عز الكلام

اتحادات الطلس والوهم!!

أم وضاح

من يتابع السيناريو الذي بدأت به هذه الاحتجاجات والتظاهرات منذ الحلقة الأولى له، يلاحظ أن احتجاجات عطبرة، شملت قطاعات متنوعة من ألوان طيف المجتمع، وفي صفوفها تساوى الشباب والشيوخ والنساء، لأن المطالب كانت تعني هؤلاء جميعاً وهي مطالب اقتصادية منطقية عقب أزمة الخبز التي ضربت عطبرة، لكن تصاعد حلقات هذا المسلسل أظهر أبطالاً جدد هم من يقودون هذه الاحتجاجات، وأعني جموع الشباب والشابات الذين لا زالوا يتنادون لمزيد من الاحتجاج ومزيد من التظاهر، واللافت أن هؤلاء جميعاً بلا استثناء هم من فئة عمرية دون الثلاثين، يعني هم الجيل الذي ولد في الإنقاذ وتشرب بشعاراتها وفتح عيونه على هتافاتها، طيب أليس هذا الأمر غريباً وعجيباً ويدعونا أن نسأل أهل المشروع الحضاري، مشروعكم ده زرعتوا فيه شنو؟.. وأنتم الآن تجنون هذا الحصاد المر!! ليتأكد حديث سبق أن قلته شخصياً قبل سنوات عبر هذه الزاوية، إن الجهات المعنية بالشباب من اتحادات شباب وطلاب أطلق الحزب الحاكم يدها تماماً في العمل الطلابي والعمل الشبابي، بل ودعمها بأموال مهولة هي جميعها جهات فاشلة باعت الوهم للقيادة السياسية ولم تستطع أن تؤسس لفكرة أو تؤطر لمشروع يصبح حائط صد للحزب وللحكومة وينفعها في اليوم الأسود، طيب الناس دي وطوال السنوات الماضية كانوا شغالين شنو؟.. وشغالين لمنو؟.. وواضح جداً أن هناك فجوة كبيرة بين هذه الكيانات وعموم شباب السودان لأنهم جعلوها كيانات مغلقة لم تهتم بمشاكل الشباب، لم تنفتح عليهم أو تتواصل معهم باعتبار أنها كيانات لكافة أهل السودان، يفترض أن تكون جامعة ومتغلغلة وراسخة وحاضرة في قضايا الشباب والمرأة، لكن ما حدث على أرض الواقع أنها ظلت تدور في أشخاص بعينهم بلا فكر ولا إقناع ولا هدف، همهم الأول الهتافية والولاء الذي يكسب المناصب والتكليفات مجرد لافتات بلا مضمون ولا وجود، دائماً كنت ولا زلت أسأل كيف يكون هناك اتحاد لشباب السودان ومشاكل الشباب بالكوم لا تجد من يتبناها أو يدافع عنها، كيف تكون هناك اتحادات للطلاب وقضايا الطلاب بلا وجيع، وبالتالي خروج الشباب الآن إلى الشارع هو أكبر محاكمة لهذه الاتحادات، بل إنها كشفت زيفها وإنها لم تخدم أي مشروع أو فكرة أو توجه، وكل ما كانوا يعكسونه للقيادة هو (طلس ووهم وفشل) نتائجه الآن في الميدان!!
الدايرة أقوله إن الإنقاذ هذه عندما جاءت حملت معها لافتات كثيرة لمبادئ كثيرة فشلت فيها للأسف ولم تستطع أن ترضع أو تشبع بها حتى الجيل الذي نشأ يتنفس هواءها، وبالتالي الفشل الآن ليس فشلاً اقتصادياً فقط، ولكنه فشل فكري وأيديولوجي لم يتحسب له واضعو السياسات ومتخذو القرار، والنتيجة الآن هذا الرفض الكبير للحكومة وهذا الشعور الطاغي وسط الشباب وهذا الشرخ الكبير الذي أخشى أن لا يلتئم!!
}كلمة عزيزة
كل الإخفاق الذي أصاب الدولة والحكومة سببه أن كثيرين جداً كانوا في مكان غير مكانهم، الآن ظهرت هشاشة البناء الذي بنوه!!.. ظهر عجزهم حتى في إيجاد دفوعات للنظام الذي ينتمون إليه!!.. بعضهم يخدم المعارضة أكثر مما كانت ستفعل بحصاد ألسنتهم ودفوعاتهم المشوهة الضعيفة!!
}كلمة أعز
اللهم أحفظ بلادنا من الفتن واجمع أهلها على كلمة سواء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية