ربع مقال

الحكومة والتظاهرات .. وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .. !!

د. خالد حسن لقمان

من الملفت أن تبدو إجراءات الحكومة متسارعة لتأكيد الاحتواء الأمني للتظاهرات المتفرقة التي تشهدها ببن فينة وأخرى الخرطوم وبعض ولايات البلاد على نحو أسرع من حركتها في احتواء الأزمة الاقتصادية التي تسببت في خروج الناس للتعبير عن سخطهم من حالهم المعيشي الذي وصل إلى حد وقوفهم صفوفاً لم تنقطع إلى الآن للحصول على الخبز والمواد البترولية وحتى أموالهم الخاصة بهم، بعد أن جفت المصارف والبنوك وصرافاتها الآلية .. ولعله من المحزن للغاية بل ومن المحبط أيضاً أن تتساقط وعود عدد من المسئولين والسياسيين بشأن انتهاء هذه الأزمات .. صحيح أنه قد حدث انفراج نسبي كبير في توفير البنزين إلا أن أزمة الجازولين (الذي تعتمد عليه مركبات المواصلات والنقل العام وكذا عدد من النشاطات الحياتية الحيوية الهامة والمتقدمة ) لا زالت تراوح مكانها، كما أن الزيادة المعلنة من قبل الجهات المعنية بأجور العاملين تأخرت كثيراً، وبعد تصريحات متكررة بشأنها تم الإعلان قبل يومين فقط عن اكتمال العمليات الفنية الخاصة بها، وهو الاكتمال الذي لم يتم معه ربط التصريح بتاريخ بدء التنفيذ، بما أدخله ومن جديد في مربع التصريحات التي تحتاج للامساك بها .. هذا بينما استمرت أزمة السيولة كما هي عبر تلك الصفوف في نوافذ الصرف .. إذاً لماذا هذا البطء والتسويف ..؟؟ .. لماذا لا يكون الموقف واضحاً بحيث تملك الأجهزة الحكومية الحقيقة كما هي للمواطنين منعاً للإحباط المتكرر والذي تسببت فيه تصريحات أولئك المسئولين الرسميين وشبه الرسميين .. ولعله من الغريب أن تترك الحكومة لكل من هب ودب ليقول ما يشاء دون أن تكون له أية صلة مهنية أو عملية بما يقول ..!! .. والآن لا خيار أمام هذه الحكومة سوى تسريع حركتها على كافة الجبهات خاصة الاقتصادية وكذا السياسية التي ينبغي عليها فيها طرح حلول مرضية للناس تؤكد لهم جدية الاستجابة لمطالبهم في ضبط دولاب العمل العام ومواجهة الفساد المستشري بالقوة المقنعة للناس لا بمداراة الحقائق والتلاعب بها .. ولتدرك هذه الحكومة وكافة مسؤوليها ومن يرتبط بهم بأن ما يعني الشعب السوداني من الأمر كله حياة كريمة ومرضية تحفظ له كرامته واحترامه وتحقق له أمنه واستقراره وسلامه، وإلا فلماذا صبر عليكم كل هذا الصبر حتى تضاغط عليه الأمر واستحالت عليه حياته المعيشية فخرج يعبر عن ذلك .. هذا كل ما فعله شعبكم الكريم .. فافعلوا له شيئاً تردون له به على هذا الصبر الجميل، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان .. ؟؟!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية