لا أريد أن أدعي المنطق والعقل والحكمة أكثر من الآخرين، لكن ما يحدث هذه الأيام في بلادنا لا ينبئ عن خير على الإطلاق، وطالما أن الأزمة غشتها رياح العنف، فده معناه أننا سندخل نفق الكارثة التي قضت على مستقبل بلاد كثيرة طوتها مظاهر العنف وارتفع فيها صوت الرصاص على صوت الضمير والحكمة، وبصراحة عندما يستمع الشخص لحديث قيادات نافذة في الحزب والحكومة في قامة دكتور “فيصل حسن إبراهيم” وهو يؤكد للعلن أن التظاهر السلمي حق كفله الدستور والقانون للجميع، عندما نستمع لمثل هذا الحديث نطمئن تماماً أنه لن تخرج هذه الاحتجاجات عن مسارها، ولن تشهد انزلاقاً نحو العنف وأنهاراً مفهومة ومستوعبة من الحكومة، لكن عندما ننظر للواقع نشعر بالازدواجية ما بين الحديث والتطمين، وما بين الحقيقة المرة واحتجاجات أم درمان أمس الأول، والتي لا يستطيع أحد أن يقول إنها لم تكن سلمية والشباب الذين حركوها كانوا عزل إلا من حناجرهم بهتافاتها، إلا أنها تعرضت للأسف إلى تعامل عنيف من قبل قوات الشرطة سقط على إثره تلاتة من الشباب باعتراف الحكومة نفسها، وده النحن خايفين منه، ونعمل له ألف حساب ونخشى أن يودي البلد في ستين داهية، والعنف لا يولد إلا العنف، والقهر لن يولد إلا المشاعر المكبوتة كما البركان القابل للانفجار في أي وقت، شنو البخلي الأجهزة الأمنية تتعامل بالرصاص الحي مع شباب عزل يرفعون شعار سلمية، ينبغي أن يكون حراكهم في حماية هذا الحشد طالما أنه منضبط ولم يعتدِ على أملاك عامة ولا خاصة، هل معقولة لم تفهم السلطات حتى الآن الوضع النفسي لهؤلاء المحتجين ولم تقيم طريقة تفكيرهم؟.. منو القال إنهم ح يخافوا ويكشوا لو سقط قتيل، وما يحدث على أرض الواقع غير هذا التوقع، والعنف يا أهل الله، لا يولد إلا العنف، والأجيال التي تتابع هذا الحراك لن يستطيع أحد أن ينسيها هذه الأحداث وستكون الحكومة قد اكتسبت عداوات تاريخية مع جيل طويل عريض ينظر لها أو للإسلاميين الذين يقودونها أو كما يهتف المحتجون (الكيزان) على أنهم دمويون لا يتحملون الرأي الآخر ومستعدون لإقصاء من يخالفهم بالقوة وهي مفاهيم إن تشربتها الأجيال ستكون الضربة القاضية لمجمل تاريخ الإسلاميين في بلادنا، وستخلق جيل يحمل أيديولوجية مبنية على عداء له ما يبرره لهم طالما أنهم يشاهدون إخوانهم يحصدهم الرصاص، لذلك ولا زال في الوقت بقيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على قيادات هذه البلاد وعلى رأسها الأخ الرئيس نفسه، أن يتم توجيه ملزم لقوات الشرطة أن لا تستعمل الرصاص الحي إلا في الضرورة القصوى وهي ضرورة تنتفي فرضيتها طالما هؤلاء الشباب لم يقذفوا حتى الآن حجراً واحداً، لأن أي نقطة دم تسيل بغير حق يسألكم عنها الله يوم تجتمع الخصوم، ولأن الدم السوداني غالي سفكه، حرام حرام، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.
}كلمة عزيزة
لو كانت هذه الحكومة مبنية على مؤسسية تجعل كل وزير مسؤولاً عن الملفات التي هو مسؤول عنها، لحاسب مجلس الوزراء الوزير “حاتم السر” الذي تحدث من خلال موكب قوى الحوار الوطني حديثاً غير مسؤول، فيه مبالغة وغير واقعي، وهو يتعهد بانتهاء صفوف المعاناة ووصلت به الجرأة حد القسم بالله، وطالب من يجد صفاً بأن يتوضأ ويصلي، لأنه مؤكد صف يدعو لصلاة جامعة، بالله ده كلام ده، ما دخل وزير النقل بهكذا حديث في وجود الرئيس نفسه ورئيس مجلس الوزراء، بالله ياتو فوضى وحديث عواطف يحدث كما يحدث في بلادنا، أها أمبارح الطرمبة الجنبنا فيها صف من نوع أبو كديس، أتوضأ وتعال صلي، اللهم لا اعتراض.
}كلمة أعز
اللهم جنب بلادنا الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء.