذه التقاطعات؟
-هذا ما يخيف، وما تقولينه يسمى المخاطرة الإستراتيجية ومهما زاد سخط الناس، لكن في القوات المسلحة هناك شرفاء وفي أجهزة الأمن كذلك، وهم أيضاً يتحدثون عن المخاطر الإستراتيجية، ممثلة في الحركات المسلحة التي يمكن أن تدخل وفي يدها السلاح، ويتكلمون عن المخاطر الإستراتيجية ممثلة في دول الجوار المضطربة.
}ماذا تقصد بدول الجوار؟
-ليبيا مضطربة وأثيوبيا الآن فيها صراع القوميات وإريتريا تنظر ولديها شريط من تصفية الحسابات مع الحكومة القائمة، والرئيس التشادي يقال عندما جاء إلى الخرطوم، في زيارته الأخيرة، بلّغ الرئيس “البشير” رسالة إقليمية فحواها أن مقاومة الاحتجاجات بهذه الطريقة تحت سمع وبصر العالم غير محتملة بالنسبة للاتحاد الأفريقي، وأنتِ تعلمين أن “القذافي” لم يطح به الشعب وإنما أطاحت به فرنسا، الطائرات الفرنسية والأمريكية وحلف الناتو الآن موجود، لذلك هناك مخاطر إستراتيجية تتمثل في التدخل الدولي واضطراب البيئة الإقليمية، إضافة إلى المخاطر السياسية والاجتماعية.
} ما هي هذه المخاطر التي قلت إنها سياسية واجتماعية؟
-هي أن أي حكومة تأتي ستجد خزينة خاوية ولن تستطيع أن توفر الدواء والغذاء والمحروقات، هناك وعي كبير بأن هذا ليس وقت المغامرات ومن الأفضل لرأس الدولة أن يتفهم طبيعة المخاطر.
{أي خيار تتوقع حدوثه وتشعر أنه الأقرب؟
-أعتقد أقرب الخيارات أن النظام سيصر على البقاء هكذا، لأن عقلية الحوار غير موجودة، كذلك عقلية الحوار عندهم قائمة على تزييف الحوار وإرادة الجماهير، أنا كإنسان كنت مطلعاً على الشؤون، أعرف تزوير الانتخابات والصراعات الداخلية، لكن أعتقد أن هذا المسلك سيزيد التكلفة وستكون صعبة.
}ما الخيار المفضل إليك؟
-الخيار الحبيب إلى نفسي هو خيار الحكومة المدنية والفترة الانتقالية والاستفادة من التجربة والعبقرية السودانية في 1964 و1985.
{ يبدو أن الحلول المطروحة غير مقبولة بالنسبة للسلطة التي تصر على وجود الرئيس في المشهد؟
-الرئيس ليس مطلوباً منه أن يتنحى الآن، مثل “عبود” الذي لم يتنحَ مع ثورة أكتوبر، ظل هو القائد العام للقوات المسلحة إلى أن استوى عود الحكومة الانتقالية وإلى أن جاء مجلس سيادة خماسي تسلم سلطة السيادة، وجاءت الانتخابات، فالرئيس ليس مطلوباً منه أن يتنحى.
}ما المطلوب منه؟
-مطلوب أن يتخذ قرارات شجاعة أولاً، ويعرف أن حكومته هذه غير قادرة على العبور، والمجلس الوطني والمجالس التشريعية وهمية، والميزانية الموجودة معجزة وغير حقيقية، وهو يعرف معلومات أكثر من غيره، والفساد محمي من فوق، يعني الجهات التي رفضت مفوضية الفساد، هي التي تحمي في الفساد.
{في هذه المرحلة اتفق اليسار وبعض أهل اليمين في إسقاط النظام، ما تفسيرك لهذا الاتفاق؟
-هذه ليست مشكلة، المنافسات مشروعة مثل هلال مريخ، ليس كل من كان مع المريخ خائناً أو ضد المريخ خائناً، فلتكن المنافسة موجودة بين اليساريين والإسلاميين في إطار المواطنة والإيمان بالتداول السلمي للسلطة، وفي إطار سيادة القانون والمسلمات المعروفة في التجربة العالمية وفي الفقه الدستوري.
}لكنها تجربة تحدث لأول مرة؟
-في بريطانيا الآن حزب العمال معظمه ماركسي، والمحافظون رأسماليون والحياة تسير رغم الخلافات، والآن الخلافات تدور حول الخروج من الاتحاد الأوربي، هناك ثلاثة تيارات: تيار يريد الخروج تماماً من الاتحاد الأوربي، ويعتقد أن بريطانيا التي أنشأت الإمبراطورية قادرة أن تقف بعيداً عن أوربا، وهناك التيار الثاني يريد الاندماج في الاتحاد الأوربي وهو تيار الإنجليز الجدد، الناس الذين أخذوا الجواز البريطاني من الآسيويين وغيرهم والناقمين على الأنجلوساكسون، وهناك من يريدون استفتاء آخر، ويعتبرون أن الاستفتاء الأول لا يعبر عن الرؤية، فكل هذه التفاعلات تحتضنها الحريات ولا تحسم بالانقلابات والانشقاقات العسكرية ولا بالتصفيات.
}اختلف المراقبون في توصيف هذه المرحلة والاتفاق حول أسباب الاحتجاجات، كيف تراها أنت؟
-هذه المرحلة هي مرحلة القطيعة مع الشباب إذا أردنا تسميتها.
}على ماذا بنيت رؤيتك؟
-المسألة تبدو واضحة جداً في الميزانية التي تتكلم عن (50) ألف وظيفة للشباب في السنة، وتظهر في كل ميزانية، لكن لا يتم ترجمة ذلك عملياً والميزانية قانون ولكن لا يتم التعامل معها كقانون.
}لماذا لا يتم الإيفاء بحق الشباب كما أسميته برأيك؟
-معظم الصرف يكون خارج الميزانية ولا يوجد من يحاسب على ذلك، كما لا يوجد نواب لهم همة في الكلام عن الميزانية ومحاسبة المسؤولين.
}لكن عدم الإيفاء من الحكومة قد يكون سمة عامة وليس مرتبطاً بالشباب؟
-القطيعة مع الشباب كذلك تظهر في إغلاق الجامعات، المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان، يقول إنه يريد التحاور مع الشباب، كيف يتحاور معهم والجامعات مغلقة بفهم أنها تمثل خطراً على السلطة، وكيف تتحاور مع الشباب وأنت تزيف إرادة الطلاب في انتخاب قياداتهم، وكيف تتحاور معهم وأنت تغلق عليهم المنافذ وتسد أوكسجين الحياة وتخرجهم من داخلياتهم وتطردهم، ثم إن هناك سلسلة الجرائم الغامضة والاغتيالات وكلها تتم وسط الشباب.
هناك قطيعة مع الشباب تتمثل في القطيعة مع الصحف، لأن معظم كوادرها من الشباب ،الحكومة لا تثق في الشباب الصحفيين، تطاردهم وتعتقلهم.
}هل كل المشكلة التي أدت إلى الأزمة محصورة بين السلطة والشباب؟
-أبداً، هناك قطيعة أكبر مع الشعب، المواطن الذي كان مرتبه يعادل ألف دولار، أصبح يعادل (80) دولاراً، وحتى الـ(80) دولاراً لما تضرب في (60) جنيهاً لا يجدها، هناك شح في السيولة أدى إلى وجود صفوف في الصرافات.
}المسؤولون قالوا إننا نعاني كما يعاني الشعب؟
-المسؤولون لا يعرفون أن بيوت الشباب والعاملين ليست كبيوتهم، يحتاجون فيها للخبز والسيولة وإدخال الفرح في نفوس أطفالهم، الآن العبوس والقنوط واليأس أصبحت سمة كل بيت باستثناء الرعاة والعاملين في الذهب وأصحاب المهن التجار الذين قد يرون المال كل يوم، لكن العاملين في الحكومة هم أبأس الناس، الأطباء والمعلمون محتقرون ومذلون، الطبيب مرتبه الآن في حدود (40) إلى (50) دولاراً، لا يكاد أن يستأجر به غرفة دعك من أن يتزوج ويبدأ حياة ويلحق بالمستقبل، هناك فشل كبير في إدارة الموارد في بلد فيه بترول وذهب وصادرات ولكن تهدر الموارد.
}كخبير ومراقب، إلى ماذا تعزي استمرار أزمة السيولة؟
-الناس يعزون أزمة السيولة، لأن بعض شركات الحكومة سحبت مال السيولة الموجود في الحكومة واشترت به السمسم لتصدره وتحول الصادرات إلى الأقساط التي تريدها روسيا والدول التي تبيع السلاح للسودان، وهذه لم تكن أولوية، والآن يتم استنفار آلاف العربات لأجهزة الأمن تحرق في المحروقات كأن البلد في حالة حرب، وهذا لا يُمكن البلد من مواجهة مطلوبات العيش.
} المسؤولون يقولون إنهم مجتهدون في تحسين الأوضاع، أليس كذلك؟
-المسؤولون الآن غير مشغولين بما يحدث، المسؤولون في كل البلد مشغولون بجدول أعمالهم الذي يكاد يكون مختصراً على شيئين، الاستنفار وسحق الاحتجاجات الشبابية، والجند الثاني الانتخابات وتعديل الدستور وتعديله نفسه جريمة، لأن الدستور ليس ورقة لا قيمة لها وهم يعتبرون أن الموت بمنطق العسكرية هو مجرد خسائر في الأرواح، ويسمونها خسائر لأنهم تعودوا في الحروب أن يموت الجنود بالمئات ويعتبرونها خسائر، كما هناك خسائر في الذخيرة والعربات والأرواح، والآن هم يتعاملون بنفس المنطق كأنهم في حالة حرب مع الشعب.
}هل تعتقد أن قيام السلطة الحاكمة بحل بعض الأزمات المعيشية يمكن أن يحل المشكلة؟
-لا أعتقد أن النظام يستطيع المواصلة وسط هذه المتغيرات والضغوط، الوضع الاقتصادي مهما أتت إسعافات من دولة الإمارات وغيرها فإن أجلها سيكون محدوداً ولن تستطيع الدولة بيع (60) رغيفة بدولار، ولا (3) جالونات بنزين بدولار، هذا غير ممكن.
}هناك حديث عن رفع الدعم من الخبز والمحروقات لإحداث استقرار في الوفرة؟
-لن تستطيع الدولة في هذه الظروف رفع الدعم إلا أن تأتي حكومة قوية جديدة يرحب بها الشعب ويستطيع أن يضحي معها، لأن هذه الحكومة ضحى معها الناس في الجنوب وماتوا بالآلاف إذا بالجنوب ينفصل وضحوا معها بالشعارات نأكل مما نزرع وغيرها، والآن المسغبة تحوم حول كل بيت، الجنيه السوداني يتدحرج وسيتدحرج بعد طباعة العملة فئة المائة جنيه والخمسمائة جنيه، لأن الطلب على الدولار سيزيد نتيجة للاستهلاك الشعبي.
}حتى إذا تمت بعض المعالجات؟
-الناس لا يثقون في الحكومة، لن يدعوا أموالهم في البنوك، والمغتربون لن تأتي أموالهم من خلال القنوات الحكومية، لذلك سيكون هناك مزيد من الطلب على الدولار، وسيكون لكل أسرة بنك بيتي، ستتحول البنوك إلى البيوت وسيأتي يوم يكون من الصعب على الحكومة تغطية استحقاقات العاملين فيها أو تغطية مطلوبات المساهمين فيها، لكن الحكومة الآن تفكر فقط بمنطق الصوت والرصاص والشعور بأنها في معركة مع الشعب، أنت لا يمكن أن تخاطب شعبك لأنه معارض، المعارضة شيء مطلوب.

{بالضبط ، الحكومة تعتبر من يخرجون في المظاهرات معارضين؟
-حتى في القرآن (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا…)، (…وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)، المدافعون عن حقوقهم يحيون سنن الله في خلقه، لأن تعطيل السنن يعني تعطل الحياة، فالمدافعة أو المعارضة والمظاهرة، كلها من الحقوق المطلوبة، فكيف تصف المعارضين والمطالبين بحقوقهم أنهم جرذان وعملاء ومندسون، وكما رأى أحد الأصدقاء حتى الطواف حول الكعبة وهو من الشعائر، لكن يوجد فيه مندسون، دعك من معارك الحياة الكبرى.
{بعض المراقبين اعتبروا هذه الثورة ثورة الشباب، فيما اعتبرها آخرون ثورة الجياع، والأحزاب المعارضة تعتبرها ثمرة لمجاهداتها الطويلة، ماذا تقول؟
-هي ثورة شباب، أنا اثنان من أبنائي كانوا في المعتقل، لا أظن أنهم جائعون، كلهم اشتركوا في الاحتجاجات ذكوراً وإناثاً، وبالمناسبة الذين يقودون هذه الثورة يعلمون أن نفسها كبير، الآن هم يقومون بعمل خلايا على مستوى الأحياء وخلايا موازية وكل يوم تتقوى، الآن نقابة الأطباء تقوم بدور بطولي وتضم يساريين وإسلاميين ومهنيين لا علاقة لهم بالسياسة.
}التوتر في تصريحات قيادات الحزب الحاكم، كيف فسرتها؟
-مشكلة الحزب الحاكم أنه أخذ العناصر الرخوة، سواء في الحركة الإسلامية أو غيرها، معظم رؤساء الاتحادات الذين مروا على اتحاد جامعة الخرطوم، لا تجدينهم في الحزب الحاكم، أشخاص مثل “التيجاني عبد القادر” وأنداده أين هم، الذين قادوا العمل السياسي ضد نظام مايو، ودخلوا السجون، كلهم تم إقصاؤهم وأصبح الحزب الحاكم يريد ناس الطاعة العمياء.
{الحركة الإسلامية غائبة من مشهد هذا الحراك، ما تعليقكم؟
-للأسف الحركة الإسلامية أصبحت كأنها مخطوفة، وكأنها في وادٍ وهي مأزومة من الداخل، لذلك غير منتبهة للمطلوبات، وكما قلنا تفتقر للعناصر القوية.
{في أي سياق فهمت زيارات قيادات الحزب الحاكم للولايات في وقت يشهد فيه المركز مظاهرات؟
-في سياق الهروب من المحاكمة الحضارية التي لا تتم في النيل الأبيض، وإنما تتم في جامعة الخرطوم وجامعة النيلين والأهلية وبقية الجامعات، ومع الأساتذة داخل الجامعات ومع أهل الصحافة والمجتمع السياسي، ولكن أن تذهب للسديرة وشيخ مكي، وتجمع أهل القرى وعمال اللقيط، هذه المحتشدات ليست مناطق للحل والمحاكمة والحوار الحضاري، وليست مناطق لإنتاج الفكر والرؤى والحلول، هذا هروب للهامش كأنك تريد أن تصبح في عداد المهمشين.
{تصريحات الأستاذ “علي عثمان” وجدت انتقادات كبيرة في الساحة؟
-لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع إلى أن أقابل “علي عثمان” وأسمع منه، هو صديقي ولا أريد أن أتورط معه كما تورط هو مع الآخرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية