رأي

عيد الشهيد

أمل أبوالقاسم

قياس أداء أي ولاية أو محلية يتوقف على نجاح هذا الأداء للحد الذي يرضي المواطنين ويتأتى هذا في توفير الخدمات كافة من علاج وتعليم ومأوى ومأكل ومشرب، وحيث أن الولاة يمثلون الرئيس في ولاياتهم، فإن رضا المواطن عنهم بمثابة رضا وقبول للحكومة جمعاء. وضح ذلك جلياً في الاحتجاجات المندلعة لقرابة الشهر، وترمومتر ارتفاعها أو انخفاضها هو المقياس لما تتمتع به من خدمات، فكلما ضعفت كانت درجة الرفض والاحتجاجات أقوى والعكس.
قصدت من هذه (الرمية) أنه وكلما زادت الخدمات المقدمة للأفراد زاد الولاء للحاكم أو قبوله، فلا شيء يدفعه للخروج عليه سوى الاستهانة به وقهره ممن ولي عليه ليلبي احتياجاته ويحفظه. وهو ليس تفضلاً عليهم أو منة بل حق أصيل، فضلاً عن أنه دين من شرائح محددة لدى السلطة واجب السداد، وأعني بذلك أولئك الشهداء الذين أريقت دماؤهم وقد دفعوا أرواحهم مهراً لعرس الوطن وستره من الحروب والاستهداف والاغتصاب وغيره، فكان حري بالدولة أن ترد الدين (مادياً) في شكل مساعدات تعين أسرهم التي تركوها بلا عائل في مواجهة قساوة الزمن واستبداده بأرباب البيوت، دعك من تلك التي بلا كفيل، ومن أجل ذلك انبثقت (منظمة الشهيد) من لدن عدد مقدر من المنظمات والمنظمات المدنية التي اختصت بالمساعدات، بيد أن المعنية اكتسبت شرعيتها من السلطة وحصرت نشاطها في دعم أسر الشهداء الذين خصصت لهم يوماً من كل عام أسمته (عيد الشهيد) بلغ في مجمله (26) احتفالاً طوف به عدد مقدر من ولايات السودان حتى تنال الأسر بها حصتها كاملة مما يصاحب ذلك من خدمات وحتى تضمن المنظمة التغطية الكاملة لجميع الأسر متجاوزة الفوارق الجغرافية.
وفي هذا العام اختيرت ولاية جنوب كردفان لتستضيف وتشهد كرنفالات الاحتفال بعيد الشهيد (26) والذي سيشرفه السيد رئيس الجمهورية (الإثنين) المقبل، وكان الأمين العام لمنظمة الشهيد، الدباب أو كما يطلق عليه (محمد أحمد حاج ماجد) قد أعلن في مؤتمر صحفي بمنبر وكالة السودان للأنباء، اكتمال كافة الاستعدادات لاستقبال الرئيس “البشير”، والذي سيفتتح (250) وحدة سكنية كنموذج لسكن أسر الشهداء ومشاريع إنتاجية أخرى، فضلاً عن تمليكهم (900) قطعة أرض، إلى جانب افتتاحه نماذج من منازل أسر الشهداء بمجمع مدينة كادوقلي، أعدت جميعها وشيدت حتى تكون جاهزة للعيد يبلغ عددها (200) وحدة سكنية موزعة على محليات الولاية الـ(14)، أيضاً سيطوف الرئيس خلال الزيارة معرض الشهيد للوسائل الإنتاجية.
لم تكتف المنظمة بإيواء أسر الشهداء ، بل نفذت لهم مشاريع بلغت (1732) مشروعاً ودعمت فوق الـ(18) ألف طالب من أسرهم ، وأسكنت (1054) في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2018م، الذي تنظمه المنظمة بدعم من ديوان الزكاة ، الأمر الذي يسهم في تحولات كبيرة وتجعلهم منتجين أكثر من مدعومين، يسبق ذلك زيارات للأسر لاختيار المشروع الذي يناسبهم حتى يخرجوا من دائرة الفقر لاسيما تلك التي بها معاقون.
ما لفت نظري في البرنامج المعد للاحتفال هو تضمين التعريف بجزئية تاريخية ثقافية وهو اهتمام المنظمة بالتوثيق لتاريخ السلطان (عجبنا) وابنته (مندي).
حسناً، فهذا الكم من الأسر التي حظيت بدعم المنظمات الحكومية، أو فلنقل عدد الشهداء الذي فاق عددهم الـ(26)ألفاً بحسب حديث لـ(ماجد) خلال واحد من الحوارات وأن القوات المسلحة الجسم الشرعي لاعتماد الشهداء، قطعاً تمتعت أسر عدد مقدر منهم بالخدمات، فهذا الرقم الكبير لهذه الشريحة لو التفت حول الرئيس لعزز من درجة قبوله، وهذا يعيدنا للمربع الأول وهو (داين تدان).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية