{ مطربو هذا الزمان الواحد منهم قبل أن (يتوهط) في الساحة وقبل أن يخرج نفسه من دائرة ترديد أغنيات الكبار، وقبل أن يتعافى من إدمان تعاطي الأغنيات الهابطة وقبل أن يثبت أقدامه على خشبة مسرح الغناء الجاد بأعمال خاصة، تقدمه للناس وتضيف للفن تجدهم من الوهلة الأولى غارقين في وهم الشهرة السريعة، ومع زيف الانتشار الفاضح بكل مواقع الهبوط الإلكتروني ظنوا وإن بعض الظن إثم، ظنوا أنهم صاروا نجوماً وفي غمرة أوهامهم هذه بدل أن يتنافسوا في تقديم أعمال إبداعية توصلهم إلى اعتلاء عتبات النجومية بالتدرج المنطقي تجدهم يتسابقون في انتقاء الألقاب الكبيرة.
{ العديد من الملصقات دعائية والإعلانية المستفزة المنتشرة هذه الأيام بشوارع وتقاطعات العاصمة الخرطوم وبعضها تعلن عن حفل لمطرب مغمور يسبق اسمه لقب (الإمبراطور) وبجانبها ملصقة تعلن حفل للفنان الموسيقار العملاق “محمد الأمين” ولم يسبق اسمه فيها غير صفة الأستاذ.
{ في جلسة حوارية جمعتني بإمبراطور الأغنية السودانية الموسيقار “محمد عثمان وردي” داخل حديقته الأنيقة المتواجدة أمام منزله بحي المعمورة، وتشرفت حينها بصحبة الزملاء الأستاذ الصحفي القدير “ود الشريف” صاحب (الدبابيس الرياضية وضل الدليب الفني)، والأستاذ الصحفي ابن مدينة الدويم الراقي “كمال علي” الذي انضم قبل أيام إلى كوكبة صحيفة (المجهر)، واذكر وقتها سألت العملاق “وردي” عن رأيه في ظاهرة اتجاه المطربين الشباب على إطلاق الألقاب على أنفسهم وتنافسهم على اختيارها وإشهارها بين الناس، فجاء رده كالآتي: الألقاب لا تصنع فناناً والمطرب أو الفنان الحقيقي هو الذي يستحوذ على الإعجاب ثم الألقاب من خلال إجادته لفنه وحرصه التام على تقديم أعمال إبداعية ذات قيمة، وأضاف قائلاً: القيمة الإبداعية هي التي تعطي الفنان قيمته عند الجمهور وعند النقاد ومن إبداعاته المؤثرة يستمد لقبه الجماهيري أو اسمه الفني ومكانته بين النجوم.
{ وضوح أخير :
{ مجلس المهن الموسيقية والدرامية كالعادة في وضع صامت !!.. أين أنتم يا “علي مهدي” من فوضى الوسط الفني وتسيد المندسين من الشواذ والمساطيل والموهومين على الساحة وإذا خذلتكم الإمكانيات في محاربة الأصوات المشروخة والأغاني الفاسدة، فهل لا تستطيعون التحرك لضبط فوضى الملصقات الإعلانية وتحموا الألقاب الفنية من اعتداءات المندسين في الوسط الفني، وتحفظوا مكانة وقدر الفنانين الكبار المبدعين الحقيقيين وتعيدوا للفن هيبته وقيمته ومكانته.