الخرطوم: فائز عبد الله
أعلنت مجموعة الجنرال “توماس شيرلو” عن أنه لا سلام دائم،وإن أرادت جوبا السلام، لابد أن تستعد للقبول بالشروط المتعلقة بإقامة النظام الفيدرالي ومحاسبة قيادات الحركة الشعبية، الذين ارتكبوا جرائم قتل ونهب وحرق أثناء الحرب ، هكذا قال “شيرلو” أثناء سير مفاوضات السلام بين الفرقاء الجنوبيين بالخرطوم ، وتم التوقيع على مخرجات المفاوضات في سبتمبر الماضي دون أن تتضمن جند الفيدرالية، ولا يزال هذا الإعلان القديم ينطبق على الحاضر، بعد أن سيطرت مجموعة “شيرلو” على منطقة إستراتيجية تبعد عن العاصمة جوبا (20) كيلو متر و(4) مناطق أخرى إستراتيجية ،وتبودلت الاتهامات بين الحكومة والمجموعة التي أصبحت تشكل حجر عثرة أمام تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بالخرطوم.
واتهمت حكومة جنوب السودان قوات جبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال “توماس شيرلو” بقتل أكثر من (124) مواطناً و خطف (9) آخرين وإطلاق الرصاص في منطقة “ياي وكاي” .
وقال الإعلامي والناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب “مايكل مكواي” لـ(المجهر)، إن مجموعة “توماس شيرلو” تسعى لخلق الفتن في الجنوب وتعمل على ترويع المواطنين وقتلهم في حال رفضوا الانضمام إليها، وأوضح أن مجموعة “شيرلو” قتلوا أكثر من (124) مواطناً في منطقة “فشلا وبوما وكاي” ، وأشار إلى أن الحكومة وجهت الدعوة إلى كل المجموعات الرافضة لعملية السلام باللحاق بها دون اعتراض أو رفض لهذه المجموعات.
وأوضح “مكواي” أن “توماس” شن هجوماً على المواطنين في منطقة “ياي وكاي” وقامت مجموعته بانتهاكات ضدهم، وأضاف، إن “توماس” يرفض تحقيق السلام في الجنوب .وقال إن اتفاقية السلام ثابتة ولا يمكن أن تتأثر بالمجموعات التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، وأضاف إن الحكومة ستتعامل بحسم مع هذه المجموعات بعد أن قامت بالاعتداء وقتل المواطنين في “ياي وكاي ولونج” .
ونفت جبهة الخلاص الوطني بقيادة الجنرال “توماس شيرلو سواكا” ، قتل أو اختطاف مواطنين بالجنوب في مناطق “فشلا وبوما وياي وكايا” في ولاية نهر “ياي” بجنوب السودان.
وقالت الجبهة ، إنها تدين الاتهامات التي وجهتها الحكومة ضدها ،وإن أهداف الجبهة هي تخفيف معاناة المواطنين التي فرضت عليهم من قبل حكومة الرئيس “سلفاكير”.
وأكدت الجبهة أن مواجهات ومعارك دارت بين قوات الجيش الشعبي ومجموعة “توماس شيرلو” في منطقة “لونج وتونجه”. وأعلن الناطق باسم جبهة الخلاص الوطني “مرتضى جلال ” في حديثة لـ(المجهر) عن استيلائهم على (4) مناطق ومنطقة إستراتيجية تبعد عن جوبا مسافة (20) كيلو متر.
وقال إنهم استولوا على معدات عسكرية وأسروا عدداً من جنود الجيش الحكومي، عقب اشتباكات دارت بينهم وقوات حكومية في مناطق “ياي ولوبونوك”.
وأشار إلى أن الجيش الشعبي شن هجوماً على قوات جبهة الخلاص في منطقة تقع على بعد (20) ميلاً من مدينة “ياي”، وهجوماً مماثلاً على قواتهم في منطقة “لوبونوك” جنوب العاصمة جوبا.
وأوضح أن الاشتباكات في منطقة “لوبونوك” بدأت حوالي الساعة الثالثة مساءً واستمرت لثلاث ساعات، زاعماً استيلاء قواتهم على أسلحة، بجانب ثلاث عربات لاندكروزر.
وأكد عضو الحركة الوطنية “ثايمون اقري” أن مواجهات بين قوات الجيش الشعبي ومجموعة “توماس شيرلو” في منطقة “لونج وتونجه” ، شكلت خطراً كبيراً على قرار وقف إطلاق النار الذي تم في اتفاقية السلام بين الحكومة والمعارضة، وأضاف “اقري” أن المعارك الأخيرة التي وقعت بين الجيش الشعبي وقوات جبهة الخلاص بالقرب من منطقة “فقاك” الإستراتجية أدت إلى إغلاق الطريق الرئيسي في “تونجة وياي” وتوقف حركة المواطنين ، وقال إن استيلاء الجبهة على (5) مناطق إستراتيجية تبعد عن جوبا مسافة (20) كيلو متر يمثل تهديداً حقيقياً للاتفاقية ،وقال إن الحكومة لم تنظر إلى مطالبات الجبهة وملاحظتها في الاتفاقية وعدم الالتزام بتضمين هذه المطالب والملاحظات بالاتفاقية بجانب إطلاق سراح المعتقلين والمتورطين في جرائم قتل والتحقيق العادل وتقسيم السلطة والحكم بصورة ديمقراطية وتطبيق النظام الفيدرالي للولايات الـ(10) قاد إلى هذا الواقع .
وأضاف “اقري” إن الجبهة ترى أن المناصب الدستورية والقانونية حكراً على أثنية محددة ، وطالب الحكومة بضرورة معالجة ذلك، والاهتمام بقضايا المجموعات المسلحة في الجنوب.
وقال المفوض في جنوب السودان “يين جال” إن المجموعة المسلحة قامت بنهب (250) رأساً من الأبقار وإصابة أحد الرعاة بجروح خطيرة في مقاطعة “فقاك “بولاية جونقلي .
واتهم “جال” قوات “توماس” التي تسيطر على ولاية بوما بالاستوائية أنها أفرزت وضعاً إنسانيا سيئاً جداً وأن السكان المحليين حرموا من طلب أرزاقهم، وطالب قوات الجيش الشعبي في الولاية بالقبض على المجرمين وإعادة الماشية.
وقال إن جبهة الخلاص قتلت ثلاثة جنود من قوات الجيش الشعبي في منطقة “ياي وبوما وتونج” .
وأوضح أن قوات الجيش الشعبي قامت بأسر (10) جنود من قوات جبهة الخلاص في منطقة بوما بعد أن نصبت لهم كميناً.