لخص السيد وزير العمل “بحر إدريس أبوقردة” في حوار تلفزيوني عبر برنامج “رفع الستار” على فضائية الخرطوم، لخص الأزمة التي تعانيها الخدمة المدنية في السودان والتي ظلت لسنوات طويلة تعاني مرضاً عضالاً أثر بشكل مباشر على مجمل المشهد السوداني على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، ولعل أبرز ما لفت نظري في حديث الأخ “أبو قردة” أنه فند أسباب تعثر الخدمة المدنية إلى انعدام الإرادة السياسية، وقال إن كثيراً من القرارات المهمة يتم تعطيلها لموازنات وتقديرات سياسية، إضافة إلى أن معظم التوصيات التي تطرح كحلول، هي توصيات إنشائية ونظرية لا تجد طريقها للتطبيق، وقال الأخ “أبو قردة” إن واحدة من علل الخدمة المدنية تسببت فيها سياسة التمكين، وهي على حد قوله ليست سياسة جديدة، فكل حكومة تأتي منذ عهد الاستقلال، تمارس ذات التمكين الممنهج، إلا أن ناس (الإنقاذ بالغوا) كما قال بالنص. وخلوني أقول إنه وضح لي أن الأخ “أبو قردة” وخلال المدة القصيرة التي قضاها بالوزارة، قد اطلع على ملفات الإصلاح الإداري والتنمية البشرية بشكل عميق، وأنه عازم على القيام بثورة حقيقية في ما يخص الخدمة المدنية التي لم يُعفَ من انهيارها تكوين الشخصية السودانية نفسها الميالة إلى عدم الانضباط، وبالتالي نحتاج إلى مواجهة أنفسنا بهذه الحقيقة، في محاولة للتخلص من ما يشوه الخدمة المدنية التي تقعدها المجاملات أثناء الدوام الرسمي، وقتل الوقت في ساعات الفطور وأداء الصلاة وما إلى ذلك من المشاهد سودانية اللون والطعم والرائحة، ولعل الأخ الوزير لم ينكر أن هناك ظلماً حقيقياً وقع على قطاعات من الموظفين بسبب المحاباة في الترقيات وعدم عدالة توزيع الفرص، حيث إن البعض قد قفز بالزانة إلى الدرجات الأولى في هياكل الخدمة لأسباب لا علاقة لها بسنوات الخبرة والكفاءة وهو ما يجعل من إصلاح الخدمة المدنية واحداً من الضروريات الملحة لخلق عدالة اجتماعيه تزيل ترسبات الغبن والضغائن، لكن ما لفت نظري في لقاء الأخ الوزير حديثه عن سعي الدولة لتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب، وهو برأيي حديث مهم جداً لو صدقت فيه الدولة وعملت على تحقيقه على أرض الواقع، لا سيما وأن الشباب في بلادنا يعاني الظلم والغبن وتأجيل الأحلام والآمال، وهو ما أوصله إلى مرحلة الانفجار التي عبر عنها باحتجاجات غاضبة طوال الأسابيع الماضية.
الدايرة أقوله إن الأحداث الأخيرة كشفت للحكومة الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة وفضحت كثيراً من نقاط الفشل التي كانت سبباً في ما وصلنا إليه، وهي أخطاء عليها أن تعترف بها رغم أن الاعتراف الآن يحدث في الزمن الضائع، وقد منحت الحكومة الفرصة كاملة طوال شوطي اللعب، لكنها للأسف تقاعست وتأخرت عن إحراز الأهداف.
}كلمة عزيزة
أي أحاديث عن مقتل المتظاهرين لا يصدر من لجنة تقصي هذه الأحداث، هو حديث محل شك لدى الشارع السوداني، لذلك ليس هناك أي داعٍ لأي روايات غير مؤكدة بالدلائل والبراهين، فيها استباق لما يمكن أن تتوصل إليه هذه اللجنة التي يترأسها وزير العدل.
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.