بكل الوضوح

أين الحكمة يا هؤلاء؟ .!!

عامر باشاب

{ الأحاديث والتصريحات الاستفزازية التي باتت تخرج بين الحين والآخر من أفواه بعض قيادات الحزب الحاكم في هذه الأجواء المتوترة وتخرج من بين سطورها إشارات التهديد والوعيد و(المطاعنات) وآخرها ما جاء في حديث “حسبو عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية السابق، والذي قال فيه (ما بنفك السُلطة بالساهل كده)، وسبقه حديث أمين أمانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني
“الفاتح عزالدين” خلال لقاء حاشد بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات، حيث قال في معرض حديثه بالحرف الواحد (أدونا أسبوع والراجل تاني يمرق.. وأي زول شايل سلاح حنقطع راسو)، ثم أشار إلى أن حديثه هذا المقصود به الشيوعيين والبعثيين وليس السودانيين، وكأنه يقصد شيوعيين وبعثيين يحملون جنسيات غير السودانية، وفي ذات الاتجاه السلبي ذهبت تصريحات وزير الداخلية، التي جاءت ضمن حديثه في آخر جلسة بالبرلمان، ووصف فيها المحتجين بـ(الصبية).
{ وتصريحات التهديد والوعيد من الأولى في هذا الوقت أن توجه إلى مجموعة (القطط السمان) وغيرهم من الفاسدين، الذين طغوا في البلاد وتحكموا في الاقتصاد، وأوصلوا السودان إلى هذه المرحلة التي كتمت أنفاس الوطن وضغطت على جسد المواطن، وضيقت على معيشته في أكثر من اتجاه، إلى أن دفعت الكثيرين للخروج إلى شارع الاحتجاج والرفض .

{ مثلما ظللنا طيلة الفترة الماضية نؤكد بأن العنف والتخريب في مسيرات الاحتجاج يخرج المطالب المشروعة من مسارها الطبيعي، بل ويؤدي إلى تدمير مدخرات البلاد، ويقود إلى الفوضى والانفلات، كذلك نشير إلى أن العنف الخطابي والأحاديث الاستفزازية وتصريحات التهديد والوعيد، دائماً ما تأتي نتائجها سلبية لأنها تثير الفتن وتولد الغبن في النفوس وتزيد موجة الغضب وتحرك الغل وترفع درجة الغليان وتوسع مساحة الاستياء في الشارع العام، في حين أن الحكمة تطفئ نار الغضب وتهدئ النفوس .
{ وضوح أخير :
{ انتبهوا أيها السادة (أليس فيكم رجل رشيد؟) نحن في هذه الأيام نعيش أجواء تقتضي الحكمة والعقلانية وضبط النفس .
{ وأخيراً ارجعوا إلى الحديث الشريف لنبينا المصطفى والرحمة المهداة “محمد بن عبد الله” صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: (ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحشِ ولا البذيء).

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية